لم تكن المدرسة الانطباعية تحتسب على أنها فن جميل فحسب بل هي حركة فنية تمكنت من تعبئة حركة الشبيبة في حينها داخل فرنسا وخارجها حين برزت كأولى حلقات التمرد على الواقع والخروج من الرسم داخل الاستوديو.هذا ما ذكره الفنان مهدي علي الدهش في الأمسية التي أقا
لم تكن المدرسة الانطباعية تحتسب على أنها فن جميل فحسب بل هي حركة فنية تمكنت من تعبئة حركة الشبيبة في حينها داخل فرنسا وخارجها حين برزت كأولى حلقات التمرد على الواقع والخروج من الرسم داخل الاستوديو.
هذا ما ذكره الفنان مهدي علي الدهش في الأمسية التي أقامها له نادي الكتاب عن تأثير الحركة الانطباعية في التشكيل العالمي والتي قدمها الفنان فاضل طعمة الذي قدم المحاضر على انه أحد الفنانين الرواد والذي عرف بانتمائه للمدارس الفنية الطبيعية وأقام العديد من المعارض وشهد التحولات التي طرأت على الفن التشكيلي العراقي، شارك وأقام العديد من المعارض التشكيلية في بغداد وكربلاء منذ اواسط ستينات القرن الماضي .. مثلما شارك بأعمال البوستر والملصقات الجدارية وعضو مؤسس لنقابة الفنانين في كربلاء....عادا إياه موسوعة فنية لمتابعة الفن التشكيلي العراقي والعالمي وان كان بشكل بطيء وصامت..ويشير طعمة الى ان المدرسة الانطباعية عدت نقلة نوعية صاحبتها كتابات لمبدعين عالميين وموسيقيين عالميين أيضا وكذلك كانت الانطباعية مرافقة للثورة الصناعية وقد استمرت حتى القرن العشرين لتظهر بعدها مدارس اخرى كالتكعيبية وغيرها.
وبدأ الدهش في الحديث عن المدرسة الانطباعية من انها ليست فنا جميلا فقط بل هي حركة فنية اضافة الى انها عبأت الشبيبة في باريس ..وأضاف ان المدرسة أساسا أسستها مجموعة من الشباب تربطهم صداقة وكان ذلك عام 1760 م وكانت في ذلك التجمع حلقتان الاولى التفت حول بيلسارو وكان عمره 30 عاما والثانية انضوت في صالون الاكاديمية السويسرية والتفت حول كلود مونيه وكان عمره أيضا 30 عاما..ويبين ان هؤلاء الفنانين هم من عوائل مسحوقة جمعهم حب الفن والمغامرة والتجريد والثورة والانعتاق والتمرد على كل شيء حتى على السلطة..موضحا ان ملخص المدرسة الانطباعية هي ان الرسام تمرد على كل القواعد الموضوعة من قبل الجهات الرسمية وهي الدولة والكنيسة والصالونات الفنية الراقية البرجوازية..وكانوا يقولون ان الرسم كما الطير ولا يرسم فقط في الكنائس وهو عكس المدرسة الرومانسية الموزعة بين الحقيقة والتخييل المفرط بالخيال والاهتمامات الادبية المتنوعة..ويشير الى ان المدرسة الواقعية هي التي تقف على أرضية فكرية وتتحرك بحواسها لتلائم القواعد المرسومة لها وهي ترسم الاشياء بواقعيتها بين الجدران ، في حين الانطباعية هي اشكال حرة وأكثر حيوية واقرب شبها بالحياة بالنسبة للعالم وهي تمنح المتلقي الفرصة الحسية بعيدا عن الثوابت..ويمضي بقوله ان الانطباعية تعتبر مدرسة فنية وجدت في القرن التاسع عشر ، وهي حركة فنية تشكيلية خرجت عن المألوف وانتشلت فن الرسم (التنميقي) الاجتماعي من العاطفة والأدبية عند الرسامين الرومانسيين ،حيث تمرد فيها الرسام الأوروبي على كل القواعد الموضوعة من قبل الكنيسة والدولة والبرجوازية ..ولابد للفنان من مغادرة قاعات الرسم إلى الهواء الطلق حيث الطبيعة وتأثيرها الجذاب، وهو فن يرتكز على ثلاثة أسس رئيسية هي الضوء واللون والحس..ويذكر الدهش ان هذه المدرسة رفضت من قبل الحكومات وقد عرضوا أعمالهم خارج القاعات وأطلقوا على انفسهم الفنانين المرفوضين واستمرت المواجهات في رفض اعمالهم بنقد لاذع إلا انها في الوقت نفسه استقطبت أكبر عدد ممكن الفنانين بمن فيهم فنانو المدرسة الواقعية. وقد اكتسبت هذا الاسم بعد مرور 13 عاما على اطلاقها من قبل أحد النقاد الذين انتقدهم بشدة وأطلق عليهم الانطباعيين نسبة للوحة للفنان مونيه اسمها(انطباع شروق الشمس).
الأمسية شهدت مداخلات عديدة من بينها للناقد جاسم عاصي الذي قال.. المحاضر قدم لنا تسلسلا تاريخيا وهو ما حصل في تكسير النمط في المحاضرة..لذا جعل فهم الانطباعية يبدو سهلا..ويقول عاصي..الانطباعية هي أني انظر الى اللوحة من جانبها الثقافي لان اللوحة هي لقطة من زاوية معينة من الحراك الانساني وعلينا ان نبحث عن الجذور التي انتجت اللوحة ونحتاج الى قراءة انثروبولوجية الان لقراءة اللوحة وليس فقط الى مسحة معرفية للوحة فقط..وأشار : غاب عن المحاضرة الفن العراقي وتأثره بالمدرسة الانطباعية وربما لان الوقت لم يسعف المحاضر.
الكاتب فرقد عز الدين قال ..الامسية جميلة لأنها خرجت عن نمط التقليد في الأماسي لأنها تطرقت الى الرسم والفن التشكيلي بطريقة معرفية..وأضاف ان هناك لوحات حتى لو كانت برجوازية فهي علاقة الفنان مع الفكرة واللون وطريقة الرسم..وتساءل هل هناك فن ورسم ..رسامون يرسمون للسلطة وكذلك النقد هل هناك نقاد لان السلطة تريد النقد لما لا تريده من حركة فنية؟ويرى عز الدين ان اللوحة كلما مر الزمن عليها كلما كان الحديث عنها بشكل افضل وتكون أغنى.ثم عاد ليتساءل هل النقد هو الذي يرفع من شأن اللوحة وهو ما حصل مع الانطباعيين؟بمعنى كما يوضح عز الدين ان النقاد كتبوا عن الفنانين مما جعل اللوحات تكون مشهورة؟
الكاتب نصير شنشول تداخل ايضا طارحا سؤالا..لماذا بروز وظهور المدارس الادبية والفنية المتعددة هي نتاج المدرسة الفرنسية؟ويوضح..أي هل هي للخصوبة الفكرية والحرية العالية في فرنسا هي التي أوجدت مثل هذه المدارس والحركات؟وتساءل أيضا..ما هو تأثير الانطباعية على الفنانين العراقيين والحركة التشكيلية العراقية باعتبارها أهم مدرسة في الوطن العربي.