لم يمنع حلول "عيد الحب" العام 2015 الحالي، وسط احتدام الصرع بين قوات البيشمركة (داعش)، وتواتر الأنباء عن "الجرائم" التي يرتكبها ذلك التنظيم "الإرهابي" بحق الأسرى من المقاتلين الكرد وسواهم من ضحاياه، لم يمنع شباب السليمانية،(364 كم شمال شرق بغداد)، من

لم يمنع حلول "عيد الحب" العام 2015 الحالي، وسط احتدام الصرع بين قوات البيشمركة (داعش)، وتواتر الأنباء عن "الجرائم" التي يرتكبها ذلك التنظيم "الإرهابي" بحق الأسرى من المقاتلين الكرد وسواهم من ضحاياه، لم يمنع شباب السليمانية،(364 كم شمال شرق بغداد)، من إحياء المناسبة، بالدعوة لـ"إشاعة السلام ونبذ العنف والتطرف"، برغم "طغيان" شعارها "الأحمر" على المشهد. 

وتقول جيا أحمد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "عيد الحب ظاهرة طارئة على المجتمع المحلي لكن الشباب وسواهم يستثمرونها لنشر ثقافة المحبة والتسامح ونبذ العنف والتطرف والانغلاق"، وتشير إلى أن "الحب حاجة إنسانية لا تعرف لون البشرة أو الحدود، ولا مانع من الاحتفال به، إنما من دون تقليد أعمى للعادات الغربية بحذافيرها لاسيما الشاذة عن المجتمع الكردي".
من جانبها تقول ريا هيوا، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الاستعداد لعيد الحب بدأ قبل عدة أيام بعد أن اتفقت مع صديقاتي على إحياء المناسبة بعيداً عن البهرجة والبذخ"، وتبين أن "شلة الصديقات طافت في الشوارع والمراكز التجارية الكبيرة (المولات) وتبادلت الهدايا البسيطة والزهور الحمر، كنوع من التغيير النمطي لرتابة الحياة اليومية".
وتوضح هيوا، وهي تبتسم، أن "الشلة أقامت كذلك حفلة صغيرة للرقص وهن يرتدين ملابس حمراً تلائم المناسبة"، وتستدرك أن "الحفلة اقتصرت على الصديقات فقط". إلى ذلك يقول الشاب دلشاد جلال، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الاحتفال بيوم الحب لا يشكل تقليداً لظاهرة عالمية، مهما كانت أسبابها، إنما تعبير عن حاجة أصيلة موجودة داخل الإنسان بغض النظر عن أي شيء آخر لاسيما أن الحياة المعاصرة تتسم بإيقاعها السريع الذي يفتقر للمشاعر الإنسانية"، ويتساءل أن "الحب يشكل لغة عالمية يفهمها الجميع من أقصى الأرض لأقصاها، بإحساسهم، من دون الحاجة إلى وسيط أو ترجمة". ويؤكد جلال، على ضرورة "استثمار مناسبة عيد الحب لإشاعة الصداقة والمحبة والمشاعر النبيلة والتسامي على الخلافات والضغينة ونبذ الإرهاب والتطرف، ليشعر الجميع بأنهم بشر كرمهم الخالق عز وجل في علاه بغض النظر عن اللون والجنس والدين"، ويعد أن "الحب طاقة سحرية تفتح آفاقاً كبيرة وجميلة وسامية يكفي أنها من صفات الله تعالى".بالمقابل يقول صاحب محل لبيع الدببة والزهور، في شارع سالم التجاري، وسط مدينة السليمانية، يدعى محمد عبد الرحمن، في حديث إلى (المدى برس)، إن "محال بيع الهدايا والزهور تستعد مبكراً للاحتفال بعيد الحب من خلال استيراد كمية إضافية من الدببة والزهور الطبيعية الحمراء، التي تأتي بالطائرات لتكون محتفظة بنظارتها، حتى بعد مرور عشرة أيام على وصولها"، ويضيف عبد الرحمن، أن "شباب وشابات السليمانية يقدمون على شراء الورود بكثافة، لذلك تنفد بسرعة نظراً للاعتماد على المشاتل الموجودة في المدينة"، ويوضح أن "أسعار الورود تختلف بحسب حجمها، فالكبيرة تباع بأربعة آلاف دينار، والمتوسطة بثلاثة آلاف، والصغيرة بألفين فقط". ويتابع البائع، أن "عيد الحب ينعش عمل أصحاب محال الزهور والهدايا، ويحقق لهم أرباحاً مجزية برغم التوتر الناجم عن تهديد تنظيم داعش الإرهابي وممارساته الوحشية ضد المدنيين وأبناء الأقليات"، ويدعو أصحاب المشاتل والجهات المعنية إلى ضرورة "التفكير جدياً بتوسيع زراعة الزهور محلياً، لاسيما أن البيئة المحلية مناسبة، وهنالك زيادة بالطلب عليها في مختلف المناسبات".
يذكر أن يوم الحب، أو عيد الحب، أو عيد العشاق، أو "يوم القديس فالنتين"، مناسبة يحتفل بها كثير من الناس سنوياً في أنحاء العالم، في الرابع عشر من شباط، لاسيما البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية، وأصبح هذا اليوم تحتفل به بعض دول العالم ولو بصورة رمزية وغير رسمية، يعبّر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبائهم.