الظروف الصعبة التي يعيشها النازحون في مخيمات إقليم كردستان ، ونقص المساعدات والإغاثات دفعت مجموعة من شباب مدينة الموصل النازحين الى تشكيل تجمع فيما بينهم أطلقوا عليه اسم ( نينوى أولا ) وهو مشروع شبابي تطوعي مستقل يهدف الى تقديم المساعدات الانسانية لل
الظروف الصعبة التي يعيشها النازحون في مخيمات إقليم كردستان ، ونقص المساعدات والإغاثات دفعت مجموعة من شباب مدينة الموصل النازحين الى تشكيل تجمع فيما بينهم أطلقوا عليه اسم ( نينوى أولا ) وهو مشروع شبابي تطوعي مستقل يهدف الى تقديم المساعدات الانسانية للنازحين عن طريق أيجاد قنوات للتنسيق والتواصل مع الخيّرين داخل وخارج العراق وتوزيع ما يقدموه الى ساكني المخيمات والهياكل وأبنية المدارس فضلا عن خدمات اخرى تقدم لهذه الشريحة المتعبة ، الى جانب حملة لإشاعة روح المحبة والتسامح والتعايش السلمي بين مكونات محافظة نينوى كلها بعد التحديات الأخيرة التي تعرضت لها .
وبحسب احصائيات رسمية للمكتب الإقليمي لوزارة الهجرة والمهجرين في إقليم كردستان فقد بلغ عدد النازحين الى الإقليم من محافظات نينوى والرمادي وصلاح الدين وديالى نحو مليوني نازح بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها العراق منذ اوائل شهر حزيران الماضي ، ويعيش هؤلاء النازحون في مخيمات او هياكل الابنية في مدن وقصبات الاقليم ، مضيفة تم توزيع ما نسبته 95 % من منحة المليون دينار المخصصة للنازحين عليهم ، في وقت ينفي فيه بعض النازحين استلامهم لهذه المنحة لوجود حالات فساد مالي واداري منعت ذلك حسب قولهم . ويقول ( أحمد القطان ) وهو احد منظمي المشروع جاءت فكرة إطلاق مثل هذا المشروع الإنساني التطوعي خلال شهر كانون الثاني المنصرم وعبر مواقع التواصل الاجتماعي و وسائل الإعلام المتاحة داخل وخارج العراق بعد ان لمسنا تزايد معاناة النازحين في الإقليم وقلة ما يصلهم من مساعدات وخدمات مختلفة لاسيما الخدمات الطبية لذلك بادرنا نحن مجموعة شباب من الموصل ذكور وإناث متواجدين في المخيمات وعموم الإقليم الى وضع خطط تنفيذية لهذا المشروع الذي أطلقنا عليه اسم ( نينوى اولا ) من خلال تقسيم الشباب المتطوعين في العمل الميداني الى فرق ومجاميع وصل عددها الى 12 فرقة مهمتها توزيع ما نحصل عليه من مساعدات واغاثات يقدمها الخيرين او مؤسسات انسانية سواء حكومية او أهلية داخل وخارج العراق عن طريق الاتصال بهم والتنسيق معهم لهذا الغرض عبر أشخاص ينسقون هذا العمل واختيروا بدقة لهذا الواجب الذي يتم غالبا عبر الانترنيت او وسائل الإعلام والاتصال المتاحة الاخرى ، مضيفا بلغ عدد المتطوعين اكثر من 200 متطوع ومن كلا الجنسين وتمكنا من توزيع مواد اغاثية مختلفة على النازحين منها 5000 قطعة ملابس و 300 سلة غذائية و 100 بطانية و 500 كيس حفاظات وعلبة حليب للأطفال وتجهيز 250 تلميذ بحقيبة مدرسية وقرطاسية وطابعة لإحدى المدارس مع تجهيز مخيم عين كاوة بجهاز انارة و3 ثلاجات ماء مع مواد تنظيف لعدد من المخيمات الاخرى لنازحي نينوى في عموم الاقليم وهناك مواد اخرى ستصل للمخيمات وسوف توزع على النازحين فور وصولها ، موجها شكره وامتنانه للشباب المتطوعين لهذا العمل الخيري الإنساني الذي يخدم أهالي محافظة نينوى ، وكذلك لكافة الجهات المانحة والخيرين المتبرعين لإغاثة النازحين ، مطالبا الجهات الحكومية المعنية تسهيل مهمة الشباب المنخرطين بهذا العمل وبما يساعد في إيصال المواد الاغاثية الى النازحين بكل يسر وسهولة حسب قوله .
من جانبه قال مدير المشروع ( احمد الملاح ) هذه المبادرة الشبابية تعد الاولى من نوعها في محافظة نينوى في ظروفها القاسية هذه ، والمشروع مستقل عن اي حزب او منظمة او جهة سياسية او حزبية او قومية او دينية وارتباطه الوحيد بنينوى وأهلها فقط وهو إهداء من الشباب للمحافظة المنكوبة والمبادرة تعد أضخم مشروع انساني بعدد المشاركين فيه ويهدف الى اغاثة النازحين وتقديم الخدمات لهم بالتنسيق مع المانحين إفراد ومؤسسات ، وتنمية وتطوير قدرات الشباب في مجال العمل التطوعي هذا وبما يساهم في خلق جيل قادر على إعادة بناء محافظة نينوى في هذا الجانب ، وتقديم نموذج حقيقي للتعايش السلمي والمصالحة بين مكونات المجتمع في محافظة نينوى بعد محاولات فاشلة لخلق الفتنة فيما بينها ومن هنا جاء اختيارنا اسم ( نينوى اولا ) لهذا المشروع حيث أردنا إيصال رسالة من خلاله لعالم اجمع تقول ان نينوى أشبه ببودقة تنصهر فيها كل الأديان والقوميات والأعراق والثقافات والانتماءات الحزبية والسياسية فهي تتسع بعدالة للجميع وندعو من خلال المشروع الى ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش بين كل المكونات الاجتماعية بغض النظر عن الدين او المذهب او اللون او العرق كما نطمح ان يتوسع مشروعنا مستقبلا وبنفس اهدافه المعلنة ليكون اسمه ( العراق اولا ) ، مضيفا طبيعة العمل ترتكز على تشخيص ودراسة احتياجات النازحين في مناطقهم وتثبيتها وتقييمها من خلال الفرق الميدانية ومن ثم الاتصال بالجهات المانحة من أفراد او مؤسسات او تبرعات الخيرين او تبرعات أعضاء مشروع نينوى اولا أنفسهم ، وهذا التبرع وآليات الصرف جميعها موثقة بشكل أصولي من اجل ايصال المساعدات بأشكالها الاغاثية والتنموية والاجتماعية الى المستفيدين منها بكل عدالة ، موضحا ان هناك شروط للتطوع في هذا العمل الإنساني منها توفر الرغبة والقدرة على العمل التطوعي ، وان يكون المتطوع او المتطوعة من أهالي محافظة نينوى حصرا ولا يتجاوز الثلاثين من عمره اما من جاوز هذا العمر عليه تقديم ما يثبت عدم انتمائه لاي تنظيم سياسي او حزبي لمنع انتماء المرشحين للانتخابات في هذا المشروع ، وايضا ان لا يكون المتطوع منتسب للقوات الأمنية لعدم جواز ذلك قانونا حسب قوله. ويعاني النازحون من أهالي نينوى كثيرا لعدم توفر الخدمات اللازمة والضرورية لهم في مناطق سكناهم سواء في المخيمات او هياكل الابنية او أبنية مدارس الإقليم ، فضلا عن قلة ما يصلهم من المساعدات الحكومية رغم ما يسمعوه عن وصول إمدادات كبيرة للنازحين مالية وعينية من داخل وخارج العراق ، ورغم كثرة الوعود التي يسمعوها مباشرة من المسوؤلين او عبر وسائل الإعلام بتوفير احتياجاتهم او صرف رواتب لهم وما شابه ذلك ، المواطنة ( ام سمير ) وهي ام لأربعة اطفال غادرت الموصل باتجاه الاقليم بحثا عن الامان بعد احداث مدينة الموصل الاخيرة ، تقول نسكن اليوم في خيمة لا تتوفر فيها الشروط الحياتية والصحية اللازمة لكننا نعتب على الجهات الحكومية تلكؤها وتأخرها في توفير احتياجاتنا البسيطة رغم علم الجميع ان الحكومة خصصت مبالغ كبيرة لمساعدة النازحين لكن هناك فساد مالي واداري يحول دون وصولها الى بعض النازحين ، مضيفة نقدم كل الشكر والعرفان لهؤلاء الشباب المتطوعين الذين قدموا لنا بعض المساعدات حسب امكانياتهم لكن الأهم من ذلك هو الدعم النفسي والمعنوي الذي قدموه لنا .
الى ذلك أضاف المواطن ( اكرم محمد ) تفاجئت بهؤلاء الشباب وهم يتحركون بين الخيم بكل جدية وحماس ويسجلون أسماء واحتياجات النازحين تمهيدا لتوفيرها بعد إعداد قاعدة بيانات بها فأيقنت ان الدنيا مازالت بخير وان شمس نينوى ستشرق من جديد بسواعد هؤلاء الشباب والشابات خاصة وان كلماتهم كلها مفعمة بالآمل والابتسامة المشرقة في وقت يتقاعس بعض المسوؤلين الذين انتخبناهم لهذه المناصب عن زيارتنا والوقوف على احتياجاتنا والعمل على توفيرها ، مضيفا بان شباب ( نينوى اولا ) وفروا لنا براد ماء وحليب للأطفال وقرطاسية كاملة للتلاميذ مع بطانيات وملابس فشكرا لهم من الأعماق وعملهم الإنساني هذا سيسجل لهم في قلبونا وعقولنا قبل ان يثبت على الورق في هذا الظرف القاسي الذي نمر به والذي نأمل ان يكون مؤقت ان شاء الله حسب قوله .