ضيّفت جمعية الثقافة للجميع ، وضمن منهاجها الأسبوعي الخميس الماضي ، نخبة من شعراء بابل الشباب فصدحت أصواتهم معبرة عن خلجاتهم ومواهبهم. وأشار مقدم الجلسة الشاعر مازن المعموري الى انهم كشعراء يقفون عند خطوط حمر يحاولون اجتيازها بشكل او بآخر من خلال مشاك
ضيّفت جمعية الثقافة للجميع ، وضمن منهاجها الأسبوعي الخميس الماضي ، نخبة من شعراء بابل الشباب فصدحت أصواتهم معبرة عن خلجاتهم ومواهبهم. وأشار مقدم الجلسة الشاعر مازن المعموري الى انهم كشعراء يقفون عند خطوط حمر يحاولون اجتيازها بشكل او بآخر من خلال مشاكستهم وتمردهم، ولكن ضمن حدود تتيح لهم القاء الضوء على المشهد الشعري العراقي المتميز. وقال: ان تكون شاعراً عراقياً فهذه محنة بحد ذاتها، ومحنة ايضاً ان تكون مختلفاً ومميزاً عن الآخر والنسق والجيل. لافتاً الى ان موضوع الشاعر العراقي يحتاج الى الكثير من الفهم بالنسبة للمتلقي المتخصص الذي يرى شاعره غريب الأطوار في أحيان كثيرة. مشيراً الى ان الاختلاف الذي سنراه اليوم هو تحول كبير لسبب بسيط وجوهري في الوقت ذاته، يكمن في ان الشعر للمرة الأولى ومن باب الزهو بأشخاص يلقون على كاهلهم بان يكونوا شعراء مختلفين من خلال انتقالهم وتحولهم من النص الشعري المكتوب الى الخطاب الثقافي المتشاكل مع الواقع والمشاكس له والمتأثر به لغوياً وشكلانياً ومضمونياً. وقال: الشعر هنا سيصبح خطاباً ثقافياً اكثر منه جمالياً، وهذا الأمر سيفتح أبواب الجحيم على الكثيرين منا، وسنلتقي اليوم بمجموعة شعراء من محافظة الحلة يشكلون ظاهرة لفسح المجال أمام هذه التغيرات والتحولات في الشعر العراقي.. وكانت البداية مع قراءة الشاعر علي تاج الدين وقصيدته "سِفر الكواكب الخمسة عشر" تناول من خلالها موضوعة الطائفية بأسلوب ميتافيزيقي وفي عالم مفترض خارج كوكب الأرض، أجواء غرائبية بشخوصها حيث تختلط جميع الأمور ببعضها وتتداخل الأسطورة مع الدين والاتجاهات الأخرى فيجد المرء نفسه ضائعاً تائهاً لا يجد أرضاً يستقر عليها. فيما قدم الشاعر علي درب نصاً بعنوان "المحذوف" يستعيد من خلاله النبي حسقيل ويزجه مع واقعنا بكل متغيراته. مبيناً ان هناك أشياء كثيرة قد سقطت او حذفت من واقعنا، لذا فهو يحاول تقويم قالب حياتنا اليومية بذلك القالب الحياتي القديم المتمثل بتعاليم النبي حسقيل.. وطرحت قراءة الشاعر كاظم خنجر "سيد سكاكين" وصفاً لما نعيشه من واقع متهافت يفتقد لكل ما هو مقدس.. بعده تناولت قصيدة الشاعر احمد ضياء "مولدة تحت المكروسكوب" موضوعة الاختلاف مبيناً ضرورة التماس مع الواقع من خلال البحث عن جماليات الأشياء من حولها وتفهم الآخرين بوضوح.. وكانت المفاجأة فيما قدمه الشاعر محمد كريم إذ قدم لنا مشهداً مونودراما بعنوان "الزار" لما لهذا النرد من دور كبير في حياة الشباب والكهول العاطلين عن العمل، وليس أمامهم غير قتل الوقت حيث تزدحم بهم مقاهي الأحياء الشعبية. لكن الشاعر هنا وظف أرقام الزار لعلاقة وثيقة تتحكم بحياتنا اليومية، وما آلت اليه من قسوة ومرارات مزعجة.