يوماً بعد يوم تزداد المعثرات وتكثر حولها البزازين. داعش تهجم، وتحتل، وتغتصب، وتحرق، وتحاصر القرى والمدن والعوائل، وتستعرض سبايانا وأسرانا في أقفاص من حديد، ونحن ما زلنا كلاعب القمار الخسران يتلفت حوله ليجد مسكينا يرمي عليه سبب خسارته.
البزازين التي كانت بزازينَ فصرن عتاويا، كما قلت لكم مرة، صارت لها أسماء وألقاب وأقلام. يضحكون على الناس تحت يافطات انهم محللون سياسيون وستراتيجيون لا بل وفيهم دكاترة ومحامون وشعراء ومدراء ورؤساء تحرير ومنهم "مفكرون".
يخاطبون البسطاء منا ليوهموهم أنهم ضحايا لمؤامرة طائفية "كبرى". والمساكين يصدقون اللعبة رغم ان الذي صب عليهم لا يصدقه عقل. ما كتبت عمودا عن بلوى داعش إلا واختزلها كثيرون بأنها مؤامرة كبرى. ولكم والله إنها من صنعنا نحن. مرضان لو أنزلت أيا منهما على جبل من حديد لذاب: الطائفية والتخلف. فكيف بهما لو اجتمعا عند شريحة واسعة من الناس؟ لا مؤامرة في الكون اشد فظاعة من التخلف. ولا بلد يستحق الرثاء والبكاء عليه حتى، وان كان بالاسم حيا، مثل الذي يحكمه المتخلفون. آه لهذا الموس المحشور من الأمس في بلعومي، وألف آه أخرى لبغلتي، التي ما زلت حائرا منذ البارحة، في اختيار الذي أقول له إنها في إبريقي ويصدقني.
ربما فكرت أو أقدمت فعلا على حسد أو غبطة أصحاب النعم في لحظة ما، لكن ان أفكر ولو ثانية في غبطة الأمي، فتلك ما كانت تمر على البال. حقا تمنيت لو لم أتعلم القراءة أصلا، وانا أقرأ لأحدهم مقالة يعلن فيه اكتشاف سر ما حلّ بالعراقيين من دمار وخاصة أبناء طائفته الشيعة. السبب برأيه من دون ان يبدأ بـ "قد" أو " ربما" هو حيدر العبادي. وليش العبادي؟ يجيبنا هذا "العتوي" الأصيل بعنوان مقالته نصا: لأن "حيدر العبادي (هجين من أم سنية) .. (ويتبنى خطا سياسيا سنيا) .. (واخته متزوجة من سني). أما محتوى المقالة فخذوا فالها من عنوانها.
ولأني أشرفت على التقيؤ حين وصلت لنصف ما كتبه فتركته كله، تساءلت: لمن، يا ترى، يوجه هذا "العتوي" خطابه؟ وقبله: هل تبرع للكتابة طوعا أم أن أحدا كلفه بذلك؟
يا إخوتي خذوها مني خالصة مخلصة، أن تخلف ذوي القربى أشدّ مضاضة من المؤامرة!
تخلّف ذوي القربى
[post-views]
نشر في: 15 فبراير, 2015: 04:03 ص
جميع التعليقات 2
سامي الحاج
تعليقاً على عمودك ليوم أمس: مكدر اكولن بغلتي ببريجي قلتُ بأن التالي هو تقسيم العراق الى ثلاث دول، حتى لو كانت داخل دولة واحدة. ولكن يبدو أن صراحتي لم تعجب القائمين على الموقع فلم ينشروا تعليقي. ومقالك اليوم ايضاً يؤكد رأيي لأنه هكذا ثقافة لن يتحقق منها ت
سامي الحاج
تعليقاً على عمودك ليوم أمس: مكدر اكولن بغلتي ببريجي قلتُ بأن التالي هو تقسيم العراق الى ثلاث دول، حتى لو كانت داخل دولة واحدة. ولكن يبدو أن صراحتي لم تعجب القائمين على الموقع فلم ينشروا تعليقي. ومقالك اليوم ايضاً يؤكد رأيي لأنه هكذا ثقافة لن يتحقق منها ت