اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > مكالمة الموبايل ... كشفت القاتل

مكالمة الموبايل ... كشفت القاتل

نشر في: 22 فبراير, 2015: 07:06 ص

بغداد / المدى
في مديرية شرطة البياع .. حركة معتادة من الضباط ومراتب الشرطة في كل الاتجاهات . ويختلط بهم المواطنون اصحاب الشكاوى والحاضرون كشهود والذين انقسموا مابين شاكين ومشتكى عليهم  في حقهم ... 
 
ومن بين الازدحام الشديد والكتل ا

بغداد / المدى

في مديرية شرطة البياع .. حركة معتادة من الضباط ومراتب الشرطة في كل الاتجاهات . ويختلط بهم المواطنون اصحاب الشكاوى والحاضرون كشهود والذين انقسموا مابين شاكين ومشتكى عليهم  في حقهم ... 

 

ومن بين الازدحام الشديد والكتل البشرية المتحركة هنا وهناك كان هناك شخص يتجه مباشرة الى مدير المركز ويطلب من المراسل مقابلته بالحاح ... بعد دقائق معدودة كان يجلس امام العقيد مدير المركز والتوتر والارتباط يقفزان من ملامح وجهة وتعلن عنهما يداه المرتعشتان ... وفي محاولة للتخفيف من توتر الرجل طلب مدير المركز من المراسل احضار قدح شاي ليساعده على تمالك اعصابه التي بدا واضحا أنها وصلت الى درجة الغليان .. واخيرا بدأ الرجل ،بعد ان شرب الشاي ودخن سيجارة ، يتمالك نفسه وهو يقول : اسمي (ح) واعمل كهربائيا . فوجئت بانقطاع اخبار شقيقتي (ن) عن زيارتنا او الاتصال بنا على عكس عادتها ... وعندما توجهت الى دائرتها فوجئت بانقطاعها عن الدوام ما ضاعف مخاوفي وقلقي من احتمال اصابتها بمكروه ... وعندما توجهت الى بيتها في البياع ... تأكدت من حدوث امر غير طبيعي حيث وجدت الباب مغلقا وفوجئت برائحة كريهة منبعثة من الداخل فأيقنت من تعرض شقيقتي للاذى ... وحضرت اليكم للاخبار عن اختفاء اختي بدلا من اقتحام البيت بمفردي ! اهتم مدير الشرطة بهذا البلاغ وسجل شكوى اصولية لـ(ح) وطلب من قاضي التحقيق التوجه الى دار المدعوة ( ن) لمعاينة الحالة وسبب اختفائها ... وعندما حصلت موافقة قاضي التحقيق ذهبت مفرزة من الشرطة بصحبة (ح) الى بيت (ن) وفوجئوا بعد ان كسروا باب البيت الرئيسية بوجود جثتها ملقاة على الارض في غرفة النوم والدماء تغطي رأسها بالكامل وبجوارها انبوب حنفية معدني ... وكان واضحا انه الاداة التي استخدمها القاتل في التخلص منها ... وكانت الجثة في حالة تعفن شديد ومحتويات غرفة النوم مبعثرة ما يؤكد ان القتل كان بدافع السرقة ... على الفور تم اخبار قاضي التحقيق بالحادث وتم رسم مخطط للجثة ومسرح الجريمة وصورة الجثة من قبل مديرية الادلة الجنائية ... وبدأ ضابط التحقيق برحلة البحث عن القاتل ... ويا لها من رحلة شاقة نظرا لاتساع دائرة علاقات القتيلة وكثرة معارفها !

جمع المعلومات 
اتجهت الشبهات في البداية الى زوج القتيلة السابق نظرا لوجود خلافات مستمرة بينهما انتهت بالطلاق وقامت على اثرها برفع دعوى (نفقة) ضده ، ولكن المعلومات أثبتت براءته وابتعاده تماما عن دائرة الشبهات ! وبدأ الضابط في فحص واستجواب جميع الجيران واقاربها وزملائها في المستشفى الذي كانت تعمل فيه ... واستمرت هذه الاستجوابات وجمع الادلة من الشهود ثلاثة شهور تقريبا ، ولكنها لم تسفر عن أية نتيجة ايجابية. ولم يثبت تورط احدهم في هذه الجريمة البشعة رغم الجهود الدؤوبة التي بذلتها الشرطة ومفارزها ليل نهار من اجل التوصل الى الجاني. وبدأ اليأس يتسرب الى النفوس الى ان سقط القاتل في الخطأ الذي انتظره ضابط التحقيق ، وكان هذا الخطأ هو المكالمة الهاتفية التي اجراها القاتل مع شقيقة القتيلة يسأل عنها حتى يتأكد من مصرعها ، وكان ذلك بداية الخيط الذي قاد الشرطة في نهايته للايقاع بالقاتل المجهول .
خطة ذكية 
توصلت الشرطة بعد الطلب من مديرية الاتصالات بمعرفة عنوان ورقم هاتف المتصل بشقيقة المجنى عليها الى ان المكالمة حدثت من هاتف محمول يملكه شخص يسكن السيدية . انتقل الضابط الى الشركة التي تملك الرقم وبدأ بفحص المكالمات من الكارت الخاص بالقاتل والذي تم تحديد رقمه بمعرفة الشركة وحصول موافقة قاضي التحقيق وظل الضابط يوما باكمله يحاول الاتصال بكل الارقام التي اتصل بها القاتل الى ان تمكن في النهاية وبعد جهد كبير من التوصل لشخصية القاتل الذي يعمل صباغا للدور وله محل في البياع ويسكن السيدية . وعلى الفور اصدر القاضي امرا بالقبض على صاحب الرقم وتفتيش منزله فتوجهت مفرزة من الشرطة الى السيدية وداهمت منزل الجاني الذي يسكن مع اسرته وتمكنت من القاء القبض عليه وجيء به الى المركز. واثناء التحقيق معه اعترف الصباغ بارتكابه الجريمة وارشد على المسروقات التي قام بسرقتها من دار القتيلة وهي عبارة عن مصوغات وحلي ذهبية ومبلغ من المال .
اعترافات القاتل 
توجهتُ الى مديرية شرطة البياع للالتقاء بالقاتل الذي اثار حيره رجال الشرطة لفترة اكثر من ثلاثة اشهر وتوقعت ان نجد انفسنا امام شخص مفتول العضلات حاد الذكاء بالصورة التي تليق بقاتل كاد ان ينجح في تحقيق الجريمة الكاملة . ولكن كانت المفاجأة عندما وجدنا امامنا شابا نحيل الجسم زائغ النظرات يرتعد من شدة الخوف والتوتر . طلبت منه الهدوء والتماسك وان يروي لي تفاصيل ما حدث . بدأ (ع) يهدأ قليلا ويتجاوز مشاعر الخوف وهو يروي التفاصيل قائلا : تعرفت على (ن) من خلال ترددي على المستشفى الذي تعمل فيه وسرعان ما توطدت العلاقة بيننا وعلمت أنها منفصلة عن زوجها . زاد التقارب بيننا واصبحنا نلتقي بانتظام في بيتها الذي كنت اقوم بصبغ غرفه الداخلية الى ان انتهيت من عملي ولم يعد هناك مكان نلتقي فيه ، ولكنها فاجأتني عندما اكدت موافقتها على زيارتي لي في دارها ولكن بالليل . مررت بازمة مالية شديدة نتيجة مرض والدتي وحاجتي الى مبلغ مالي لعلاج والدتي ، ولم اجد امامي سوى (ن) فانتهزت فرصة وجودي معها في غرفة النوم وطلبت منها اقراضي مبلغ 500 الف دينار لعمل عملية لوالدتي ... ولكنها رفضت وسخرت مني فاتخذت قراري بقتلها وسرقة حليها الذهبية . وظللت بجوارها حتى ذهبت في نوم عميق فتسللت وظللت ابحث عن شيء اقتلها به ولكنني لم اجد سوى قضيب حديدي خلف الممشى الخلفي للبيت فحملته وضربتها على رأسها عدة ضربات حتى تأكدت من موتها وقمت بخلع الحلي الذهبية عنها وغادرت المسكن مسرعا وتوجهت الى احد الصاغة وبعت الحلي الذهبية وسددت ديوني وعملت عملية جراحية لأمي . شعرت بالقلق بعد اسابيع خوفا من ان تكون ( ن) مازالت على قيد الحياة فاتصلت بشقيقتها ولم اكن اعلم ان هذه المكالمة ستؤدي الى القبض علي في النهاية ! كنت اعلم ان مصيري السجن وانني لن افلت من العقاب ... وكل ما يشغلني الان مصير امي المريضة التي لن تجد من يعتني بها ويناولها الدواء . ونصيحتي لكل شاب في مثل سني الابتعاد عن طريق الحرام لان نهايته سيئة : اما القتل او السجن .!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram