من جديد يعود الشاعر الكبير بدر شاكر السياب إلى الإعلام من خلال العدد الخاص لمجلة(ضفاف), الذي يمثل العدد الثالث من المجلة الصادر في شهر كانون الثاني 2015. ويأتي العدد متزامناً مع انتهاء عام السياب الذي اختاره اتحاد الكتّاب والأدباء العرب لعام 2014 .مل
من جديد يعود الشاعر الكبير بدر شاكر السياب إلى الإعلام من خلال العدد الخاص لمجلة(ضفاف), الذي يمثل العدد الثالث من المجلة الصادر في شهر كانون الثاني 2015. ويأتي العدد متزامناً مع انتهاء عام السياب الذي اختاره اتحاد الكتّاب والأدباء العرب لعام 2014 .
ملف السياب الكبير جاء أيضا متزامناً مع الذكرى الخمسين لرحيله . وتضمن العدد موضوعات عديدة عن حياة وأدب وشعر السياب ومواقفه من الشعر والنقد والحياة .
وقد زيّن غلاف العدد الأول بلوحة تشكيلية للسياب كما نشرت لوحة أخرى له في داخل المجلة رسمها الفنان حيدر الياسري .
أول موضوع من عدد السياب كان بعنوان(الأسطورة في شعر السياب) للدكتور عبد الرضا علي المقيم في بريطانيا . ويشير فيه : " تعددت الأصول الأسطورية في شعر السياب وتنوعت بين مؤثرات ثقافية لشعراء أوروبيين ، ومؤثرات ميثولوجية قديمة لكتب وأساليب أدبية حوت مضامينها دلالات اجتماعية وإنسانية كثيرة، وقد وجدنا أن تلك الأصول تتوزع على(الغصن الذهبي وطقوس النماء) و( أساطير العلم القديم) و( الكتاب المقدس) و( تجربة ت . س اليوت) و( الحكايات الشعبية) ."
في حين كتب الناقد الدكتور حاتم الصكر دراسة بعنوان (السياب فاتح طرق التجديد والحداثة) يؤكد فيها أن مرجع السياب متعدد الجهات : يعثر عليه بكدّ ذاتي أي من معايشته المباشرة في بيئة ملهمة شعريا،ومن التراث الشعري العربي،والشعر الغربي،ومن الايدولوجيا التي عمل على توصيل أفكارها الشعرية.
ويضيف : ان حرية الشعر لدى السياب تتصل جذريا وأولا بالرؤية ، قبل انجاز التحول الأسلوبي في الكتابة الشعرية بهدم النظام البيتي (شعر الشطرين) والقافية الموحدة ، ومقترحا بدلا عنهما السطر والجملة الشعرية،وحرية التقفية بلا صرامة ورتابة تقرب الشعر من النظم ، بالإتيان بما لا تتطلبه الدلالة غالبا من اجل استكمال المطلب الإيقاعي الذي يتم خارجيا في الشعر التقليدي .
كما تضمن العدد قصيدة رائعة لمحمد الماغوط بعنوان (يا زميل الحرمان والتسكع) مهداة إلى السياب .
كما كتب أ . د عبد الرضا شياع دراسة بعنوان (دلالة الماء بين لوركا والسياب) ,وهي مقارنة تناصية يشير فيها الى آيات التأثير بين شعر لوركا والسياب, لاسيما في تناولهما للماء من خلال معاينة نازلة من شعر هذا إلى ذاك . فقد يكون السياب قرأ بعين قلبه المكلوم نص لوركا ، ولكن لا ادري بأية لغة قرأه ليقوم بواجب الاستقبال ، بيد أن السؤال الملحاح هو : هل أنجز هذا الواجب معناه أم ظل نص لوركا يتلفت إلى نص السياب بعد الرحيل ؟ !
ويتذكر د. طالب البغدادي بعض أيامه مع السياب في دار المعلمين العالية عام 1956 ,وخروجهما مع بقية الطلبة في تظاهرة ضد العدوان الثلاثي على مصر, وإلقاء السياب لقصيدة من الشعر العمودي .
كما كتب عبد العزيز حيدر قصيدة موجهة للسياب بعنوان (قصيدة ليست للإلقاء) يقول مطلعها (من يقلق روحك في هذي الساعة من غبش الأحزان .. من يطرق على زجاج نافذتك المغبر).وكتب د. محمد صابر عبيد موضوعا بعنوان(نبوءة السياب) يتضمن ما كان يقوله السياب دائما عن العراق الذي ينظر إليه بأنه لا أحلى من شمسه ولا أحلى من ظلامه ، لكنه في الوقت ذاته بلد الجوع حين يعشب ثراه ، بلد طارد لأبنائه .
وكتب د. حسين سرمك حسن تحليلا لقصيدة السياب : الشعور بالموت والموقف المتضاد. وتقول تلك القصيدة (سهرت لأنني ادري ، باني لن اقبّل ذات يوم وجنة الفجر، سيقبل مطلقا في كل عش نغمة وجناح ، وسوف أكون في قبري).