TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حاذر من الشماتة

حاذر من الشماتة

نشر في: 11 فبراير, 2015: 05:24 ص

فيض من شفقة تعتلج في صدور البعض ممن حاول سبر أغوار صدر الرئيس السابق نوري المالكي وهو يرغم على تسليم مقاليد السلطة ، مذعنا ، ويدعى لمغادرة الكرسي الذي اعتلاه لدورتين متتاليتين . رغم أنفه .
لو قدر لخبير ان يدقق في هيئة وملامح المالكي .لشهد دمعة مكابرة تجول بين الجفن والمقلة ،، للمح ندبة جرح غائر على الشفاه الجافة التي عض عليها صاحبها ندما حتى أدماها ، على ما فرط به من فرص كانت متاحة بين يديه وطوع بنانه فأهدرها طوعا تارة وكرها تارة .
ندم - بضم الميم -على انفراط عقد الحلفاء القدامى ، الأصدقاء القدامى، الذين كانت ألسنتهم تلهج بالثناء عليه .وقلوبهم تضج باللعنة ، حسدا حينا . وغبطة حينا .
ندم على رؤية ( المؤلفة قلوبهم ) بالعطايا والمكاسب وغض الطرف . يقفزون من السفينة الموشكة على الغرق . وينفرون من الربان نفور السليم من الأجرب !!
كثيرة هي الدروس المستنبطة من السنوات الثمان العجاف الماضية ، معروضة بالمجان أمام من يهمهم آمر البلاد والعباد .
لعل أبرزها : اعتماد الرأس على ثلة من الأعضاء - وزراء ومستشارين - حاشية وأقارب وذوي رحم ، وتوابعهم ، ضللوه ليستظلوا بظله . جاملوه لينعموا بعطاياه ،احتموا بسماحته بتأجيل المساءلة ، وتغافله عن تسمية الأشياء بأسمائها
وتهاونه بتأجيل فتح الملفات المصيرية .ونكث الوعود بإنزال شديد العقاب ، مكتفيا بإشارة من بعيد، بالتهديد ، دون حساب او تعزير .
من مثالب فترة الحكم السابقة ،القاتلة ، تمسك الرئيس بإدارة أكثر من وزارة وأكثر من مرفق أمني ، كل منها تحتاج لتفرغ تام ولجحفل متمرس للإدارة ،
من بعض الهفوات الصاعقة . اعتماده مبدأ : الولاء قبل الكفاءة في التعيين . متغافلا - وهو الكثير القراءات - عن موقف تاريخي مشرف لعبد الكريم قاسم .وهو يواجه ملامة من المقربين حين عهد للصابئي الدكتور المرحوم عبد الجبار عبد الله .بمهمة رئاسة جامعة بغداد :: — يا فلان لقد عهدت إليه برئاسة جامعة ،، لم اعهد إليه بإمامة مصلين في مسجد .
دور المستشارين الأكفاء ذوي الخبرة .كبير ، و مسؤولياتهم جسيمة - أحيانا قاتلة — كتبتها مرارا وأعيدها تكرارا — حين يغمض المستشار عينيه تقية او احترازا أو محاباة ، ليجعل من تجاوزات الحاكم وشطحاته فضائل ، ومن فساده او تغاضيه عن فساد، حكمة . ومن تعسفه وجبروته جرأة ….
عسانا لا نلجأ لأدوات التمني — عسى وليت ولعل —نستحلبها احتلابا ، وما في الضرع بقية لبن !!
اللهم شفقة ،، اللهم لا شماتة ، اللهم هل من عذر ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram