جلال حسن واحدة من اكثر الظواهر تكرارا في الحياة اليومية، هي التجاوزات التي لم تجد روادع قانونية او اساليب انضباطية او عرفا اجتماعيا عاما يتعلق بأمور النظافة واحترام المواطنين. تجاوزات تثير القرف ان كانت عن قصد او غير محسوبة او سلوكا شاذا بحاجة الى تهذيب وتعليم .
كأن الشارع يملكه شخص واحد، فيعبث غير آبه بالاخرين ، يرمي من نافذة سيارته اوساخه في عرض الشارع ناسيا او متجاهلا انها تسبب مشاكل وحوادث للاخرين . النظافة سلوك حضاري وتربية وفي غياب المسؤولية تصير عبثا ومصدر ازعاج. قواعد غير تقليدية تقوم بها دول اجنبية ، تقضي بضبط المخالفين ممن يسيئون استخدام الطرق وإلزامهم بقضاء 48 ساعة خدمة عامة، منها يوم في تنظيف المدارس ويوم آخر في تنظيف الشوارع. وفي الوقت الذي لا ندعو الى عقوبات كهذه ، نأمل فيه من المواطن ان يشعر شعورا وجدانيا ومسؤولا تجاه نظافة عاصمته ويحرص على نظافة المنطقة والحي والبيت الذي يسكنه ويجمع القمامة والمخلفات بجميع صورها من مختلف مصادرها ونقلها إلى الأماكن المحددة لتجميعها. اعتدنا وفي كثير من الاحيان ان نحمل امانة بغداد المسؤولية الكاملة للنظافة او فقدان مستوى الخدمات البلدية، باعتبارها الجهة المعنية بجمالية المكان واظهار العاصمة بغداد بصورة تليق بمكانتها التاريخية والحضارية. والامانة بدورها تعمد الى احالة اعمال التنظيف الى مقاولين وشركات اهلية ،عن طريق المزايدات العلنية، بعدها تتكفل الامانة بدفع المبالغ النقدية الى هذه الجهات وفق آلية تـُشكل بموجبها لجان اشراف خاصة، تشرف على سير العمل ووفق ضوابط ادارية. هذه الشركات الاهلية لا تمتلك اجهزة ومعدات تنظيف خاصة كحاويات نظامية ، وسيارات كابسة ولاعمالا مختصين بشؤون الخدمة ووفق قواعد السلامة العامة كما هو المعمول به في دول العالم في تنظيف المدن الكبيرة، وازالة تلال القمامة والاوساخ المنتشرة على الارصفة، ولكن تستخدم اساليب بدائية جلها سيارات حمل قديمة لم تراعَ فيها ابسط شروط النقل، ومن دون اغطية حافظة ،وبعضها متآكلة الجوانب ، و(شفلات) ثقيلة من النوع الذي يستخدم للطرق ورفع الاتربة من المقالع في معامل الطابوق , هذه المعدات تضيف مشاكل جديدة كتحطيم الارصفة، وتحدث تخسفات في الشوارع ، وتقلع كابلات الكهرباء والهاتف لعدم تمكن ( الشفلات) من جمع القمامة بصورة جيدة ،وتناثرها اثناء رفعها الى السيارات. فضلا عن التوقيتات غير المدروسة. قد يلح علينا سؤال يمكن ان نوجهه الى امانة بغداد مباشرة، وهو:هل يمكن إلغاء الاسلوب المتبع حاليا بإناطة اعمال التنظيف الى مقاولين اهليين؟ وتتولى الامانة بالتنسيق مع وزارة البلديات هذه المسؤولية المشتركة والمجيء بنظام جديد لا يكلف كل هذه الاموال الطائلة، بل يحقق افضل استخدام للطاقات البشرية ومن العاملة تحديدا في دوائر البلديات الكثيرة، والكثيرة جدا؟ jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض: نظافة المدن
نشر في: 18 ديسمبر, 2009: 05:08 م