حين سُئل غاندي ما الذي يفكر به بشأن الحضارة الغربية، رد قائلاً إنها ستكون فكرة طيبة. و سيكون أدب الأطفال في الهند فكرة طيبة أيضاً، كما تقول الكاتبة الهندية للأطفال شُبها فيسواناث في مقالها هذا.و لا يقصد المرء أن يكون ظريفاً بقول ذلك، لكن بالرغم من عد
حين سُئل غاندي ما الذي يفكر به بشأن الحضارة الغربية، رد قائلاً إنها ستكون فكرة طيبة. و سيكون أدب الأطفال في الهند فكرة طيبة أيضاً، كما تقول الكاتبة الهندية للأطفال شُبها فيسواناث في مقالها هذا.
و لا يقصد المرء أن يكون ظريفاً بقول ذلك، لكن بالرغم من عدد دور النشر ذات المنشورات الخاصة بالأطفال و اليافعين، و العدد المتزايد من الناشرين المستقلين الذين يركزون على كتب الأطفال وحدها، فإن من غير المدهش، مع هذا، أن تقرأ أغلبية السكان، القارئون الشباب في الهند، كتباً منشورة في الخارج.
و يستطيع الواحد أن يتمتع بالإحصائيات و الدراسات الميدانية بشأن كمية الكتب المنشورة في الهند، و السكان القارئين، و تنوع الكتب، و النسبة المئوية للصادرات و كل المعطيات الأخرى لدعم النمو الدايناميكي المتزايد سريعاً لأدب الأطفال في الهند لكن قم بزيارة لأية مكتبة بيع كتب و ستلوح لك القصة كمفارقة.
ماذا يقرأ الصغار؟
يقول أشوين هاراديلكار، مدير مخزن مكتبة تشيناي الشعبية، " نادراً ما يأتي الأطفال ليبحثوا عن كتب لمؤلفين هنود. فكتاب " جيرونيمو " هو المفضل الشعبي الحالي، أما المفضل كل الوقت فهو سلسلة " الولد الجبان Wimpy Kid "، و بالطبع " بيرسي جاكسون "، و سلسلة " هاري بوتر " التي لا تُقهر.
و في تقرير تجاري نُشر في معرض فرانكفورت للكتب 2013، يكوّن المؤلف ماناسي سَبرمينيام ملاحظة بارعة. " إن نظرة قريبة إلى معطيات ' مسح نيلسن للكتب ' أمر يوحي بالكثير في هذا الإطار. و كعيّنة من ذلك ، فإن في " قائمة الأعلى 1000 "، و هي مجموعة الأفضل مبيعاً في الهند بواسطة مسح نسلسن هذا لشهر آذار 2012 وحده، كان كتاب الأطفال الأول الذي يبرز هنا هو " هاري بوتر و حجر الفلاسفة " عند الرقم 23، يليه " يوميات ولد جبان " عند الرقم 24. و بعد عدد من الكتب الأخرى لكتّاب مشهورين، يأتي الكتاب الهندي الأول للأطفال الذي في التسلسل 151 و هو " سوامي و الأصدقاء " للكاتب ر. ك. نارايان، المنشور للمرة الأولى في عام 1935!
نارايان على الدوام
و يأتي عند الرقمين 254 و 255 عنوانان آخران لنارايان أيضاً. و عند الرقم 304 " الطبل السحري و قصص أخرى " لسدها مورتي، و هو كتاب الأطفال الأول الذي يظهر على القائمة ذات الأصل الهندي و المنشورة في العقد الماضي.
و هناك كذلك قواميس، و موسوعات، و أطالس تتخذ مظهراً لها ككتب أطفال على القائمة. و يأتي " القاص الكشميري " لراسكين يوند عند الرقم 476. و في نهاية القائمة، ليس هناك من ظهور لكتب أطفال أصلية و معاصرة نُشرت في الهند خلال السنوات العشر الأخيرة ".
و في ضوء هذا و الحقائق المتعلقة بمبيعات كتب الأطفال، فإن أدب الأطفال في الهند مع هذا كثير جداً في مرحلة نشوئه. بينما نجد أن العديد من دور النشر المستقلة مثل كارادي تيلز، تيوليكا، دَكبيل و غيرها قد جلبت نوعيةً لأدب الأطفال عن طريق خلق مضمون من خلال القصص المعاصرة المكتوبة جيداً و المرسومة من قِبل فنانين موهوبين، فإن أدب الأطفال بالانكليزية في الهند ما يزال يحتل حيّزاً يُعد صغيراً جداً و لا يُعطى حق قدره. و هذا ما يمكن ملاحظته بسهولة في مهرجانات الأدب المتنوعة التي تقام في كل أنحاء البلاد حيث تغيب عنها في الغالب هيئة استشارية تناقش أدب الأطفال.
و إذا ما سألتَ طفلاً أن يذكر أسماء خمسة مؤلفين للأطفال، فإن الاسمين الوحيدين اللذين سيردان هما راسكين بوند و ر. ك. نارايان.
و مأزق أدب الأطفال في اللغات الإقليمية ما يزال أكثر إثارة للحزن. فوفقاً لإحصائيات النشر، فإن الهند تحتل المرتبة الثالثة في قائمة البلدان التي تنشر كتباً باللغة الانكليزية في العالم. و يشير خبراء في الصناعة إلى أن قسم الأطفال من ذلك يمثل 15 بالمئة من أكثر من عشرة مليارات روبية من صناعة النشر بالانكليزية ( بضمنها الواردات ). لكن من المهم أن نفهم أن كل الكتب تقريباً المنشورة للأطفال، من هذه الـ 15 بالمئة، عدا الكتب المدرسية، تُعد أدب أطفال. و هذا سيشمل كتب النشاطات، الفكاهيات، كتب التلوين، و مختارات الحكايات الشعبية المتنوعة، و قصص البانشاتانترا و الجاتاكا. و القصص المأخوذة من الأدب الشعبي و التقاليد الميثولوجية هي الأكثر شعبية في أدب الأطفال القصصي المنشور في الهند.
و الاستفسارات من الزبائن عن كتب ذات أخلاقية جيدة تشكل معياراً هنا و ليس استثناءً. و مع هذا هناك ما تزال إعادات سرد لا تتّسم بالاحترام للحكايات الشعبية، و القصص المطعّمة بالفكاهة السوداء، و القضايا المثيرة للخلاف و الجدل في الأدب الموجه للأطفال.
عن: The Hindu