وفد محافظة الأنبار الى واشنطن طرح مقترحا على الجانب الأميركي ، يتضمن رغبته استقدام قوات من دول عربية من الأردن والمملكة العربية السعودية ومصر ، تكلف بمهمة ضبط حدود العراق الغربية ، وتعمل ضمن إطار التحالف الدولي للحد من تمدد الجماعات الارهابية ، وعلى خلفية المقترح صدرت دعوات من أوساط سياسية وبرلمانية موجهة الى الدول العربية المجاورة للعراق لبلورة اتفاق على إرسال القوات ومساعدة بغداد على تجاوز محنتها الأمنية نتيجة حماقات سنوات سابقة فتحت أبواب جهنم ، ومن خلالها دخل عتاة الإرهابيين الى الأراضي العراقية، وفرضوا سيطرتهم على محافظة نينوى وأجزاء من محافظات صلاح الدين والانبار وديالى ، اصحاب الدعوة ناشدوا الجامعة العربية تبني الفكرة ، بعقد اجتماع استثنائي على مستوى وزراء الخارجية لان "الحديدة أصبحت حارة" والإرهاب في العراق بات يتمدد ، ويمكن ان يشعل فتيل حروب في المنطقة.
أشرعة سفن القوى السياسية العراقية ذات التمثيل الواسع في الحكومة الحالية ومجلس النواب بعضها يستجيب لرياح شرقية والاخر لغربية بمعنى آخر اما للسعودية او لإيران جماعة الشرق ليست لديهم الرغبة في الإبحار بسفنهم نحو الغرب، لأسباب تتعلق بان بمواقف سابقة اتخذتها الاردن بوقوفها الى جانب النظام السابق في الحرب العراقية الإيرانية ، والزرقاوي جاء من مدينة أردنية لإبادة شيعة العراق ، وهذه الصورة الراسخة في عقول بعض القادة السياسيين يتزعمون كتلا نيابية وقوى مشاركة في الجهاز التنفيذي لم يعترضوا على منح الأردن تسهيلات لشراء النفط الخام تقل عن أسعار السوق العالمية ، ويبدو انهم انشغلوا بالقضية الأمنية أكثر من الاقتصادية ، وربما مقتل الزرقاوي على يد القوات الأميركية في ناحية هبهب قبل الدخول بمرحلة السيادة ، حفز الساسة على تقمص شخصية حاتم الطائي ليشمل كرمه الأشقاء الأردنيين .
سفانة الطرف الاخر ومنذ زمن ينتظرون الرياح الغربية ، ولطالما استنكروا التغلغل الايراني في الشأن العراقي ، وعدوه السبب المباشر لاضطراب الأوضاع الأمنية والسياسية ، وتكريس الانقسام المجتمعي ، متجاهلين حقيقة ان المراهنة على العرب لعبة خاسرة لا تجدي نفعا في محاولة استجداء عطفهم فالأنظمة العربية لديها حساسية من الديمقراطية حتى وان كانت مشوهة بنسختها العراقية ، وتلك الأنظمة ترى الديمقراطية عدوها اللدود فواجهته بفرض حالة الطوارئ، وسخرت وسائل إعلامها لفتاوى التكفير فولد جيل جديد من المتطرفين ، يجيد استخدام لغة السلاح وصنع وتفجير العبوات والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة للظفر بفرصة الدخول الى الجنة بأسرع وقت ممكن من دون التعرض للمساءلة والاستجواب وحساب الحسنات والسيئات.
أبواب الجنة مفتوحة في المنطقة العربية لمن يرغب في دخولها عن طريق الانضمام الى جماعات مسلحة والاستعداد لتنفيذ عمليات انتحارية ، واقع المنطقة العربية اليوم يتطلب تضافر كل الجهود لإنقاذ الأبرياء من مخطط الموت الجماعي ، ، وتوجيه اشرعة السفن نحو الرياح الشرقية والغربية ، وغلق الدفاتر القديمة حتى اشعار آخر .
الإرهاب من المحيط إلى الخليج
[post-views]
نشر في: 7 فبراير, 2015: 11:45 ص