اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > محليات > حفلات "داعش".. بتر أطراف "بالساطور" ورمي من أعلى البنايات

حفلات "داعش".. بتر أطراف "بالساطور" ورمي من أعلى البنايات

نشر في: 17 فبراير, 2015: 08:27 ص

وقف على أصابع قدميه واشرأب عنقه لكي يرى من بين الحشد كيف يقدم رجال "الشرطة الإسلامية" على بتر كف رجل في سوق شعبية وسط مدينة الموصل. كانت هذه المرة الاولى التي يشاهد فيها سالم حبيب (35 عاما) تنفيذ العقوبات ضد من يعدهم تنظيم "داعش" مذنبين.
 
قال

وقف على أصابع قدميه واشرأب عنقه لكي يرى من بين الحشد كيف يقدم رجال "الشرطة الإسلامية" على بتر كف رجل في سوق شعبية وسط مدينة الموصل. كانت هذه المرة الاولى التي يشاهد فيها سالم حبيب (35 عاما) تنفيذ العقوبات ضد من يعدهم تنظيم "داعش" مذنبين.

 
قال حبيب فيما بعد لأصدقائه، "كنت أجول في سوق باب الطوب فأوقفني عناصر من الشرطة الإسلامية ومعي عشرات المارة لحضور حفل جديد من حفلاتهم التي اعتادوا إقامتها في أماكن مكتظة بالناس، وقف احدهم وبدأ يقرأ علينا ما مكتوب في ورقة بصوت عالٍ، فهمنا حينها ان المحكمة الشرعية دانت أشخاصا بالسرقة وأصدرت عليهم حكما ببتر اليد اليمنى".
منذ إعلان تنظيم "داعش" الشروع بتطبيق الحدود ، أي العقوبات وفق الشريعة الإسلامية كما يدعي المتطرفون دائما، صار مألوفا قطع أيد وإعدام جماعي وصلب ورجم بالحجارة وحتى قتل بالرمي من على بنايات عالية، هناك في مدينة الموصل أبشع أنواع الجرائم ترتكب الآن على نحو علني.
خطيب جامع النبي يونس محمد الشماع علق على جرائم ما يسمى بإقامة الحدود قائلا: ان هذه العروض العلنية يراد من ورائها إرهاب الناس وإرغامهم على الانصياع لأوامر التنظيم واستعراض القوة بين الحين والحين، كما أنها تأتي ضمن مسلسل مغازلة المتطرفين ممن تعاطفوا او أيدوا مشروع "الدولة الاسلامية" المزعومة في المدينة وخارجها.
وتابع الشماع الذي يقيم الآن في دهوك منذ تفجير جامع النبي يونس الشهير، "اننا نعيش في عصر الجاهلية لكن أدوات القتل صارت أشد فتكا"، ويتساءل محتجا: أهؤلاء من يقيمون حدود الله ؟!
بالعودة الى العرض كما يرويه الشاهد سالم حبيب، "جيء بالأشخاص المحكوم عليهم مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، تقدم احد عناصر الشرطة الاسلامية وقرأ قرار القاضي الشرعي، بعد قليل تقدم مسلحان يجران شابا يحاول التملص منهما دون جدوى، ثم أجلساه على كرسي في مكان مرتفع لكي يراه اكبر عدد من الحاضرين".
اخذ حبيب نفسا عميقا وأكمل: تم تثبيت جسم الشاب من قبل ثلاثة مسلحين أشداء، فيما أمسك رابع بحبل قطني غليظ ربط بيد الشاب اليمنى وشده بقوة فامتدت الذراع على منضدة خشبية، تقدم الجلاد الملثم يحمل ساطورا، صاح الله واكبر ثم رفع الساطور عاليا وهوى به بقوة على الكف ففصلها عن الذراع بضربة واحدة".
والشاب ما حل به وكيف تلقى ضربة الساطور؟ سأل احد الأصدقاء. أجاب حبيب: "المسكين صرخ بقوة حتى أغمي عليه والدماء تنزف منه بقوة، ونقل بسيارة للشرطة الإسلامية الى المشفى لتضميد جرحه، لقد رأيت مشهدا لا يمكن ان يعرض إلا في أفلام الرعب".
يبدو ان بعض الأماكن في مركز مدينة الموصل سترتبط بجرائم بشعة لن ينساها الموصليون لأجيال طويلة، غير بعيد عن مكان تنفيذ "حد البتر" توجد بناية عالية تعرف بعمارة التأمين، شهدت قبل أسابيع اول جريمة من نوعها ارتكبها داعش ضد شابين، عندما ألقيا من على الطابق الـ12 وهما مكتوفي الأيدي أمام جمهرة من الناس بتهمة اللواط.
في مثل هذه المناسبات يحرص تنظيم "داعش" على توثيق أفعاله، اذ يجلب مصورين يوظفهم في مجال الدعاية والترويج الإعلامي، فلا يمضي وقت طويل حتى ينتشر فيلم او صور فوتوغرافية على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تويتر وهذا ما حدث فعلا في جريمة عمارة التأمين والإعدامات الجماعية التي ارتكبت ضد عناصر أمن عراقيين وغيرها.
الملفت للنظر ان ما ينشر من صور لا يمثل سوى نسبة ضئيلة جدا فقط من مجموع جرائم "داعش" التي ترتكب ضد أبناء المدينة ، فالملاحظ ان قرار بتر اليد الذي صدر عن ما يسمى بديوان المظالم والقضاء، كان يحمل التسلسل 463.
بعض الكنائس والمنازل التي صارت سجونا، تضم الكثير من الأشخاص الذين ينتظرهم وعوائلهم مستقبل غير سعيد، فمن السهولة بمكان تنفيذ حكم بالقتل او بتر اليد او الرجم ضد رجل او امرأة، استنادا على شهادة شخصين او أكثر، أما اذا انزل العقاب بشخص بريء فان الشهود سوف يتحملون ذنبه ويلقون حسابهم على ذلك يوم القيامة ! هذا ما يقوله قضاة "داعش".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

باحث اجتماعي يدعو الأهالي لعدم تهويل امتحان (البكالوريا): لا تضغطوا على انباءكم
محليات

باحث اجتماعي يدعو الأهالي لعدم تهويل امتحان (البكالوريا): لا تضغطوا على انباءكم

خاص/ المدىدعا الباحث بالشأن الاجتماعي سعدون طاهر، الاهالي الى عدم تهويل الامتحانات الوزارية (البكالوريا) التي يخوضها ابناؤهم. وقال طاهر، إن "التهويل المصاحب لامتحان (البكالوريا) كان اول الاسباب لمعاناة الطلبة في العراق". منوها على، ان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram