عامر القيسي لاأظن ان المواطن العراقي سيتعرض أو سيكون مكترثا بما فيه الكفاية ان كان مجلس نوابنا الموقر راغبا في عقد جلساته علنية كانت او سرية صباحية او مسائية قبل وجبة الغداء أو بعدها ، عندما تكون الحياة طبيعية ،
وهو يدرك قبل غيره ان الاجتماعات القيادية لايمكن ان تعقد في سوق مريدي أو تحت جدارية فائق حسن أو في حديقة الامة . لكنني أظن بأنه سيكون معنيا ومهتما ومطالبا بان تكون جلسات قيادات البلد على المكشوف مادام من يدفع الثمن المر هو ، من حاضره ومستقبل اطفاله وبلده وحرق اعصابه اليومي ، وتحديدا فيما حدث ويحدث في الفترة الاخيرة من استباحة مجرمة رعناء حاقدة لدماء العراقيين من دون تمييز . لانبالغ اذا قلنا ان معظم الحديث العلني الذي سمعناه من نوابنا ووزرائنا ومسؤولينا الامنيين السابقين والحاليين سبق ان سمعناه ، ليس من أفواهم بل من وسائل الاعلام العراقية منها والعربية بل وحتى الاجنبية ومالم يقله زيد يقوله عمرو ، ومالم نسمعه مازلنا لانعرف عنه شيئا ، لان الامور عندما تصل الى حد (كسرالعظم) تجري المطالبة بتحويل الجلسة الى سرية من نفس الشخص او الاشخاص الذين كانوا يطالبون قبل ساعات فقط بأن تكون الجلسات علنية فيستجيب الجميع خوفا من ان الحجارة التي لاتميت تجرح !. وبذلك علينا ان نستمر بدفع الثمن دون ان نعرف من ولماذا وكيف واين ومتى ؟ وهو ماحدث فعلا فبينما كانت جلسات المجلس النواب متواصلة للكشف والمعالجة ووضع النقاط على الحروف ، او هكذا ينبغي ان يحدث على الاقل تقدير ، تهتز اعصابنا بخمسة انفجارات في بغداد ونينوى بنفس الطريقة والاسلوب ولنفس الاهداف وعلى رأس نفس الضحية . والادهى من ذلك كله نكتشف من خلال تسريبات بعض النواب بان ماقيل في العلن هو غير ماقيل في السر ! وان ماشبعنا منه من خلال تصريحات على شاشات الفضائيات والجرائد لم يكن الا خداعا وايغالا في الكذب واستغباء للمواطن الذي ينتظر الفرج من اصحاب الحل والربط من ممثلي الشعب الذين اقسموا بالمقدسات على ان يعملوا كل مابوسعهم من اجلنا نحن الذين حملناهم على اكتافنا والقينا بهم فوق كراسي التشريع والتنفيذ ليبنوا لنا عالما جديدا طالما حلمنا به في ازمنة الاستبداد والرذيلة ، ومازلنا نحلم به . اذا كان الامر يتعلق بالامن القومي فان الجميع يعترف بوجود اختراقات امنية خطرة وبالتالي فان الامن القومي العراقي مكشوف الصدر والظهر ان لم يكن عاريا تماما مادامت الضربات حدثت جميعها دون استثناء تحت الحزام ، الا اذا كان السادة المسؤولين يعتبرون انفسهم فوق الحزام ونحن تحته!! والاختراقات واسعة النطاق وعلى كل المستويات وفي كل مجالات الحياة اليومية ولايتعلق الامر بالقضية الامنية فقط باعتراف الجميع فامننا الغذائي مخترق وحدودنا مخترقة ورواتبنا نصرفها لنشتري منتجات الغير ، لكي يتمتعوا بها ، فماتت الاراضي وهجرت المعامل واصبح شبابنا يبحثون عن لقمة العيش عند مقاول في دوائر البلديات لحمل النفايات او الانخراط في تشكيلات الاجهزة الامنية أو في احسن الاحوال يعلق شهادته الجامعية خلف بسطية متواضعة فوق ارصفة الباب الشرقي او بغداد الجديدة.! واذا كان الامر يتعلق بالصراعات السياسية والاجواء الانتخابية ، وهو مايعتقد به معظم المواطنيين ، فهذه الطامة الكبرى لان مؤشراته تدل حقيقة على تورط غير مسبوق في عالم الجريمة السياسية والجنائية والانسانية في آن معا ، مادامت الاسرار خطرة الى الدرجة التي يقول فيها هذا المسؤول وذاك النائب ، ومن على شاشات الفضائيات ، انهم لايريدون ذكر الاسماء لان في الامر فضائح لاتسترها ساترة ولاتحمد لها عاقبة ! اذا كان الجميع يريد قول الحقيقة ويؤمن بالشفافية والبناء الديمقراطي للعراق الجديد ويطالبون المواطن ليل نهار بالتعاون لكشف القتلة والقبض عليهم ، فلماذا يحجبون عنه الحقائق في قضية هو اول المتضررين من نتائجها واول ضحايا اهدافها وأول المطلوب منه ان يتصدى لها ، وهو حقا فعل الكثير من اجلها من خلال ممانعته الوطنية في عدم الانجرار والانجراف للاقتتال الطائفي الذي كاد ان يمسح البلاد من خارطة العباد. هذا المواطن الذي قدم ويقدم كل هذه التضحيات ليس كثيرا عليه ان يعرف من هو جلاده حقيقة وليس شماعة ، تسمية وليس فبركة ، صورة وليس صراعا ، دما ولحما وليس اسما على قائمة الانتربول ، وثائق لايرقى اليها الشك من جوانبها وليس اسماء اصبحت في مزبلة التأريخ . هذا المواطن الصبور المضحي من حقه ان يعرف مايجري له علنا وهو ليس بخائف من نتائج اقسى مما دفع ويدفع بسبب التدليس السياسي ومجاملات القبض على المصالح والامتيازات والسكوت المتبادل عن الجرائم والانتهاكات التي تجري بحقنا في كل لحظة يسال بها دم عراقي وسط الشوارع وعلى ارصفة الموت السرية. مالذي يمكم ان يخافه المواطن الذي يقول مثلا ( انه محكوم بالاعدام مع وقف التنفيذ) ؟! لاتخشوا شيئا ايها السادة المسؤولون في مجلس النواب وفي الحكومة من ان تقولوا للمواطن الحقيقة كاملة وتدلوه على القتلة ليصطف معكم دونما تردد لكي نقتلع من هذا العراق اوكار الحقيقة كاملة بمختلف تسمياتها وعناوينها وفي مختلف وفي مختلف مواقعها ان كانت في قا
فــــارزة: جلسات سرية وتفجيرات علنية !
نشر في: 17 ديسمبر, 2009: 12:46 ص