يؤمن بعض مديري المدارس بالمغالاة في ممارسة أسلوب القسوة على الطلبة بهدف السيطرة على المدرسة وإدارتها بيد من حديد ..أحد المدراء عاقب صفا كاملا بالضرب لاكتشافه بأن لإفراده إساءة كبيرة على أمن المدرسة وهدوءها ....و في اليوم التالي ، كتبت على أعمدة المدرسة وجدرانها عبارات تهديد للمدير فأصيب بصدمة وشعر بالخوف والاهانة وطلب من طلبة المدرسة الكشف عمن كتب تلك العبارات ولم يلق جوابا شافيا فقرر معاقبة المدرسة كلها ..هنا ، تدخل بعض المدرسين العقلاء لينصحوا مديرهم بالتأني في استخدام العقوبة الجماعية لأن محاولته الاولى خلقت ضده نوعا من التواطؤ بين طلبة صف كامل فماذا سيفعل لو وقفت اغلب صفوف المدرسة ضده ومارست معه ما لم يتوقعه بهدف الانتقام منه ومن أساليبه المستفزة في التعامل معهم ..
حين جاء مدير آخر بدلا عنه وخشية منه على نفسه وعلى كيانه كمسؤول وربما على مدرسته كلها ، استمع الى نصيحة المدرسين العقلاء وحاول امتصاص نقمة الطلبة عليه فبدأ يعاملهم بالحسنى ويحل مشاكلهم بهدوء ، وبعد اقل من شهر ،تقدم احد الطلبة من المدير على استحياء ليعترف بارتكابه المخالفة الاولى واعتذر عن عرقلة سير العملية التربوية التي تسعى اليها المدرسة كما أبدى طلبة آخرون استعدادهم لمساعدة المدير في تنظيف المدرسة من العناصر المسيئة فيها ..فوجئ المدير بذلك وفتش في اعماقه عن أي شعور بالنقمة على الطلبة ليحاسبهم فلم يجد شيئا من ذلك ..عندها ، سامحهم وقرر ان يواصل العمل بسياسته الجديدة في الغاء العقوبة الجماعية واستبدالها بالتعاون مع الطلبة انفسهم لحماية المدرسة من كل ماقد يسيء اليها ..
هذه ابسط صورة تقريبية ربما لما جرى في بلدنا فالعقوبة الجماعية للمناطق الغربية في عهد المالكي واخذها بجريرة المسيئين فيها من اتباع وحواضن لداعش ومعاقبة اهلها بشتى الطرق عبر مداهمات واعتقالات وتهميش وتفرقة طائفية قادتهم الى محاربة ( جيش المالكي ) كما اطلقوا عليه قبل محاربة داعش ، وهكذا ازداد معدل الاحتقان الطائفي ووقع اهل تلك المناطق –الأبرياء منهم – بين مطرقة داعش وسندان الحكومة المتعصبة طائفيا ووجدوا انفسهم خارجها هاربين من جحيم الطرفين المتضادين بدلا من ان يصمدوا ويقاتلوا داعش (الغريبة ) مع جيشهم ( القريب ) ذلك لأن جيشهم حاسبهم محاسبته لداعش نفسها !!
اليوم ، ومع اقرار قانون الحرس الوطني وإطلاق العبادي تصريحا حول عدم تخصيص الحشد الشعبي للشيعة فقط ، لابد وانه سيعمل على تخفيف حدة الاحتقان الطائفي وامتصاص نقمة اهالي تلك المناطق على الجيش الحكومي خاصة وانه وضع علامات فاصلة بين الجيش والميليشيات مؤكدا اختلافهم عن بعضهم ..بهذه الطريقة كان يمكن للمالكي احتواء الازمة وحلها بمجرد التخلي قليلا عن انحيازه الطائفي ومخاطبة الطرف الآخر بالحسنى وترضيته وامتصاص نقمته ..كان يمكن ان يحذو حذو مدير المدرسة العاقل قبل فوات الأوان وحسنا فعل انه غادرموقعه ولو –مرغما – ليأتي مسؤول آخر يجيد الامساك بخيوط الدمى المختلفة ليواصل اللعبة على المسرح السياسي بدراية وفن ..أوليست السياسة فن هي الأخرى؟..
عقوبة جماعية
[post-views]
نشر في: 7 فبراير, 2015: 11:47 ص
جميع التعليقات 2
ابو سجاد
ياسيدة عدوية المظلوب منا جميعا ان نطالب ونشجع السيد العبادي على بناء جيش وطني وليس طائفي ولا قومي حتى لايكون هناك جيش شيعي وجيش سني وجيش كردي ولعل هناك في الطريق تركماني وصابئي وازيدي اليس هذا المفرض ياسيدتي الى متى يبقى العراق بلا جيش عقادي هل نقرا السلا
ابو سجاد
ياسيدة عدوية المظلوب منا جميعا ان نطالب ونشجع السيد العبادي على بناء جيش وطني وليس طائفي ولا قومي حتى لايكون هناك جيش شيعي وجيش سني وجيش كردي ولعل هناك في الطريق تركماني وصابئي وازيدي اليس هذا المفرض ياسيدتي الى متى يبقى العراق بلا جيش عقادي هل نقرا السلا