TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لكي تتنفس عاصمتنا

لكي تتنفس عاصمتنا

نشر في: 10 فبراير, 2015: 05:36 ص

بالتأكيد لن يُمكن معالجة ضيق التنفس الذي تكابده بغداد، وحلّ مشكلة الاختناقات المرورية في شوارعها وساحاتها بمجرد رفع حظر التجوال الليلي وفتح بعض الشوارع المغلقة منذ سنوات أو رفع بعض نقاط التفتيش فيها.
في الأساس كانت العاصمة تعاني من مشكلة المرور وأزمة النقل منذ سبعينيات القرن الماضي. يومها وضعت دراسات لمشاريع مناسبة لحل المشكلة والأزمة كليهما، بيد ان مغامرات صدام الحربية لم تبق على يابس أو أخضر فاحترقت تلك المشاريع في أتون الحرب العراقية الإيرانية وحرب تحرير الكويت وبينهما حروبه الداخلية التي لم تنقطع حتى في سني الحروب الخارجية، وفي العهد الجديد أحرقت "جماعتنا" ما تبقّى لنا في حربها الطائفية المتواصلة للسنة الثانية عشرة على التوالي.
المتحدث باسم مديرية المرور العامة الذي اعلن أن فتح الشوارع المغلقة ورفع حظر التجوال لن يحلا ما تعاني منه العاصمة، رأى أن "العاصمة بحاجة إلى طرق تستوعب عدد المركبات الموجودة فيها والتي وصل عددها إلى ضعفي ما كانت عليه في السابق"، وهذا بالطبع أمر غير عملي، لذا يقترح "اللجوء إلى وسائط النقل الجماعي كحل آني للازمة".
مشروع مترو الأنفاق الذي تحتاجه بغداد حاجة ماسة منذ دهر سيظل في ما يبدو حلماً معلقاً ومؤجلاً حتى القرن المقبل، إذا ما ظلّ حتى ذلك الوقت كيان دولة بهذا الاسم. لننسَ هذا المشروع مادامت الأمور قد انتهت بنا إلى خزينة خاوية بعد سنة من دون موازنة، والى موازنة العجز فيها بحجم موازنة أكثر من دولة جارة لنا!
النقل النهري لا يتطلّب مليارات الدولارات اللازمة لمشروع مترو الأنفاق.. بضعة ملايين فقط كفيلة بإنشاء أسطول معتبر للنقل النهري من شأنه التخفيف كثيراً من مشكلة المرور وأزمة النقل. هذا المشروع يُمكن للقطاع الخاص أن يتكفّل به.
الترام هو الآخر أقل كلفة من مترو الإنفاق، لكن هذه الكلفة مع ذلك ثقيلة على موازنة دولتنا التي سيظل العجز ملتصقاً بها إلى حين، وكخيار بديل في الإمكان تسهيل أمر تنفيذ مشروع خطوط للترام إلى القطاع المختلط.
الباص الأحمر يظل سيد الموقف في الوقت الحالي، لكن الأرتال التي استوردت في السنتين الأخيرتين ضاعت وسط زحام بغداد الشديد، وبدا كما لو أنها لم تفعل شيئاً .. بضعة أرتال أخرى يمكنها أن تُحدث فرقاً، لكن لا بديل البتة عن مترو الأنفاق على المدى البعيد وعن النقل النهري في الوقت الراهن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram