اكثر من خمسة ملايين من المتقاعدين عن العمل لايجدون من يتحدثون اليه، ويعانون من الوحدة وتمضي عدة اسابيع دون التحدث مع احد ما.هذا ما كشفته دراسة حديثة، والتي أعلنت ان هذا العدد سيزداد في عام 2030 الى 7 مليون، يعيشون في وحدة تامة.وهذا الرقم معرض للزيادة
اكثر من خمسة ملايين من المتقاعدين عن العمل لايجدون من يتحدثون اليه، ويعانون من الوحدة وتمضي عدة اسابيع دون التحدث مع احد ما.
هذا ما كشفته دراسة حديثة، والتي أعلنت ان هذا العدد سيزداد في عام 2030 الى 7 مليون، يعيشون في وحدة تامة.
وهذا الرقم معرض للزيادة، مع تزايد عدد المسنين في العالم وازدياد وسائل الاتصالات عبر الانترنيت، ما يعني نقصا في العلاقات الاجتماعية. كما ان تناقص أعداد المتزوجين يعني تكاثر المسنين الذين يعيشون لوحدهم.
والرقم (5,250,000) من المسنين الذين يعيشون منفردين، يعادل 8% من السكان ونسبة 35% ممن تجاوزوا سن الستين.
وتقول الدراسة البريطانية ان اكثر من 80% من البريطانيين لاتربطهم علاقات مع المسنين. ولذلك علينا تشجيع الشباب للاختلاط مع المسنين في مجتمعهم.
والدراسة التي اصدرتها لجنة "الترفق بالآخرين" تزامنا مع حملة "كن صديقاً" والتي يدعمها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والتي تهدف الى الحصول الى 30,000 صديق، في العام المقبل. وقال كاميرون: "ان البحوث تشير الى فعاليات قليلة الصداقة، ومنها مثلاً، دعوة الجار المسن للزيارة، او القيام بزيارته، لان ذلك الأمر له تأثير معنوي كبير، وهذه الحملة ستعمل على اتصالات مع كافة الأجيال، بعلاقات الصداقة، وانا اود نجاح هذه الحملة".
وقال ستيف الن احد المتقدمين في السن: "انا لا املك وقتاً للإحساس بالوحدة، فانا دائماً أمارس بعض الهوايات والاهتمامات، ان الحياة هي ماتصنعها، لقد تعلمت الكومبيوتر ولدي هاتف نقال، ونادراً ما أشاهد التلفزيون، وليس هناك شيء افضل من الهوايات، ولدي شقيقة اصغر مني والتي أجدها كئيبة باستمرار وتقول ليست لدي هوايات! الا تحس بالضجر؟؟ فاشرح لها حبي للبيانو وللكتب والطبخ وغير ذلك هناك شيء ما باستمرار يجعلني مشغولا على الدوام."
ويقول اوليفر كرومويل: "الا تتوقفون عن التفكير من اننا نعيش لوحدنا، وليس مع اناس، يصب اهتمامهم بأنفسهم وتليفونهم (الموبايل) والاي باد، اذهبوا للبحث عن اخرين، وانا شخص مسن وبالتأكيد لا اريد زيارة الجيران لي، بدون إعلامي بذلك، ان نصفهم لايمتلكون سلوكاً حسناً، ولايتحدثون الا لمناقشة المسلسلات على التلفزيون وأخبار بي بي سي، وانا لا اهتم كوني وحيداً، وهناك الكثير من الرجال المسنين، يفضلون العيش وحدهم، وانا اكره مسلسلات التلفزيون ولعبة "البينغو" وأريد ان أعامل كانسان وليس كمقعد وعاجر، والانسان الذي لاينفع لشيء لايستطيع العيش بدون مساعدة من احد، وانا احب السير والعمل في الحديقة والكتابة، ويقولون لي انني ابدو اصغر من سني، وان توقف الناس عن الجلوس على الكرسي ومشاهدة التلفزيون، فسيكونون في حالة افضل، فمن الأفضل من ذلك الروتين، الذهاب يوماً الى المقهى او الحانة من اجل التحدث مع الاخرين."
• قرى للمتقاعدين في بريطانيا
من اجل حياة افضل، لكبار السن وخاصة المتقاعدين، تشيد في بريطانيا، قرى نموذجية لهم، فهم في حاجة الى رعاية ومنازل في قرى تمتد فيها الحدائق والى أسواق قريبة منهم، والى رعاية صحية متوفرة قريبة منهم، ونجاح هذه التجربة تشير الى ضرورة تكرارها مع شروط مرنه للمتقاعدين وتتناسب مع ميولهم وأسلوب حياتهم الهادئة.
ولكل منزل في تلك القرى شرفة واسعة تطل على الحدائق والحقول الخضراء او تكون لهم فسحة مناسبة أمام باب الدار، للجلوس والتأمل او القراءة، وبإمكانهم ايضاً الحصول على مسبح او الانضمام الى النادي الرياضي او الذهاب احيانا الى المقهى او الحانة.
وهذه القرية الجديدة والنموذجية قريبة جداً من قرى اخرى اضافة الى وجود مركز للتسوق ومصاعد تؤدي الى كافة الشقق وهواتف وستالايت وخطوط للنقل، انها فعلاً تجربة تستحق نقلها الى دول اخرى.
عن: الغارديان