كان الألماني يوهانس برامز (1833 - 1897) من ألمع وأشهر الموسيقيين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر سوية مع فرانس ليست وريشارد فاغنر. وكان الموسيقيون الكبار يرعون النابغين الشباب، ويكفي أن يقدم موسيقار كبير دعمه ويحيطه برعايته حتى تنفتح الأبواب أمام
كان الألماني يوهانس برامز (1833 - 1897) من ألمع وأشهر الموسيقيين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر سوية مع فرانس ليست وريشارد فاغنر. وكان الموسيقيون الكبار يرعون النابغين الشباب، ويكفي أن يقدم موسيقار كبير دعمه ويحيطه برعايته حتى تنفتح الأبواب أمام الموسيقي الشاب. تعاون برامز الشاب مع عازف كمان مجري معروف هو أده رميني وصاحبه على البيانو في جولة سنة 1852، حيث تعرفا على عازف الكمان المجري الماهر يوزف يواخيم الذي عرفهما على فرانس ليست. ويقال أن فرانس ليست انزعج من استغراق برامز في النوم أثناء عزفه أحد آخر أعماله، سوناتا في سي الصغير. وهذه ليست حالة فريدة عنده، فقد غفا كالعادة عند تقديم اوبرا دون جيوفاني الشهيرة في بودابست بقيادة غوستاف مالر سنة 1890، ليصحو فجأة أثناء تقديم الافتتاحية وقد أعجبه ما سمع، وصعد على المسرح بعد انتهاء العرض ليهنئ مالر على أفضل عرض لأوبرا موتسارت سمعه في حياته.
على أية حال، قصد موسيقي شاب برامز ليطلب رأيه في عمل موسيقي ألفه. أخذ برامز المدونة الموسيقية من الفنان الشاب وبدأ يقلبها. "رائع!" .. "جميل!" .. "فاخر!" صاح برامز وهو يقلب الصفحات. علت وجه الشاب ابتسامة عريضة واعتدل في جلسته وبدأ يتخيل هتاف الجمهور في قاعات الموسيقى وباقات الورد التي ستنهال عليه. ما أن انتهى برامز من تقليب النوطة، حتى قال له: "فاخر! من أين اشتريت ورق النوطة الفاخر هذا؟"