لو كان بإمكان المواطنين الذين تحولوا الى (مشايه) رغماً عنهم ودون أجر او ثواب طوال ثلاثة ايام متتالية هي الفترة التي استغرقها افتتاح المعرض الايراني في معرض بغداد الدولي أن يحملوا لافتات تحمل كلمة (ارحل) لحملوها لكنهم تعبوا من ممارسة حرية التظاهر السلمي التي يكفلها الدستور العراقي الجديد دون فائدة تذكر..كما ان كلمة (ارحل) ليست موجهة الى شخصية سياسية او مسؤول حكومي – حاشا لله – لأننا ومهما حملناها في لافتات لاتجدي نفعا في بلدنا الذي يلتصق فيه الحكام بمقاعدهم حتى يزيحهم منها أمر اكبر من تصور اتهم...كلمة (ارحل) موجهة لمؤسسة تمثل واجهة حضارية وتجارية هامة في العراق هي معرض بغداد الدولي الذي كان افتتاحه في السابق يتحول الى احتفالية جميلة تنتظرها العائلة العراقية للحصول على الترفيه والفائدة أما اليوم فقد صار نقمة على المواطن العراقي اذ ينبغي عليه ان ينسى آلام المفاصل والفقرات الشائعة وان ينتعل حذاءا طبيا ويستعد للمشاركة في ماراثون عراقي لرياضة المشي للوصول الى دائرته او عيادة طبيب او الى (كراج العلاوي) ذلك ان المعرض يشغل موقعا في قلب العاصمة مابين عدة شوارع واحياء بالغة الاهمية في احتوائها على دوائر رسمية عديدة وعشرات العيادات والمختبرات الطبية والمستشفيات الخاصة في منطقة الحارثية وشارع الكندي فضلا عن كراج العلاوي الذي يستقبل ويودع يوميا آلاف المواطنين الداخلين الى بغداد والخارجين منها والمتنقلين في احيائها....كل هذه المفاصل الحيوية وغيرها كثير يعطلها ويشل حركتها تماما افتتاح معرض لابد ان يستمتع به الزائرون وتستفاد منه الشركات المحلية والعربية والاجنبية لكن المواطن العادي يظل بعيدا عن هذه الفائدة وهو يحاول العثور على طريق مختصر يجنبه السير على قدميه لمسافات طويلة بسبب اغلاق جميع الطرق المؤدية الى المعرض والسماح فقط للسيارات الخاصة بالوفود المشاركة والمسؤولين بالمرور بينما يواصل المواطن رحلته اليومية معاندا المرض والتعب وربما ميزانية انفاق الاسرة لغرض استئجار سيارة اجرة يوميا في ذهابه وإيابه...
طوال افتتاح المعرض تداول الكثير من الموظفين والطلبة وسكان المناطق المحيطة بالمعرض المتضررين من اغلاق الطرق أمرمطالبة المسؤولين بنقل مقر المعرض الى مكان اقل تأثيرا من مقره الحالي فهناك فضاءات عديدة في احياء بغداد الكبيرة لم يجر استغلالها لبناء مجمعات سكنية تعالج الكثافة السكانية ومعامل او مصانع تختزل البطالة او أي مشروع آخر يفيد المواطن واذن فما الضير من استغلالها لبناء معرض جديد يستقبل ويودع وفوده متى يشاء ودون ان يرهق المواطن ويقطع رزق اصحاب مهن عديدة ويؤثر على ميزانية انفاق الموظف والطالب المخصصة للمواصلات..
يقول مثل ألماني (انتظر...هي أصعب كلمة تقال لجائع) والعراقي سيعيش طويلا وهو ينتظر انفراج ازماته المختلفة السياسية منها والاقتصادية، واغلاق الطرق المتواصل لافتتاح مؤتمر او مهرجان او معرض تجاري فضلا عن الازدحامات الناتجة عنها وعن مرورمواكب المسؤولين سيؤدي بالتالي الى اصابة جميع العراقيين بأزمات نفسية ولن تكفي التظاهرات او كلمة (ارحل) وقتها لانقاذهم منها..والمصيبة انهم سيواصلون السير...ورغما عنهم...
إرحل...........
[post-views]
نشر في: 20 فبراير, 2015: 04:39 ص