هل أنت سعيد لأن البعض هاجم محلا في احد شوارع النجف، بسبب عرضه لدمى وتذكارات وهدايا يتبادلها الشباب بمناسبة عيد الحب، أم أنك ترى أنها صدمة، وفضيحة تكشف مستوى الجهل التي وصلنا إليها؟ البعض سيقول حتما: "يارجل" لماذا تتحدث عن امور هامشية وتترك الفديو الذي يظهر فيه احد مشيعي الشيخ قاسم الجنابي وهو يهدد بذبح الشيعة.. ياسادة اعذروني فقد كنت اتابع الكلمة التي القاها المطران داود شرف رئيس الطائفة السريانية التي رفعنا في وجهها لافتة تقول لامكان لكم فقد اختصرها الرجل بكلمة واحدة " عيب " يكفي هذه المهازل.
الهجوم على المحل وتكسير محتوياته بكل هذه هذه القسوة كان كاشفا لأزمة أخلاقية كبيرة، يجب علينا أن نعرف من خلالها، كيف بنى الجهل والتخلف قواعده في هذه البلاد؟ سيجيب البعض إننا ابتعدنا عن الإسلام، وذهبنا حيث يسكن الشيطان.. فيما آخرون سيقولون لماذا تكتب عن حادث عرضي، وتنسى عشرات الضحايا الذين سقطوا جراء الكراهية أيضا؟
في حكاية الجهل، هناك الكثير ما يمكن التوقف عنده.. كيف تعدّ الجريمة مجرد صولة لتطبيق مفاهيم دينية؟ كيف تجد مبررا للفتك بإنسان أعزل، وأنت تشعر بأنك حققت انتصارا على أعداء خارجين على إرادة الدين؟ أحاول هنا أن أسير خلف الحكايات، لأكتشف من خلالها، كمّاً كبيرا من المتناقضات، ففي الوقت الذي يجمع بعض مواطني النجف كل همتهم في النيل من صاحب محل مسكين نراهم عاجزين عن الاقتصاص من مجلس المحافظة الذي يصّر على أن يمنع عنهم الخدمات و والحق في الرفاهية. والعدالة الاجتماعية.. والاهم، لم يتوقف مواطن أمام شهادات لجان النزاهة حول حرمان مدينة النجف بكل تراثها من ان تصبح عاصمة للثقافة الاسلامية.. واتلاهم اننا لم نشهد تظاهرة تطالب بمحاسبة المقصرين وسارقي المال العام
لكن الخرافات قوية.. خصوصا فى مجتمعات سلبها العوز والجهل والخوف من المجهول كل إمكانيات النهوض بالمستقبل، لأنه من السهل حُكم مواطن مسكون بالخوف، ومن الأسهل أن تسيطر على قطاعاتع واسعة من الناس تعتقد ان مصائرها مرهونة باشارة من هذا السياسي او ذاك المسؤول.
نسبة مالكي الثروات " المنهوبة في عراق اليوم فاقت كل الازمنة والعصور، منذ متى ونحن نؤمن ان السعادة والفرح حق مكتسب للناس جميعا، منذ متى لم نسمع كلمة افرحوا؟ منذ متى، ونحن نؤمن أن الفرح شيء ليس لأهل هذه البلاد؟
مسؤولين ومجالس محافظات وسياسيين طائفيين لم يقدموا حتى لطوائفهم سوى الخوف والتهجير، وخطاب يستمتع بثقافة الموت، كاره لكل امل بالمستقبل
ما هذه النظرة الرسمية والدينية الى الفرح؟ كأنما الحزن فرض من فروض العيش في هذا الوطن، لماذا يراد لهذا تالمواطن ان يصبح مجرد رقم في نشرات الاخبار متنقلا من تشريد إلى موت، ومن ظلم إلى ظلام اكبر، ومن مفخخة الى عبوة توضع بعناية فائقة / ومن اشلاء ممزقة الى مقابر جماعية.. لماذا يريدون منا ان يصبح الحزن والخوف جزءا من يومياتنا.. لماذا يصر البعض على ان تبقى ابواب الخراب والفشل والسرقة والفساد مفتوحة على مصراعيها.. لماذا يردون من هذا المواطن ان يعيش في عالم لامكان فيه للفرح.. المكان فقط لارقام القتلى والجرحى.
ياجماعة " عيب" الا تكفيكم كل هذه المهازل.
"عيب"
[post-views]
نشر في: 15 فبراير, 2015: 06:24 ص
جميع التعليقات 4
رمزي الحيدر
كلمة عيب لا تكفي ، لنقول مثلاً ، السقوط الى الحضيض أو مثلاً الغوص أكثر وأكثر في هذا المستنقع النتن .
ابو اثير
بلاؤنا الذي نعيشه مع الشعب منذ ألأحتلال ولحد ألآن وبجميع مذاهبه هم المدعين بالدين والدين منهم براء أضافة الى الطبقة السياسية المتمثلة بألأحزاب الدينية التي لا تعرف من الدين سوى ما يمت الى مصالحها الحزبية والسلطوية ونهب المال العام ولقد سأم الشعب العراقي م
رمزي الحيدر
كلمة عيب لا تكفي ، لنقول مثلاً ، السقوط الى الحضيض أو مثلاً الغوص أكثر وأكثر في هذا المستنقع النتن .
ابو اثير
بلاؤنا الذي نعيشه مع الشعب منذ ألأحتلال ولحد ألآن وبجميع مذاهبه هم المدعين بالدين والدين منهم براء أضافة الى الطبقة السياسية المتمثلة بألأحزاب الدينية التي لا تعرف من الدين سوى ما يمت الى مصالحها الحزبية والسلطوية ونهب المال العام ولقد سأم الشعب العراقي م