اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ولماذا يعتذر الفياض!!

ولماذا يعتذر الفياض!!

نشر في: 18 فبراير, 2015: 03:17 ص

أدعوك عزيزي القارئ اليوم لقراءة هذا الخبر "الطريف والحزين" في آن واحد عن واقعة الاعتداء التي تعرض لها عدد من الصحفيين على يد حماية مستشار الامن الوطني فالح الفياض، أستأذنكم في الحديث عنها لأنني وجدت فيها تلخيصاً لمأساتنا اليومية بما ترويه من واقعة حقيقية يتعرض لها كثير من المواطنين، لكنهم للاسف لا يملكون وسائل اعلام تدافع عنهم ، ولاصفحات فيسبوك تسرد لنا تفاصيل ما يتعرضون له..
يقول الخبر: دانت وزارة الداخلية، التصرفات "غير المسؤولة" لعناصر أفراد حماية السيد مستشار الامن الوطني واعتداءهم على عدد من الصحافيين والإعلاميين، وتعهدت بالتعامل "بحزم" مع المخالفين.
وتحت تأثير الفضول الصحفي الذي يرفض أن يفارقني، تابعت تعليقات كثيرة على هذا الحادث، وقرأت تنديدات حكومية ونيابية، بالمقابل وجدت صمتا من قبل السيد مستشار الامن الوطني على هذا الانتهاك اللاانساني جعلني أتساءل: ما الذي يمنع السيد الفياض من أن يخرج إلى الاعلام ويعتذر، والاهم لماذا لايخرج وزير الداخلية الى شوارع العاصمة ليرى كيف تحولت بغداد إلى غابة من السيطرات التي لا همّ للعديد من افرادها سوى مضايقة الناس وفرض لغة التهديد والوعيد على كل من يعترض؟
والسؤال الأهم هل هناك من يحاسب حمايات السادة المسؤولين ؟ أم أنهم دوليلات مستقلة؟ أسأل في إطار محاولة النظر في طريقة اهانة وضرب زملاء اعلاميين، فما بالك بمواطن بسيط لا يعمل في الإعلام، ماذا سيفعل حين يجد امامه اشاوس بعض الحمايات وهم يهددونه بالاعتقال تحت بند المادة 4 إرهاب؟
كل يوم ارى الناس وهي تنحشر في السيارات والكيات وعلى وجوهم امارات اليأس والإحباط، لا يملكون سوى الدعاء على من اقترح الخطط الأمنية، رافعين أيديهم الى السماء طالبين من الله أن يكشف عنهم هذه الغمة التي أطلق عليها سهوا اسم "سيطرات ".
طبعا سأكون ساذجاً لو إني سألت عن الأموال التي أهدرت على الاجهزة الامنية، فالأرقام أكثر من قدرتي على الحساب، تضاف إليها السيارات المصفحة والحمايات ومخصصات سكن وخطورة وما بينهما من الأموال التي تصرف بدون وجه حق..
كبار القادة الامنيون لم نر لهم سجلا حافلا في الملف الأمني، بل إن العديد منهم كانوا جزءا من منظومة أطلق عليها "جماعة كل شيء تحت السيطرة" فيما العبوات الناسفة وكواتم الصوت والمفخخات تطارد العراقيين في المدن والقرى والأقضية، البعض من هؤلاء جزء من ماكنة إعلامية دائما ما تفاجئ الناس بسيل من التصريحات والبيانات المتناقضة.
مشهد اهانة المواطن من قبل افراد السيطرات أصبح عاديا، اشاهده كل يوم وأنا أفكّر في تاريخ طويل من القهر والإذلال والمحسوبية وشراء الذمم، تصورنا أنها امور غادرتنا إلى الأبد.. فوجدنا انفسنا امام قوات امنية تعلن قوتها ووجودها بمثل هذه الألاعيب التي لا تعبر عن كفاءة في تحقيق الأمن، بقدر ما هي اساليب متهالكة.. مهينة ومحبطة للمواطن..
اتذكر انني كتبت قبل عام عن الوزير الكوري الجنوبي الذي قدم استقالته واعتذاره للشعب، لان موظفا في مكتبه تجاوز على سيدة، الوزير الذي كان يحظى بشعبية كبيرة بين أوساط الناس، تصدر خبره كبرى الصحف وأصبح مادة دسمة للفضائيات جعله منبوذا عند الجميع.
لو سألت أي مواطن عراقي عن موقف الوزير الكوري، فقد يموت قهرا أو ضحكا، أما لو سألت أي مسؤول عراقي عن رأيه لسارع على الفور باتهام الوزير بأنه إما ساذج أو مجنون!.
هل هناك مسؤول يشعر بالحرج، وإذا شعر هل يفكر في الاستقالة، هذا في عرفنا أقصى حالات التطرف، فالعاقل من يمسك بالمنصب بيديه وقدميه وأسنانه يعاونه طبعا شلة من المنتفعين من ابناء عمومته وعشيرته الذين هم افراد حمايته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 8

  1. عراقي

    الاخ علي حسين المحترم تحية واحترام المؤسف أن من يحمي الأمن الوطني ،تتصرف حمايته بهذا الأسلوب ،وهذا ماشدني للتعليق على المقال ،فالعنوان الوظيفي لصاحبه يتطلب أن تكون حمايته السباقه في حماية الوطن والمواطن ،واعتقد ان الاستاذ فالح الفياض ،قطعا لايقبل هك

  2. رمزي الحيدر

    هل رأيت في أفلام المافيا أو سمعت عن واحد من رؤساء المافيا قدم إعتذاره أو قدم إستقالته ؟؟!.

  3. ام رشا

    الحكومة الحالية تختلف قليلا عن الحكومات السابقة بانها تتفاعل بسرعة مع الأحداث فتراها تشجب وتتوعد وتسارع بتأليف لجنة تحقيقية للوقوف على الحقائق والمجنى عليهم ما مستعجلين وانا ارى انهم يجب ان يحمدوا الله بانهم تعرضوا للضرب في زمن هذه الحكومه وليس التي قبلها

  4. ابو اثير

    هذا هو حالنا الطبيعي جدا عندما يتصدر المسؤولية سياسيين ومسؤلين من هذه النخبة الطارئة في غفلة الزمن السخيف ... فكيف تتوقع تصرفات حماياتهم ومريديهم ألآخرين وعلى كولة المثل العراقي شاف ما شاف شاف ؟؟؟ أمة وأخترع .

  5. عراقي

    الاخ علي حسين المحترم تحية واحترام المؤسف أن من يحمي الأمن الوطني ،تتصرف حمايته بهذا الأسلوب ،وهذا ماشدني للتعليق على المقال ،فالعنوان الوظيفي لصاحبه يتطلب أن تكون حمايته السباقه في حماية الوطن والمواطن ،واعتقد ان الاستاذ فالح الفياض ،قطعا لايقبل هك

  6. رمزي الحيدر

    هل رأيت في أفلام المافيا أو سمعت عن واحد من رؤساء المافيا قدم إعتذاره أو قدم إستقالته ؟؟!.

  7. ام رشا

    الحكومة الحالية تختلف قليلا عن الحكومات السابقة بانها تتفاعل بسرعة مع الأحداث فتراها تشجب وتتوعد وتسارع بتأليف لجنة تحقيقية للوقوف على الحقائق والمجنى عليهم ما مستعجلين وانا ارى انهم يجب ان يحمدوا الله بانهم تعرضوا للضرب في زمن هذه الحكومه وليس التي قبلها

  8. ابو اثير

    هذا هو حالنا الطبيعي جدا عندما يتصدر المسؤولية سياسيين ومسؤلين من هذه النخبة الطارئة في غفلة الزمن السخيف ... فكيف تتوقع تصرفات حماياتهم ومريديهم ألآخرين وعلى كولة المثل العراقي شاف ما شاف شاف ؟؟؟ أمة وأخترع .

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram