عباس الغالبييشارف العام الحالي على الانتهاء من دون ان تعلن نسب الانجاز للموازنة الاستثمارية للعام الحالي 2009 من قبل وزارة التخطيط تجسيدا لمبدأ الافصاح والشفافية وتدفق المعلومات . ومن خلال متابعتنا درجت الكثير من دول العالم والمنطقة على الكشف عن طبيعة الموازنات السنوية والخطط والمشاريع التي تتضمنها هذه الموازنات
 فضلا عن نسب الانجاز قبيل انتهاء العام المالي اومطلع العام المقبل وتجعل المعلومات متاحة امام وسائل الاعلام وامام مراكز البحث والاستقصاء والدراسات والاستطلاع ، ألا أن الاسوار التي تحيطها وزارة التخطيط بهذه المعلومات التي تتعلق بنسب الانجاز تكاد تكون حالة متفردة من دون ان توضح او تعلل اسباب ذلك ، حيث واجهنا من خلال عملنا الصحفي اليومي اعتذار دائرة الاستثمار الحكومي وعدم تفاعل المكتب الاعلامي في وزارة التخطيط معنا سعينا الدؤوب والمتواصل للوصول الى المعلومة التخصصية التي تتعلق بالسياسة المالية وحركة الموازنة ومديات تنفيذها ، وأذ نستغرب من هذا التوجه وتسوير المعلومة بأسوار مقفلة فاننا ندعو وزارة التخطيط والجهات ذات العلاقة للتعامل مع تدفق المعلومات بشكل ايجابي وهي فرصة لاطلاع الرأي العام ومعه الرأي النخبوي على حركية الموازنة والسياسة المالية ومديات النجاح والاخفاق ، فضلا عن تعزيز مبدأ الثقة بين المتلقي والجهات التنفيذية القائمة على تنفيذ السياسات والبرامج الاقتصادية المعلنة سلفا . وعلى الرغم من عجزنا عن الحصول على المعلومات التي تخص نسب الانجاز كاملة ومن الجهة المتخصصة بهذا الشأن ألا أننا حاولنا الحصول على بعض النسب للوزارات والمحافظات عن طريق حواراتنا التي أجريناها مع المسؤولين الحكوميين كوزراء أو رؤساء مجالس محافظات أو محافظين ، حيث تباينت هذه النسب من وزارة او محافظة لاخرى الا الملمح الابرز الذي يمكن لنا ان نؤشره ان الغالب الاعم من هذه الجهات انجز موازنته الاستثمارية بنسب جاوزت ال 90% على الرغم من تراجع الخدمات وبقاء الحاجة الى مشاريع اخرى في مختلف القطاعات الاقتصادية ، حيث سنحاول تنظيم طاولة اقتصادية مستديرة خلال شهر كانون الثاني المقبل مطلع عام 2010 لمناقشة هذه النسب المتحققة مقارنة مع طبيعة التخصيصات والمشاريع المقترحة ضمن الموازنة الاستثمارية للعام المقبل بغية اطلاع الرأي العام واصحاب القرار السياسي والاقتصادي على مديات النجاح والاخفاق خلال مسيرة تنفيذ الموازنة السنوية .