التحالف مفردة تتكرر في نشرات أخبار الفضائيات العراقية والعربية مئات المرات، يبدأ المذيع بقراءة خبر مقتل العشرات من عناصر تنظيم داعش في الأنبار أثناء تنفيذ عملية عسكرية بغطاء جوي من طيران التحالف الدولي ، ونشرة إخبارية في فضائية اخرى تلتقي بخبير امني ومحلل سياسي للحديث عن دور التحالف، ومدى جديته في تقديم الدعم للعراق في حربه ضد الإرهاب وتحرير مدنه من سيطرة الجماعات المتطرفة ، ويتوصل المحلل والخبير الى حقيقة ان داعش صناعة أميركية ، وطيران التحالف أكذوبة ، ولترسيخ هذه الحقيقة في أذهان الجمهور تعر ض الفضائية تقرير مراسلها ، يتحدث فيه شهود عيان عن مشاهدتهم طيارات ترمي الأسلحة والذخيرة في مناطق مواجهة العناصر الإرهابية ، وتنقل الجرحى الى جهات مجهولة .
منذ تشكيل التحالفات للحصول على مناصب رئيس الوزراء وتحقيق تمثيل واسع في الحكومة وبفضلها تكرس الانقسام الطائفي ، وتعمق الخلاف بين المكونات العراقية باعتراف قادة سياسيين ، يدعون انهم من أصحاب المشروع الوطني العابر للقارات والمذهبية والمناطقية ، وينتهي دور التحالف بإعلان تقاسم المناصب والمواقع ، وما يقال عن "المأسسة" وتحويل التحالف الى مؤسسة تهدف الى تلبية متطلبات الشعب وإرساء قواعد دولة المواطنة ، مجرد مزاعم ، لتغطية الخلافات الداخلية ، ومحاولة لإظهار التماسك بين الكتل والقوى المنضوية داخل ذلك التحالف ، وهي بالحقيقة تعيش صراعا على من يتولى منصب وكيل وزير او مدير عام ، او رئاسة هيئة مستقلة .
الأداء السياسي للتحالفات لم يترك في أذهان العراقيين انطباعا حسنا والتجربة خير برهان ،لذلك اتفق الحلفاء مع الشركاء على اعتماد وثيقة الإصلاح السياسي لتجاوز مصايب وكوارث السنوات الماضية ، فيما وصل العراقي الى قناعة أكيدة بان المتحالفين يسعون نحو مكاسبهم الخاصة ، حتى في حال تحقيق معجزة "المأسسة " فانعكست تلك القناعة على التحالف الدولي ، فهو بنظر الكثيرين ونتيجة تأثير الخطاب الإعلامي ، ما عاد قادرا على تحقيق أهدافه بالقضاء على الإرهاب ، وإيقاف تمدده في دول المنطقة ، ونشاطه وصل الى عواصم عربية معروفة بامتلاكها أجهزة مخابرات باستطاعتها معرفة وتحديد موقع بعير تائه في صحراء شاسعة .
في حرب الخليج الثانية تشكل تحالف دولي واستطاع تحقيق أهدافه بسقف زمني محدد ، وبعد مرور اكثر من ثلاثة عشر عاما ولد تحالف اخر ، فغزت اميركا العراق ، واحتلته ، ودمرت ما تبقى من مظاهر الدولة بحل الجيش ومؤسسات اخرى ، ومنحت للقادة السياسيين فرصة مواصلة النضال الثوري في إرساء دعائم اقامة نظام ديمقراطي ، وكتابة دستور جديد حمل في مواده ألغاما قابلة للانفجار حين يتصاعد الخلاف بين تحالف الفجل والكراث من جهة وتحالف البصل والثوم ، من جهة اخرى ، والمشكلة حتى الان لا احد يعرف موقع التحالف الدولي ، فهل هو بجانب الفجل ضد البصل ام التزم الحياد أفضل الحفاظ على تماسكه تحالف الكنتاكي .
تحالف الفجل والكراث
[post-views]
نشر في: 11 فبراير, 2015: 05:20 ص