لماذا أزاحت أخبار قتلى مجلة شارلي أبيدو الفرنسية، أخبار قتلى العراق، لماذا توحد العالم مندداً بذبح رهينة ياباني، ونسي أن آلاف العراقيين ذبحوا ويذبحون كل يوم بدم بارد، لماذا تصدرت محرقة معاذ الكساسبة على كل حرائق بلاد الرافدين، أخبار العراق التي كانت في مقدمة النشرات الفضائية، لم تعد تجد لنفسها مكاناً حتى على سبتايتل الأنباء العاجلة. أين ذهبت قضية سبايا سنجار؟ من يتذكر واقعة سبايكر؟ هل هي جريمة ضد الإنسانية، أم مجرد خطأ تكتيكي ارتكبته القيادة العامة للقوات المسلحة؟ لماذا تحولنا الى حقل واسع لزراعة فنون القتل والتهجير؟
ما بين أخبار الانتهاكات ضد المواطنين في ديالى، وجرائم داعش في تكريت والموصل، لا أحد يعرف إلى أين تريد هذه الحرائق أن تصل؟ كل مشكلات الكرة الأرضية قابلة للحل، إلا هذه القطعة من الأرض التي لا تريد ان تبتعد عن سجلات الموتى.
في الأشهر الماضية شاهدنا وقرأنا كيف وقفت كوريا الجنوبية، من أكبر مسؤول إلى ابسط مواطن، تذرف الدموع لأجل 138 ضحية غرقت بهم عبّارة، فيما تخلى مسؤولونا عن إنقاذ مواطنين تحولت بيوتهم الى مقابر جماعية.. وشاهدنا ايضا المستر أوباما، وهو دامع العينين تأثراً بضحايا بلاده بسبب إعصار ساندي، الذي خلف 108 قتلى لاغير.. و توقفت الحياة في اليابان بعد مقتل الرهائن، وذهب ملك الاردن بنفسه ومعه مجلس الوزراء لمواساة عائلة الطيار معاذ.
الكثير منا يعتقد ان الشعارات التي رفعت حول المواطنة وضرورة الابتعاد عن شبح الطائفية، لم تلق صدى لدى المواطن العراقي الذي هرول لانتخاب قائمته "الطائفية"، فيما البعض الآخر يرى أن العلة ليست في السياسيين، وإنما في المواطن الذي يصر دوماً على الانقياد لأهواء ورغبات السياسي.. مئة ألف صوت حصلت عليها نائبة، لأنها برعت في شتم السُنة والأكراد، فيما نائب آخر حُمل على الأعناق لأنه يعتبر الشيعة صفويين غزاة.
اليوم نقف جميعا صفاً واحداً ضد لغة الوئام، ونسعى ان نفتح ألف باب من أبواب حديث القتل والثأر والطائفية والانتهازية والمحسوبية وأضف إليها جهاد النكاح وإرضاع الكبير، ولا تنس داعش ودابق وما بينهما "مفردة" الميليشيات التي يراد لها ان تأخذ في قاموس السياسة مكان مؤسسات الدولة، من دون إضافة جديدة للبشرية في مجال السياسة والعلوم أو الاقتصاد، فقط النجاح أولا وأخيرا لقانون التوازن في القتل والوظائف..
إذا صحّت الأرقام التي تنشر عن ما يجري في ناحية بروانة، فإننا نكون حقاً أوفياء لذكرى تاريخ مجيد كان فيه أهل العراق يتلفتون في الطرقات، كل يقول لصاحبه "انجُ سعد فقد هلك سعيد" و لا أحد يسأل: لماذا هلك هذا المسكين " سعيد " وما الذنب الذي اقترفه.
أصبحت اللامبالاة واقعاً يريدون منا ان نعيش في ظلّه؟ مطلوب منك أن لا تهتم لجار يهجّر ويطرد من بيته.. عليك ان تتوجس دوماً من زميلك وصديقك.. وتخشى مصافحة الآخرين لأنهم لا ينتمون إلى طائفتك.
لماذا لم يعد احد يتوقف عند عدد القتلى في العراق أو عند أعداد المشردين؟ الجواب بسيط جدا: لأن مسؤولينا يذهبون الى النوم مرتاحي الضمير بعد ان يشاهدوا من على شاشة التلفزيون حصرا أطفال الموصل يتوسدون الأرض في خيم بائسة.
أيها السادة لماذا تطلبون من الغرب ان يخرج في تظاهرات تندد بقتلكم؟، فيما البعض من أبناء جلدتكم يمنع عنكم السلام والأمان والكرامة البشرية، ويعطيكم بدلاً منها شعارات تهتف باسم الطائفة والمذهب.
للحرائق أسماء وعناوين
[post-views]
نشر في: 7 فبراير, 2015: 11:41 ص
جميع التعليقات 4
ابو سجاد
انا اقول لك لماذا الموت لايفارقنا لان العراقي ارخص دم بشري عرفته البشرية بل انه بلا ثمن السبب الاول يتحمله كافة المسؤولين الذين يمثلون السلطة التشريعية او التنفيذية او القضائية وقبل كل هؤلاء انتم يامعشر المثقفين ماهو دوركم في بناء وانقاذ الوطن لاتقل لي ا
حنا السكران
للحرائق عنوان واحد اسمه نوري المالكي ، كنا ننسب كل مصيبة الى صدام ونتيجة لسياسته السابقة ، اما الان بعد ان فقدنا فرصة التصحيح ، فكل مصيبة تحصل للعراق سببها عندما اولي الامر لغير اهله من ذوي الخبرة في ادارة البلاد وعلى راسهم المالكي
ابو سجاد
انا اقول لك لماذا الموت لايفارقنا لان العراقي ارخص دم بشري عرفته البشرية بل انه بلا ثمن السبب الاول يتحمله كافة المسؤولين الذين يمثلون السلطة التشريعية او التنفيذية او القضائية وقبل كل هؤلاء انتم يامعشر المثقفين ماهو دوركم في بناء وانقاذ الوطن لاتقل لي ا
حنا السكران
للحرائق عنوان واحد اسمه نوري المالكي ، كنا ننسب كل مصيبة الى صدام ونتيجة لسياسته السابقة ، اما الان بعد ان فقدنا فرصة التصحيح ، فكل مصيبة تحصل للعراق سببها عندما اولي الامر لغير اهله من ذوي الخبرة في ادارة البلاد وعلى راسهم المالكي