محمد سعيد الصكارما كان على قامة سامي عبد الحميد الشامخة أن تنحني أمام تلك الملابسات التي حوّلته من علم من أعلامنا الثقافية العراقية على مدى أكثر من خمسين عاماً، إلى كاتب حسابات يحصي أيام خدمته لهذا الوطن العجيب، ويصرف أيامه في مراجعة المواد القانونية التي تكفل له حقوقه المشروعة الضائعة،
ونحن أحوج ما نكون إلى استثمار تجربته الإبداعية وخبرته العملية والأكاديمية في مرفق ثقافي وفني رافقناه فيه طيلة خمسين عاماً أغنى بها تاريخنا المسرحي، وربّى لنا فيها أربعة أجيال تتواصل بها مواهبها، وستبقى تتذكر له أبوّته ورعايته وتطلعاته إلى مسرح ذي قيم رفيعة، أنفق فيها هذا المبدع الكبير كل ما حصل عليه من جهد علمي وفني، وارتضى في أواخر أيامه أن يوجه مثل هذه الرسالة المحرجة (جريدة المدى) 13/12إلى موظفين في مستوى المسؤولية لكي يعيدوا حقوقه القانونية إليه. ألم يكن من دوافع الاعتراف بقيمة ما أنتج هذا الرجل، أن يسهّلوا له سبل المكانة الكريمة دون فضل من أحد، مهما جلّ مقامه، فهي حق لا ينفع معه تكريم متأخر، وهو أهل له. فأن يصرف هذا المبدع وقته، ونحن بحاجة إليه، في مراجعة المواد القانونية، ويأتينا بأرقام وإحالات إجرائية، لا تليق بمقامه وبحالته الصحية، أمر لا يبعث على الرضا، وعلى المؤسسات الثقافية أن تأخذ مداها في احترام هذه النماذج الثقافية التي أسست لواقعنا الثقافي المعاصر. تحية لبطل (أغنية التُم)، ولإنجازاته البارعة. mohammed_saggar@yahoo.fr
سامي عبد الحميد لا يستحق هذه الضراعة!
نشر في: 18 ديسمبر, 2009: 06:04 م