من فترة طويلة، بات معروفا بأن الكلاب والقطط تمتلك حسّ شمّ عاليا، يمكن تدريبها للتعرف على المواد الكيميائية المتطايرة الصادرة من أمراض الإنسان.
ايضا، قام الباحثون بتدريب حتى الحيوانات المنزلية الأليفة، للكشف عن السرطان او التنبؤ بنوبات الصرع. لكن ماذ
من فترة طويلة، بات معروفا بأن الكلاب والقطط تمتلك حسّ شمّ عاليا، يمكن تدريبها للتعرف على المواد الكيميائية المتطايرة الصادرة من أمراض الإنسان.
ايضا، قام الباحثون بتدريب حتى الحيوانات المنزلية الأليفة، للكشف عن السرطان او التنبؤ بنوبات الصرع. لكن ماذا لو قمنا بتطوير هذا العمل عن طريق توفير حاسة شم قوية ووضعها داخل رقاقة من شانها ان تتنبأ بالمرض وتتخلص منه مبكرا؟
يقول الدكتور "اندرو كويل" مخترع رقاقة المطياف التكنولوجية في قلب " الأنف الرقمي": هذه التكنولوجيا صممت لفعل مايجب تماما". أجهزة الاستشعار التي لا تتجاوز العشرة سنتات تعمل من خلال خلق طيف لمعرفة ماهي المواد الكيميائية الموجودة في الهواء، ثم تحدد أي من هذه المواد الكيميائية فريدة من نوعها لإعادة تصنيعها. اذا تم تعيين أجهزة الاستشعار، وتحديدها الى مستوى معين، فإنه سيتم تشغيل جهاز الإنذار تلقائياً
يستمر العمل والجهد الى ابعد من ذلك، حيث اصبح الهدف من هذه الرقاقة ان تُصبح متوفرة بكثرة داخل أسواق الرعاية الصحية، وتأمل الشركة في غضون سنوات بتطويرها لتصبح واحدة من أدوات التشخيص الفعّالة.
يقول الدكتور كويل: "كم هو مدهش! رقاقة تستشعر أنفاسك لتحدد ان كان هنالك مرض ام لا، ومن خلال مجموعة من الدراسات نستطيع الكشف عنه بسهولة" ويضيف: " نمتلك مجموعة من المشاريع القابلة للبحث التي نُشرت تقترح إمكانية الكشف المبكر عن السرطان، الكشف عن السل، والربو"
في بادئ الأمر، تم تطوير هذه التكنولوجيا لأغراض الحماية فقط. لكن التهديد الذي شكّلته أحداث الحادي عشر من أيلول، دعت الدكتور كويل لتطبيق اجراءات أمنية اكثر حول أجهزة الاستشعار تلك. يقول الدكتور كويل للـ سي أن أن :" في بادئ الأمر، أجهزة الاستشعار هذه صممت للكشف عن المتفجرات، والمواد الكيميائية السامة، والتهديدات الاخرى التي قد تحدث". وضعت في قسم الأبحاث في جامعة كامبردج في المملكة المتحدة، الآن باتت كـمُنتج تجاري في شركة تسمى "اولستون" تربطها صلات وثيقة مع الجامعة. ايضا ، يعقّب دكتور كويل حول جهاز الاستشعار هذا، " انه يستخدم الآن من قِبل شركات عملاقة مثل شركة (BP) للصناعات النفطية، وشركة (شِل)، وفي صناعة المواد الغذائية مثل شركات (كوكا كولا) و (نستلة). في نهاية المطاف، يمكن لأجهزة الاستشعار هذه ان تُصبح جزءا من العديد من الأجهزة اليومية، مثلا في تنبيه المستهلكين حول الأغذية المضرّة او المنتهية صلاحيتها، ايضا في مقدار الوقت اللازم التي تستغرقه قطعة مشاوي داخل الفرن.
جهد الباحثين مستمر بتطوير هذه التكنولوجيا، حيث يأملون قريبا بتصغير الرقاقة لدرجة ان توضع داخل جهاز النقال حتى لا تأخذ حيزاً اكبر، حينها، بإمكاننا في يوم من الايام، ان يكون لنا انف رقميّ خاص نضعه في الجيب الخلفيّ!
عن: موقع CNN