الجيولوجيون يعرفون النفط الصخري بانه عبارة عن صخور رسوبية تتكون اساسا من المواد العضوية للحيوانات والاحياء البحرية والنهرية التي تجعلها مماثلة للنفط وطبقا للخبراء تبلغ احتياطيات هذا النوع من النفط نحو 650 تريليون طن ، تكفي لفترة زمنية اكثر 300 سنة وبحساب الاقتصاديين ، فان كلفة استثماره غير مجدية لاسباب مادية ذات علاقة بالنفقات العالية مقارنة بالمردود المادي ، وفي ضوء ذلك يبقى نفط العراق ودول المنطقة يتصدر الاسواق العالمية تاركا وراءه نظيره الصخري مثل اية سلعة بائرة لا يقترب منها المستهلكون ، وربما في السنوات المقبلة ومع حدوث تطورات تكنولوجية كبيرة ، قد يحتل الصخري الواجهة فيجعل الدول النفطية تصيح وتستريح وتبدي اسفها لفشلها في استثمار الموراد النفطية في تحقيق التنمية الاقتصادية وايجاد بدائل اخرى لمواردها المالية .
في زمن الاحتلال العثماني للعراق ، شاهد اتباع الوالي النار الازلية في كركوك ، ولم يخطر في بالهم بان الارض غنية بالنفط ، ولإعجابهم بالمشهد دعوا الدروايش لاقامة حلقات الذكر في المنطقة ، وعلى ايقاع الدفوف عبروا عن اعجابهم بالمعجزة ، ونقلوها الى الوالي وبدوره الى السلطان فاصدر فرمانات بالتعامل مع النار الازلية بوصفها واحدة من المظاهر المقدسة ، وعلى مقربة من النار الازلية يقع حقل كبير بابا كركر يستخرج منه النفط بطرق بدائية اثناء عهد العثمانيين ، وفي زمن الاحتلال البريطاني عرف المحتلون قيمة النار الازلية وبئر بابا كركر وقاموا بانشاء البنى التحتية للحقل وبدأ الاستخراج المنظم اواسط ثلاثينات القرن الماضي ، وكانت الحصة الاكبر منه تذهب الى الشركة البريطانية حتى تأميمها في العام 1972 فاستبشر العراقيون خيرا بالقرار لاعتقادهم بانه سيقضي على الفقر، ويسهم في تحسين المستوى المعيشي ، ولاسيما ان البلاد في ذلك الوقت شهدت استقرارا سياسيا نسبيا ، ولكن تبين في ما بعد بان الوعود عبارة عن كلام جرائد وبالدخول الى فصل جديد من الاضطراب السياسي وتكريس هيمنة الحزب الحاكم على السلطة ثم اندلاع الحروب، تبددت الاموال على شراء الاسلحة والمعدات العسكرية والطائرات الحربية ، وضاعت فلوس بابا كركر وبقية الحقول النفطية الاخرى، فتراكمت ديون بلد البترول ، وفرض عليه مجلس الامن عقوبات اقتصادية وحصارا استمر سنوات بعد غزو الكويت ، جعل العراقيين يعيشون تحت خط الفقر ، يعتمدون على مفردات البطاقة التموينية ملتزمين بوصايا القيادة الحكيمة لمواجهة العقوبات الدولية بالصبر والمصابرة كسرا للحصار الجائر ، وفي المرحلة الحالية ونتيجة انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية دخل العراقيون في مواجهة جديدة تتطلب منهم تنفيذ اجراءات التقشف ، وتحمل نتائج سياسية مالية سيئة على مدى السنوات الماضية ، ولا احد يعرف مصير مليارات الدولارات كانت كافية لرفع دخل الفرد العراقي وتجعله يؤمن بأن ثرورات بلده ستضمن مستقبلا افضل لابنائه والاجيال المقبلة ، واقع الحال يشير الى ان مواجهة العجز المالي تتطلب الاستجابة الشعبية الواسعة لاجراءات التقشف وتريد اغنية نفطك صخر جلمود وضاعت فلوسك يابابا كركر .
نفطك صخر جلمود
[post-views]
نشر في: 20 فبراير, 2015: 04:02 ص
جميع التعليقات 2
ابو اثير
علتنا نحن العراقيين تكمن فينا فنحن شعب دائما ما ينسى التأريخ ... والتأريخ كما يقول الحكماء يعيد نفسه دائما ولو رجعنا الى آخر خمس قرون فسنجد أن العراق والعراقيون مروا في نفس الظروف التي نعيشها ألآن ... فأما أحتلال فارسي أو عثماني أو والي دكتاتوري ظالم مستب
ابو اثير
علتنا نحن العراقيين تكمن فينا فنحن شعب دائما ما ينسى التأريخ ... والتأريخ كما يقول الحكماء يعيد نفسه دائما ولو رجعنا الى آخر خمس قرون فسنجد أن العراق والعراقيون مروا في نفس الظروف التي نعيشها ألآن ... فأما أحتلال فارسي أو عثماني أو والي دكتاتوري ظالم مستب