عبدالله السكوتي يحكى ان حيوانا صغيرا يدعى (ابو الجعل) هام بحب الشمس واحب نورها فقرر خطبتها ، وهو في خضم مشاعره المتلاطمة وامانيه الخضر ، ذهب الى الشمس وطرح عليها نفسه محبا هائما خاطباً ، فما كان من الشمس الا ان تطلب منه ان ينظف الارض من روث الحيوانات ليقدمه مهرا لها،
ومنذ ذلك الحين وحتى الان يجمع ابو الجعل روث الحيوانات ويتخذه منزلا له يضع فيه بيوضه ويحافظ عليه ويحميه، حتى اذا خرج احد ابنائه من بيضته ، سار على سيرة ابيه في جمع ألفضلات. هذا مايدفعه عاشقو الشمس والمتحررون من الظلام في سبيل النور، وبعيدا عن التشبيهات هذا دأب الشعب العراقي في حبه للشمس سوف يصمد امام الطلبات التعجيزية ويجاهد ويتحمل ألفساد الاداري والسرقات والارهاب والمفخخات ليحصد في النهاية نور الشمس الذي سيملأ عينيه بألق الحب والحرية ، ومهما بلغت اثمان الحرية فهي بسيطة وثمنها في كل زمن انهار من الدماء فلا نستغرب ان الحاقدين والظلاميين يندفعون بكل قوة مع قرب الانتخابات حيث انها صارت على الابواب ، وجاءت مفخخات الحاقدين بزخم اقوى هذه المرة انتقاما من التوافق وانتقاما من الاتجاه الجديد الذي يسير فيه الشعب العراقي نحو التمسك بالوطن بعيدا عن المصطلحات الضيقة مصطلحات ألفئة والقومية. ان القاعدة ومن حذا حذوها يغيضها ان ترى الشمس تداعب عيون الاطفال ، وتصبغ زنود العاملين السمراء وهي اي القاعدة قد آلت على نفسها بعد فشل تجربتها في العراق، ان تدمر كل شيء بغض النظر عن الانتماءات والاعراق، هناك طرفان في المعادلة ، ضوء وظلام ، حب وكراهية ، ولكل منهما اتباع، في حين ان الشعب قد اختار الضوء والحب ، حتى وان اتعبه ذلك، فما هي الا جولة في الحق والحب وتسقط الاقنعة، مع حزننا العميق على شهداء تفجيرات الثلاثاء والثلاثاء والاربعاء والاربعاء والاحد والاحد ، لكننا سنزرع الصمود في قلوبنا كي يثمر الحب في ضمائرنا ، فنكون المخلصين الذين غلبوا مصلحة الوطن على مصلحتهم ، واختاروا ان يكونوا في صف الحرية والضوء مادام هنالك صف قد اختار الظلم والظلام ، وآثر العيش في الكهوف متحجرا مع المتحجرات الكثيرة. لقد دفع من دفع ضريبته من دم وعرق وجهد وعمل ، بقي الامر منوط بالذين يسرقون البلاد وينهبون خيراتها ، ألم يروا بعد ما اعطى اشقاؤهم، ألا يتعظون بدماء الشهداء ، ألم تستيقظ ضمائر السراق والمفسدين بعد ، كي يشاركوا اخوانهم في خطبة الشمس ، وترك الظلام لمعتنقي شرائع الكهوف والاماكن الرطبة ؟ ان اصرار الشعب على خطوبة الشمس سيزهق ارواح الارهابيين، وسيقتلهم بحسرتهم ، اهم مافي الامر، الاصرار على الحياة وهذا ما لا يعجب هؤلاء القتلة. من غير المعقول ان يتحمل العراق شذاذ العالم والحاقدين من كل صوب وحدب ، يتجمعون وبمساعدة اطراف دولية لا لشيء بل لمجرد التلذذ بدماء العراقيين ، ماذا يريد ان يثبت هؤلاء ، ايريدون ان يقولوا انهم اقوياء ؟ نحن متأكدون ان الشعب اقوى ، ماذا يتحدون باعمالهم الارهابية ؟ مجلس النواب ؟ فمجلس النواب على هناته اقوى ، واكاد اجزم ان طفلا عراقيا اقوى من اي ارهابي وسيثبت التاريخ ذلك وليفوزوا بالدماء لنحظى بالحرية.
هواء في شبك: خاطب الشمس
نشر في: 16 ديسمبر, 2009: 07:22 م