(بمناسبةالانتهاء من ترجمة الجزء الرابع والأخير من رواية يوليسيس وقرب صدوره عن دار المدى بيروت نقدم هذه العيّنة الصغيرة عن شمولية أسلوب جيمس جويس حتى وكأنه بحث علمي من حيث الإحاطة والإلمام, اتبع جويس في عموم هذه الحلقة أسلوب سقراط للتوصل إلى الحقائق ع

(بمناسبةالانتهاء من ترجمة الجزء الرابع والأخير من رواية يوليسيس وقرب صدوره عن دار المدى بيروت نقدم هذه العيّنة الصغيرة عن شمولية أسلوب جيمس جويس حتى وكأنه بحث علمي من حيث الإحاطة والإلمام, اتبع جويس في عموم هذه الحلقة أسلوب سقراط للتوصل إلى الحقائق عن طريق السؤال والجواب من جهة ورجال الدين الكاثوليك بإيرلندا من جهة أخرى)
ص. ن.

ماذا رأى ستيفن حينما رفع نظره على علو ياردة من النار صوب الحائط المقابل؟
تحت صف من خمسة أجراس منزلية بنوابض لولبية حبل بخطوط متظافرة ممتد بين مسمارين من جانب إلى جانب عبر فجوة في جدار الغرفة إلى جانب المدخنة وعليه علقت أربعة مناديل صغيرة مربعة وقد طويت منفصلة على التوالي على شكل مستطيلات متجاورة وعلق عليه أيضاً زوج من الجوارب النسائية الرمادية برباط محكم الفتل من الأعلى والقدمان في وضعهما الطبيعي مثبتان بثلاثة أوتاد خشبية قائمة اثنان منها عند نهاية طرفيها والثالث في نقطة الاتصال.
ما الذي رأى بلوم على الموقد؟
على المشبك الحديدي الأيمن (الأصغر) مقلاة مصبوغة بالمينيا الزرقاء: وعلى المشبك الحديدي الأيسر غلاية حديدية سوداء.
ماذا فعل بلوم بالقرب من الموقد؟
نقل المقلاة إلى الحاجب الأيسر، نهض وحمل المقلاة الحديدية إلى حوض الماء حتى ينزع سدادة الماء وذلك بفتح الحنفية حتى يدعه يتدفق.
هل تدفق؟
نعم. من خزان راوند وود بمقاطعة ويكلو وسعته المكعبة 2400 مليون غالون، يرشح من خلال قناة تحت الأرض بأنبوب وأنبوبين للتصفية تم إنشاؤها بكلفة أولية بخمسة جنيهات للياردة عن طريق دارغيل، راتداون، غلن في راونز وكالوويل إلى خزان ستيلورغان الذي يغطي مساحة قدرها 26 فداناً، بمسافة 22 ميلاً تشريعياً، ومن هناك، من خلال منظومة من الأحواض الضاخة بدرجة انحدار قدرها 250 قدماً إلى حدود المدينة عند جسر أوستاس شمالي شارع ليسون ونظراً لطول الجفاف الصيفي والصرف اليومي لـ 12.5 مليون غالون فقد انخفض الماء تحت مستوى سد التدفق ما اقتضى مفتش البلدية ومهندس القنوات المائية المستر سبنسر هارتي، (مهندس مدني) أن يمنع بناءً على توصيات لجنة القنوات المائية ماء البلدية لأغراض غير الاستهلاك (متصوراً احتمال اللجوء إلى الماء العقيم من قناتي غراند ورويال كما حدث عام 1893) ولا سيما جنوبي دبلن وعلى الرغم من أن حصتهم هي 15 غالوناً لليوم الواحد لكل شخص فقير تجهز لهم بواسطة عداد بست بوصات، فقد جرموا لتبديدهم 20.000 غالون كل ليلة بقراءة عدادهم كما أكده محامي اللجنة، المستر إغناتيوس رايس وبهذا قاموا بإلحاق الضرر بقطاع آخر من المجتمع يقومون بدفع الضرائب، ويدفعون الديون ولهم القدرة على ضمان أنفسهم مالياً.
ما الذي أعجب بلوم في الماء، فجعله يسحب الماء، يحمل الماء، عائداً إلى الموقد؟
شموليته: مساواته الديمقراطية، ثباته على طبيعته، وذلك في نشدانه لمستواه هو: سعته في اوقيانوس خريطة ميركيتور: عمقه الذي لم يسبرْ غوره في خندق سوندام في المحيط الهادئ الذي يزيد عن 8000 قامة: لا استقرار أمواجه والجزيئات الطافية على السطح التي تعاود بالتناوب كل ساحلها، استقلالية وحداته: تغيرات حالات البحر: سكونه الهايدروستاتك حينما يكون هادئاً: انتفاخه الهايدروكينتك في المد المحاقي والربيعي: خموده بعد التدمير: عقمه في القلنسوات الجليدية القطبية، في الشمال والجنوب: أهميته المناخية والتجارية: كثرته من 3 إلى 1 على الأرض المجدبة من الكرة الأرضية: سيطرته غير المتنازع عليها التي تمتد بفراسخ مربعة فوق كل المنطقة تحت خط استواء مدار الجدي: استقرار حوضه الأصلي لعدة قرون: قعره الأصفر المحمر: قابليته على الإذابة والاحتفاظ بذوبان كل المواد القابلة للذوبان من ضمنها آلاف الأطنان من أغلى المعادن الثمينة: بطء حتّه لأشباه الجزر والجزر: مثابرته على تكوين الجزر المتشابهة وأشباه الجزر والنتوءات المنحدرة إلى الأسفل: رواسبه الغرينية: وزنه وحجمه وكثافته: هدوؤه في البحيرات الضحلة القريبة من البحر وفي البحيرات الجبلية: تداخل ألوانه في المناطق الحارة والمعتدلة والباردة: تشعباته المتنقلة في روافد قارية عبر بحيرات وأنهار مندمجة تصب في البحار مع جداولها وتياراتها الممتدة عبر البحار، تيار الخليج، شمال وجنوب وجهات سيرها الاستوائية: عنفه في الزلازل البحرية، النافورات المائية، الآبار الارتوازية، الانفجارات، السيول، المد والجزر، الطوفانات، الفيضانات، التموجات العميقة في البحر إثر الزلازل والرياح، مستجمعات الأمطار، الحواجز المائية، ينابيع المياه الحارة، الشلالات، الدرادير المائية، الدوامات الهائلة، التدفقات الغامرة، المطر المدرار، المطر الغزير المفاجئ، استدارته غير الأفقيةحول الأرض: سريته في الينابيع ورطوبته الكامنة، تكشف عنها أجهزة التكهن بالينابيع أو أجهزة قياس الرطوبة وتمت البرهنة عليه بالينبوع بالحفرة في الحائط في بوابة آشتاون، تشبع الهواء، تقطير الندى؛ بساطة تركيبه، ذرتان من الهايدروجين وذرة واحدة من الاوكسجين: فوائده في العلاج: طفوه في مياه البحر الميت: دأبه بالتسرب في الميازيب، في الأخاديد، في السدود غير الوافية، في شقوق ألواح السفن: خصائصه في التطهير، إطفاء العطش والنار، تغذية النبات: معصوميته كمثال ونموذج: تحوله كبخار، ضباب، غيم، مطر، جليد، ثلج، برد: قوته في الحنفيات الصلبة: أشكاله المختلفة في البحيرات والخلجان، ومنعطفات الجبال والممرات الضيقة والأهوار والجزر المرجانية والأرخبيلات والمضايق البحرية والأزقة البحرية والقنالات، ومصبات الأنهار الخاضعة للمد والجزر وألسنة البحر الداخلة في البر: صلابته في أنهار الجليد، في الجبال الجليدية العائمة، في الطوفانات الجليدية، طواعيته في تشغيل الطواحين المدارة بالماء، التوربينات، المولدات، محطات الطاقة الكهربائية وأشغال التقصير والتبييض، ومدابغ الجلود، محالج القطن: نفعه في القنوات، الأنهار إذا كانت صالحة للملاحة، الموانئ العائمة وأحواض السفن: إمكانيته المستمدة من روتينية المد والجزر أو القنوات المائية الساقطة من منسوب إلى منسوب: حيواناته ونباتاته داخل الماء (ليس لها حاسة للسمع ولديها كره للضوء)، عددياً، إن لم يكن حرفياً بقدر سكان المعمورة: وجوده الكلي الذي يشكل 90% من الجسم البشري: ضرر تبخره الكريه في مستنقعات البحيرات، والمستنقعات المعدية، الأزهار المائية الذابلة، البحيرات الآسنة في القمر المحاقي.
بعد أن وضع الغلاية نصف الممتلئة على الفحم الذي بات يشتعل الآن، لماذا عاد إلى الحنفية التي ما تزال تتدفق؟
- لكي يغسل يديه المتسختين بقطعة مستهلكة جزئياً من صابون بارنغتون ذي النكهة الليمونية التي ما تزال الورقة ملتصقة بها، (اشتراها قبل ثلاث عشرة ساعة بأربعة بنسات ولم يدفع ثمنها لحد الآن)، بماء نقي بارد لا يتغير أبداً ودائم التغير ويجففهما، وجهه ويديه، بقطعة من نسيج قطني طويلة بحافة حمراء متحركة تدور على بكرة خشبية دوارة.
ما السبب الذي قدمه ستيفن لدن رفضه لعرض بلوم؟
- لأنه كان مصاباً برهاب الماء كارهاً لاي اتصال ولو كان جزئياً بالانغمار أو كلياً بالغطس في ماء بارد (كان آخر استحمام له في شهر اكتوبر في السنة الماضية)( ) كارهاً للمواد المائية في الزجاج والبلور ولا يثق بصفاء الفكر واللغة.