اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مساء الحياة يا بغداد

مساء الحياة يا بغداد

نشر في: 8 فبراير, 2015: 05:26 ص

مساء الحياة يا بغداد، أيتها الحبيبة ، المخدوعة حين اعتقدت أن بعض سياسييها سينظرون إليها باعتبارها سيدة المدن، فيما هم مصرّون على أن تعيش جارية في بلاط دول الجوار.
مساء الحياة يا أُم العراق فقد كنتِ مثلنا تتصورين أنّ الديمقراطية ستقدّم إليك ساسة يُبدعون في الإعمار وإدارة شؤون البلاد أكثر من إبداعهم في فنون السرقة واللعب على الحبال، كنتِ مثلنا مخدوعة حين اعتقدتِ أنّ الذين جاءوا باسم المحرومين والمظلومين لن يتحوّلوا في ليلة وضحاها إلى أغنى الأغنياء، صدّعوا رؤوسنا بخطب عن دولة العدل فيما هم ينتهكون العدالة في وضح النهار!
مساء الحياة يا بغداد وأنتِ تبتسمين لأبنائك وهم يخرجون إلى الحياة رغم كل المصائب، مصرّين على القفز إلى المستقبل وليس إلى الموت.
مساء الحياة يا أُم العراق وأنت ترفعين كل يوم شعار" دعوا أبنائي يعيشون".. فقد كنتِ ومازلتِ وستبقينَ ضدّ أُمراء الحروب، ضدّهم جميعاً، مهما كانت مواقفهم ومبرراتهم.
مساء الحياة يا بغداد ستبقينَ معنا ونبقى معكِ، سنحميكِ وتحمينا، نمنع عنكِ الموت وتمنعين عنّا الأسى، صباح الحياة يا أُم العراق، ستبقين عصيّة على جلّاديك، المصرّين على فرض العتمة والخراب وتحويل العراق إلى قبر جماعي.
مساء الحياة يامدينتي وأنتِ تتّشحينَ بالفرح والمسرّة، وترفضين الانزلاق نحو عصور الظلام والعتمة!، وتصرّين على أن تتنافس فيك الأحلام والآمال.
مساء الخير يا أُم العراق وأنت تعبقينَ بألوان جواد سليم وعطا صبري وفرج عبو وفائق حسن.
مساء الحياة يا مدينة بألوان من قوس قزح، غنّى بها ولها عبد الوهاب وأُم كلثوم وفريد الأطرش وفائزة أحمد وتولّه فيها عشقاً القبانجي وسليمة مراد وزكية جورج، ولم يكن يدور بخلد هؤلاء أن يصرّ البعض على أن يجعلوا منكِ داراً للآخرة بعد أن كنتِ حاضرة للدنيا.
مساء الحياة يا مدينتي فقد توحّدنا فيك، ذبنا في شوارعكِ وحيطان بيوت الحيدرخانة والأعظمية والشعلة والكاظمية، فقد صرتِ اسمنا وعنواننا والمهنة التي لا نجيد سواها!
مساء الحياة يا بغداد، ستنتصرين وننتصر معك على كلّ منتفعي السياسة وأُمراء الحروب، وسنحوّل شوارعك إلى أسرّة لنا، سنتقاسم معك رغيف الحياة.
مساء الحياة يا أُم العراق، هل لك أن تمنحينا مزيداً من الشرف بأن تكوني القائدة والرائدة لعشّاق هذا الوطن وشهدائه.
مساء الحياة يا مدينتي وأنت تقدّمين كل يوم قرابين من أبنائكِ ضحيةً لعقول متحجّرة.
مساء الحياة يا بغداد، كلانا سينتصر في النهاية.، فبغداد الكرملي وغائب طعمة فرمان والكاظمي والجادرجي وكوركيس عواد وعفيفة اسكندر لن تتحول إلى إمارة من إمارات الظلام.
مساء الحياة يا مدينتي التي تغنّى بها ولها رجل الدين والشاعر مصطفى جمال الدين:
حَدِّثي بَغدادُ عن ذِكرى هَوانا.. كُلّما ضَمتْ شواطيكِ الحِسانا
حَدثيهنَّ وقُولــي: إنها.. ليلةٌ حَمراءُ.. فاضَتْ أُرجُوانا
حَدِّثي فالحُبُّ أشهى ما يَرى.. أن تقولي: ههنا كانتْ.. وكانا
مساء الحياة يا بغداد التي أخطأ الساسة في حقّها حين اعتقدوا أنّ الديمقراطية تعني "الدوس" على تاريخها وحضارتها، وأن الحرية درس في تقسيم أبنائها إلى سنّة وشيعة. وأن صلاح الأُمة في تهجير المسيحيين والإيزيديين.
يا أبناء مدينتي الطيّبين، بالأمس وأنتم تجوبون شوارع بغداد ليلاً كنتُ أنصتُ إلى خفقات قلوبكم،، وأيقنتُ أنكم لمنتصرون في النهاية، فبغداد لن تتحوّل إلى إمارة من إمارات الحاج عبعوب، وسنغنّي كلّ مساء مع عمّنا القبانجي:
بغداد لا أهوى سواكِ مدينةً...... ومالي عن أُمّ العـــــــــراق بديل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. khalid

    وسلام لك أيها العزيز وأنت تناجيها بكل هذا الحب والنبل باسمنا جميعاَ, نحن الذين فارقناها على مضض وكرامة

  2. حيدر عزيز

    فظ فوك ولاحرمنا منك يااستاذ علي وانت تنشد لبغداد الحضارة ...بغداد الكاظمية والجعيفر..... والعلاوي والشواكة ودرابين الكرخ القديمة عبورا عبر ضفتيها الجميلتين مستنشقا هواها وكانك لم تستنشقه من قبل لتبصر ماعمره الاقدمون حين تكون امام المتحف مرورا بالمتنب

  3. khalid

    وسلام لك أيها العزيز وأنت تناجيها بكل هذا الحب والنبل باسمنا جميعاَ, نحن الذين فارقناها على مضض وكرامة

  4. حيدر عزيز

    فظ فوك ولاحرمنا منك يااستاذ علي وانت تنشد لبغداد الحضارة ...بغداد الكاظمية والجعيفر..... والعلاوي والشواكة ودرابين الكرخ القديمة عبورا عبر ضفتيها الجميلتين مستنشقا هواها وكانك لم تستنشقه من قبل لتبصر ماعمره الاقدمون حين تكون امام المتحف مرورا بالمتنب

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram