اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ياســـلام " ياســـت "

ياســـلام " ياســـت "

نشر في: 20 فبراير, 2015: 06:03 ص

من جديد أرى نفسي مضطرّاً للاعتذار عن جهلي في شؤون السياسة العراقية، ودهاليز حكمائها، إليكم المشكلة التي أعانيها: السيدة عالية نصيف التي تنقلت "بخفّة ورشاقة"من قائمة الوفاق إلى العراقية البيضاء ثم العراقية الحرة،وأخيراً حطّت رحالها مع دولة القانون، تقول: "أن الأمم المتحدة تعمل بشكل مباشر لإعادة النظام البعثي"
ولهذا يتخيل القارئ مثلما تخيلت أنا أن السيدة النائبة تعتقد أنّ بان كي مون عضو في القيادة القومية لحزب البعث، وأن ممثله في العراق البلغاري نيكولاي ملادينوف كان عضو فرقة في حزب البعث أيام ماكانت السيدة نصيف "تناضل"ضدّ هذا الحزب.
هكذا إذن بهذه الكوميديا الساخرة حوّلت نصيف الأزمة السياسية في العراق إلى سيرك فكاهي، الغلبة فيه للذي يستطيع أن يلقي أكثر عدداً ممكناً من النكات، طبعاً مع الاحتفاظ بالسرّ المدهش الذي كشفته النائبة نصيف،الذي يقول إن أمريكا تزود"داعش"بالأسلحة بصورة غير مباشرة".. كيف ياسيدتي؟ تزيح السيدة النائبة النقاب عن السر الخطير الذي يتلخّص حسب قولها بأن العشائر التي ستتسلح لمحاربة داعش ستعطي هذا السلاح إلى داعش نفسها، وانا بالتاكيد اطلب العذر للسيدة النائبة لانها تنسى كثيرا هذه الايام ومن جملة ما ضاع في الذاكرة انها قالت ذات يوم عندما كانت في القائمة العراقية:" إن تسليح العشائر هو الطريق لإعادة الأمن للمناطق المضطربة"
لم تكن السياسة في حالة انعدام وزن، كما هي في العراق. ولم يكن المواطن مسحوقاً بين تصريحات عالية نصيف ونظريات صالح المطلك كما هو الآن.
كنت أتمنى لو أن السيد نصيف بدلاً من أن تتّهم الأمم المتحدة وتخوّن العشائر، أن تعترف بجرأة بالأخطاء التي رافقت حكومة السيد نوري المالكي وبالأداء الكاريكاتيري لمجلس النواب الذي يدفع ثمنه الناس صباح كل يوم.
للأسف أنّ الآفة التي أصيب بها التغيير في العراق هي الأدعياء، والقافزون فوق سطح التغيير بمنتهى الخفّة، ومشكلة هؤلاء أنهم يعتقدون أن الناس فقدت ذاكرتها ونسيت ماذا كان يعمل"هؤلاء"في حقبة أم المعارك.
إنّ رحلة سريعة على متن"غوغل"أو الـ"ياهو"، من شأنها أن تأتي بالحقائق عارية مهما حاول البعض تغطيتها بتلال من المساحيق والحركات البهلوانية، وأظن أننا بحاجة ماسّة للنبش في تاريخ هؤلاء الملائكة قبل أن نصحو يوماً لنجد الذين كانوا يمضون لياليهم وأيامهم في الهتاف"لبطل النصر والسلام"، يريدون بلا خجل أن يوهمونا بأنهم قادوا التغيير بعد عام2003.
قبل يومين وقف "البعثي" نيكولاي ملادينوف في قاعة الأمم المتحدة ليلقي هذه الكلمات المؤثرة عن العراق: أُعرب عن شديد تواضعي أمام شعب العراق، فلقد عاش هذا الشعب لعقود تحت نير الدكتاتورية والصراع تحت تهديد الإرهاب وعلى الرغم من ذلك فهو يواصل تصميمه على بناء دولة ديمقراطية"وأضاف:"إن تفاؤلي الذي لا يتزعزع تجاه هذا البلد ينبع من الروح التي يتمتع بها العراقيون العاديون ، أولئك الذين هبّوا للدفاع عن بلدهم في صيف العام الماضي، أولئك الذين لا يهمّهم كون أحدهم شيعياً أو سنياً أو مسيحياً أو إيزيدياً أو كردياً أو عربياً أو ينتمي إلى أي مكوّن آخر...إنهم الغالبية الساحقة من العراقيين العاديين الذين ليس لديهم بلد أجنبي يفرّون إليه أو جواز سفر دولة أخرى يركنون إليه. هؤلاء هم النساء والرجال الذين سيبنون العراق ويتوجّب علينا كمجتمع دولي مساعدتهم على النجاح".
بعض تصريحات نوابنا الاعزاء تجعلنا نعيد الى الذاكرة كتاب المفكر الراحل عبد الله القصيمي"العرب ظاهرة صوتية"، فما نسمعه كل يوم من اصوات صاخبة وضاجة يدعونا الى ان نشعر بالامتنان"للكافرة"انجيلا جولي وهي تواسي الامهات النائمات في الخيام بصمت ودموع حزينة، فـيما "النائبة الصوتية"تنتظر من الشعب ان يصفق لها ويهتف بصوت عال:"ياسلام ياست" .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. طارق الجبوري

    اخي الاستاذ علي المحترم لاندري الى من نوجه اللوم او العتب الشديد الى اميركا التي زرعت بذرة المحاصصة من خلال مجلس الحكم ام الى انفسنا كوننارضينابسياسيين من امثال عالية نصيف ان تدعي تمثيلنا وهي وامثالها لايفقهون شيئاً من ابجديات السياسة فركبوا موجتها بصدفة

  2. ابو اثير

    كان بألأحرى بالسيدة القافزة على الكتل السياسية أن تقوم بزيارة الى مناطق النازحين المنتشرة في العراق لتواسي النازحين بمشاكلهم اليومية في هذه الموجة من البرد والأمطار والسيول وتساقط الثلوج ... ولا تنسى أن تأخذ معها النائب السيدة الفتلاوي للقيام بهذه المهمة

  3. طارق الجبوري

    اخي الاستاذ علي المحترم لاندري الى من نوجه اللوم او العتب الشديد الى اميركا التي زرعت بذرة المحاصصة من خلال مجلس الحكم ام الى انفسنا كوننارضينابسياسيين من امثال عالية نصيف ان تدعي تمثيلنا وهي وامثالها لايفقهون شيئاً من ابجديات السياسة فركبوا موجتها بصدفة

  4. ابو اثير

    كان بألأحرى بالسيدة القافزة على الكتل السياسية أن تقوم بزيارة الى مناطق النازحين المنتشرة في العراق لتواسي النازحين بمشاكلهم اليومية في هذه الموجة من البرد والأمطار والسيول وتساقط الثلوج ... ولا تنسى أن تأخذ معها النائب السيدة الفتلاوي للقيام بهذه المهمة

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram