مساء الخميس الماضي وبالتحديد في حي المنصور ، مر موكب زفاف أثار انتباه المارة ، العروسان رفعا العلم العراقي ، وجلسا على مسند المقعد الخلفي في سيارة مكشوفة ، فاستقبلا بالهلاهل ، وتمنيات بالتوفيق ، موكب الزفاف مر بهدوء وبلا ضجة ، وكان يسير على الجانب الأيمن للطريق ، دقائق معدودة وثقت بكاميرات الهواتف الذكية ، وهناك من رفع صوته ليهتف بأعلى صوته هذا العراقي الشهم ، وفي الوقت نفسه شتم من خرب حياة العراقيين وجعلها تعود الى العصور المظلمة بسرعة الضوء .
من سيارة الزفاف المكشوفة وجه العريس في يوم زواجه رسالة بليغة الى من يعنيه الأمر من القادة السياسيين ، والمسؤولين بأن يبذلوا الجهود لنبذ خلافاتهم والاتفاق على إثبات حقيقة خدمة أبناء شعبهم ، العريس يريد العيش في وطن خال من العنف ، يريد الاطمئنان على مستقبل أبنائه ، يريد التمسك براية واحدة ، باختصار العريس يبحث عن وطن آمن فهل وصلت رسالته ، الى من يعنيه الأمر من أصحاب الرايات؟ وهل تتحقق واحدة من أمنياته في بلد لم يشهد الاستقرار منذ عقود .
الخلاف السياسي جعل الرايات متعددة ، ومشروع قانون العلم العراقي ونشيده الوطني مازالا بانتظار التشريع ، لحين تحقيق اتفاق بين الكتل النيابية وضمان تمثيل رموز المكونات في العلم المنتظر ، اما النشيد الوطني فهو الآخر دخل في دائرة الخلاف ، ويحتاج الى سقف زمني لاختيار اللحن المناسب ، الخلافات من هذا النوع تثير مشاعر الأسى والأسف لدى العراقيين وخيبتهم من نخب سياسية لا تجيد سوى إشعال فتيل الأزمات ، وعلى هذا المستوى من تقاطع المواقف تعددت الرايات ، وأصبحت لكل جهة رايتها وصورها ، وشعاراتها ، المعبرة عن مزاعم إيمانها بخدمة العراقيين وتحقيق أهدافهم ، لتنافس الشعار الشهير الشرطة في خدمة الشعب . المعروف بين الأوساط العشائرية ان لكل عشيرة رايتها يرفعها شبابها أثناء "العراضة" في التعازي والأفراح ، مع إطلاق زخات رصاص من بنادق الكلاشينكوف ، وأحيانا تدخل الأسلحة المتوسطة لتأجيج الحماسة ، فيتعالى الغبار مصحوبا برائحة البارود لتوجيه رسالة الى الأصدقاء والأعداء بان العشيرة الفلانية بإمكانها حجب قرص الشمس برجالها الأشاوس ، وانتقل هذا التقليد الى تنظيمات سياسية فتبنته برنامجا ترفض التخلي عنه ،لاعتقادها بان هذه المظاهر تبعث برسائل الى منافسيها بان يحسبوا حساب قاعدتها الشعبية القادرة على إخفاء الشمس ، وجعل الكرة الأرضية دايخة من كثرة مرور عجلات الدفع الرباعي ، بعد ان داخت اي الكرة الأرضية من حوافر خيول الفرسان قبل دخول البشرية في عصر الاختراعات والتكنلوجيا الحديثة ، والرايات الضوئية .
رفع العلم العراقي في مواكب الزفاف خطوة جريئة ورسالة بليغة تعبران عن التمسك بالرغبة في إشاعة الأمل ، وتحدي القتلة والظلاميين ، ولك ايها العريس نخلع القبعات والعكل والجراويات والعمائم تحية لروحك الوطنية .
راية العريس
[post-views]
نشر في: 16 فبراير, 2015: 05:45 ص
جميع التعليقات 2
عبدالقادر المعيني
كل تسمية رئيس الوزراء يسمى الابن نجل وهي ليس من الغة العربية وانما من بريطانيا جاءت نجل و في الملكية الحكم في العراق يمسون لابناءه العهد ويكون مقرب ومراقب للحياة العمليةللدولة . السؤال هو اين ربط الحالة بهذا التعليق ستبحثون عن الكثير من نجل وترون واحد في
عبدالقادر المعيني
كل تسمية رئيس الوزراء يسمى الابن نجل وهي ليس من الغة العربية وانما من بريطانيا جاءت نجل و في الملكية الحكم في العراق يمسون لابناءه العهد ويكون مقرب ومراقب للحياة العمليةللدولة . السؤال هو اين ربط الحالة بهذا التعليق ستبحثون عن الكثير من نجل وترون واحد في