أضرب المئات من معلمي ومدرسي مدينة السليمانية، امس السبت، عن الدوام احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم منذ نهاية العام الماضي 2014، وطالبوا بصرفها بأسرع وقت، وفيما قطعوا طريقاً رئيساً أمام مديرية التربية، وسط المدينة، قلل بعضهم من استرداد حقوقهم عبر التظاه
أضرب المئات من معلمي ومدرسي مدينة السليمانية، امس السبت، عن الدوام احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم منذ نهاية العام الماضي 2014، وطالبوا بصرفها بأسرع وقت، وفيما قطعوا طريقاً رئيساً أمام مديرية التربية، وسط المدينة، قلل بعضهم من استرداد حقوقهم عبر التظاهرات. وقال أحد المتظاهرين المدرس سامان أدريس في حديث إلى (المدى برس)، إن "نحو ألف معلم ومدرس نظموا، صباح امس ، إضراباً عن الدوام وتجمعوا أمام مديرية تربية السليمانية في شارع سالم، وسط المدينة، احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم منذ شهر كانون الأول 2014"، مبيناً أن "المعلمين والمدرسين قطعوا الطريق الرئيسة أمام مبنى المديرية ومنعوا مرور السيارات".
وأضاف أدريس أن "المحتجين طالبوا بصرف رواتبهم بأسرع وقت ممكن"، مشيراً إلى أن "الحكومة كانت قبل ابلغتنا سابقاً بعدم وجود الرواتب في الوقت الحالي وحتى بعد عشرة أيام".
وتابع أدريس أن "مديريات التربية تجري حالياً اتصالات بالمدرسين والمعلمين المضربين عن الدوام لإعادتهم إلى العمل وقطع الإضراب"، لافتاً إلى "أننا متمسكون بقرار عدم الدوام لحين صرف مستحقاتنا".
من جانبه قال المدرس أحمد حسن في حديث إلى (المدى برس)، انه "لم يخرج للاحتجاج أو التظاهر واستمر بالدوام كون التظاهرات لا تجدي نفعاً"، مؤكداً "تظاهرنا سابقاً لكننا لم نحصل على أي رد من الحكومة".
ولفت حسن الى أن "حق الطلاب في الدراسة أهم من الإضراب والخروج في التظاهرات".
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني كشف في، الـ16 من شباط 2015، عن قيام بغداد بدفع رواتب موظفيها كل 40 يوماً، وأكد أن الحكومة المركزية "مفلسة" وتمر بأزمة مالية، وذكر أن من حق الإقليم قطع صادرات النفط في حال عدم تسلمه المخصصات المتفق عليها، فيما أشار إلى أن الاتفاق ينص على إرسال أكثر من ترليون دينار من بغداد الى أربيل.
وأكد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، في (28 كانون الثاني 2015)، أن هناك سوء تفاهم مع الحكومة المركزية بشأن تصدير النفط، وأشار إلى أن الإقليم لن يصدر أكثر من الكميات المتفق عليها، وفيما أشار إلى أن كردستان يواجه أكبر مشكلة مالية، شدد أن الحكومة مجبرة على اتخاذ إجراءات خاصة لمواجهتها.
وكانت وزارة التربية في حكومة إقليم كردستان أعلنت، في الـ19 من شباط 2015، عن افتتاح معهد التدريب والتطوير التربوي، في أربيل،(360 كم شمال بغداد)، وانتقدت تظاهرات أعضاء الأسرة التعليمية احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم، عادة أنها "لا تنسجم والأوضاع الصعبة التي يشهدها الإقليم".
وأشار إلى أن مدناً عدة في إقليم كردستان، لاسيما السليمانية، وأربيل، تشهد منذ ايام، تظاهرات للملاكات التعليمية احتجاجاً على تأخر صرف الرواتب، ثلاثة أشهر.
وكان مجلس وزراء إقليم كردستان، قد ناقش في جلسته يوم الأربعاء،( 18 شباط 2015)، من بين أمور أخرى، الأزمة المالية والاقتصادية الحادة التي يعانيها الإقليم، نتيجة عدم حصوله على مستحقاته المالية من الحكومة الاتحادية، وأكد على أهمية وحدة الصف والمواقف الداخلية لاسيما أنه يتصدى لـ"الإرهاب وفي حالة حرب"، فضلاً عن احتضانه أكثر من مليون وخمسمئة ألف نازح ولاجئ، مع انخفاض سعر النفط العالمي إلى حد كبير. ما أثقل كاهل حكومته.
ودعا نائب رئيس الوزارة، قباد الطالباني، خلال الاجتماع، إلى أهمية "تفهم جميع المؤسسات الحكومية والوزارات صعوبة الوضع وعمق الأزمة المالية، والتعامل معها على هذا الأساس"، عاداً أن على الوزارات وفرق العمل والمؤسسات الأدنى أن "تعرف وتطلع على حقيقة وحساسية الوضع الاقتصادي والمالي للإقليم".
يذكر أن رئيس الحكومة الاتحادية السابق، نوري المالكي، قطع موازنة الإقليم، ورواتب موظفيه، منذ شباط 2014 المنصرم، بسبب الخلافات بين الطرفين على الملف النفطي.