TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > دكـــــــاكيـــن إعـــلامـيــة

دكـــــــاكيـــن إعـــلامـيــة

نشر في: 18 ديسمبر, 2009: 04:21 م

كاظم الجماسيمع اقتراب موعد إجراء الانتخابات العامة، تشهد السوق السياسية العراقية نشاطا ملحوظا في حركة بيع وشراء الأسهم، مثلما تشهد بوادر حملات إعلانية لترغيب الزبائن لأن يمنحوا أصواتهم لمالكي الأسهم الأوفر حظا.. ومع حداثة خوضنا كعراقيين هكذا تجربة،
 فإن ساستنا الكرام ارتكبوا الكثير من المغالطات الدعائية وأجزلوا الوعود لتحقيق المطالب المشروعة لمنتخبيهم في الدورة الماضية من دون ان ان يفوا بوعودهم تلك، الأمر الذي خلق فجوة ثقة بين المواطن والسياسي، اتسعت وتعمقت بنحو لا يمكن إغفاله او السكوت عنه. ففي الوقت الذي يظهر فيه المسؤول عن لقمة عيش المواطن وقد فاضت على وجهه ملامح الكدح المتواصل ليل نهار، ليس من اجل إشباع ملايين الجياع، الواجب الذي أناطته به أوراق اقتراعهم، بل من اجل تسمين العجول المحيطة به، عملا بموعظة (الأقربون أولى بالمعروف)، في الوقت ذاك تتلوى بطون الجياع تعصرها مرارة الخيبة والخذلان.. وفي الوقت الذي يسير فيه المسؤول عن امن المواطن وحمايته (الاقربون) بموكبه السلطاني في شوارع بغداد المكتظة، محاطا بأكثر من حزام امني، آمنا راضيا غير مرضي، تبعثر أشلاء المئات من أناس هذا الوطن المبتلى عواصف التفجيرات، لكأنما محتم عليها التبعثر جزاء لاجتماعها في صناديق الاقتراع التي صنعت من ذلك اللامسؤول مسؤولا.. وفي الوقت الذي تتناطح فيه قرون بعض وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، في كسب ود المسؤول فلان والآخر علان، ممن يريق دبق المال سائلا لتجتمع عليه حشرات تلك الوسائل الإعلامية لاهجة بحمد من لا يستحق سوى الذم والنبذ إلى مزابل التاريخ، ينبري البعض الآخر لحمل (لواء الدفاع عن الوطن والمواطن) عن طريق المزايدات التي لاتثير سوى امتعاض الوطن والمواطن، مدفوعة بآلية الترويج الرخيصة لمقاصد جهوية ضيقة، و بالطبع، مازال الحيز الذي يشغله الإعلام النزيه، شأنه اليوم شأن كل الأزمان الغابرة، حيزا مقيدا بحيطان الزيف العالية، وصوته ،على الرغم من صدقه في التعبير عن مصالح الكثرة الكاثرة من المواطنين، محجوب بصعصعة وجعجعة الإعلام المدفوع الأجر سلفا .. لمن يستعرض، وبنحو متريث، مشهدنا (السيا إعلامي) طوال زمن الدورة الانتخابية الموشكة على الختام، سيلمس لمس اليد بضعة معطيات، ربما كان اهمها تشكل عتبة وعي حقيقي لدى العراقي الذي تكبد الكثير من مغالطات إعلام مختلف الجهات التي أمسكت بزمام أمور عيشه اليومية، وبات يسخر بطريقته العراقية المعهودة(الحسجة) او غيرها، من أباطيل وحذلقات ذلك الإعلام، الأمر الذي راح يدعم وضوح الفرز والاختيار لديه بين من يمثل مصالحه اليومية وتطلعاته المستقبلية، وبين من وضع تلك المصالح والطموحات موضع المزايدة ومن ثم، بعد تمكنه، التنكر الكامل لها.. ومن المعطيات الأخرى أيضاً، ان العراقي، على الرغم من فداحة خسائره طوال السنوات الأربع الماضيات وما قبلها، أدرك ما للديمقراطية من ثراء إنساني كبير كفيل بتحقيق كل ما كان محروما منه سواء على صعيد العيش او الكرامة، وأيقن أخيراً، على الرغم مما يطفو على السطح من دعوات مريضة خاسرة تنادي بعودة الاستبداد، مستثمرة خيبات الأمل المباشرة عند بسطاء هذا الشعب. أيقن العراقي انه يمضي إلى الأمام، في توكيد حقه بمستقبل أفضل عبر اختياره القوى الشريفة التي ناضلت حقا، طوال عقود، في سبيل تحقيق حرية وكرامة الوطن والمواطن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram