TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مرحباً أمينة بغداد الجديدة

مرحباً أمينة بغداد الجديدة

نشر في: 22 فبراير, 2015: 05:29 ص

لديّ سببان آخران لتأييد اختيار رئيس مجلس الوزراء المديرة العامة للاعمار والمشاريع في وزارة التعليم العالي المهندسة د. ذكرى محمد علوش لتكون عمدة لعاصمتنا المنكوبة، بشغل منصب أمين بغداد الذي يتعيّن أن يُؤنّث ليصبح "أمينة بغداد"، بعدما تستتب الأمور لها إثر الشدّ والجذب الجاري الآن على قدم وساق لمنع دخولها الى "الجنة" المطموع بها.
معظم الذين صفّقوا لتعيين د. علوش نظروا الى الأمر من زاوية انها امرأة وان هذا المنصب تتقلده المرأة للمرة الأولى.. هذا عنصر مهم، لكنّ هذا المنصب وسواه من المناصب العليا في الدولة، بما فيها المناصب السيادية، حقّ مستحق للمرأة بوصفها مواطنة وبوصفها نصف المجتمع، أو بالأحرى النصف الأول.
تأييدي لاختيار المهندسة علوش نابع من سببين آخرين كما أسلفت في القول، الأول ان الأمينة المختارة لفتت في أول تصريح لها بعد إعلان اختيارها الى انها ستولي اهتمامها لنظافة العاصمة .. هذا التصريح يدلّل على ان الأمينة الجديدة تتمتع بذوق إنساني وحضاري رفيع، وانها تعرف علة العاصمة الرئيسة .. بغداد هي الآن ليست مدينة .. إنها مزبلة حقيقية، وما لم يدرك أمين بغداد هذه الحقيقة ليس جديراً بأن يكون حتى بواباً في مبنى أمانة بغداد، الأمناء السابقون لم يصدم أياً منهم غرق العاصمة في بحر من النفايات.
أما السبب الآخر لتأييدي فيرجع الى ان د. علوش قادمة إلينا من خارج نظام المحاصصة اللعين، بخبرتها وكفاءتها .. تعيين د. علوش في منصبها على هذا الأساس يُعطي رسالة مهمة للخبرات والكفاءات المهنية والعلمية في البلاد، بان هناك فرصة لأن يصحّ الصحيح في الأخير، وأن يجري التجاوز على نظام المحاصصة الشيطاني الذي يكمن وراء كل هذا الخراب المتواصل والمتفاقم في حياتنا.
أمس قرأت تصريحاً سيئاً لأحد أعضاء مجلس محافظة بغداد يعارض فيه تعيين د. علوش عمدة لبغداد، لا من منطلق عدم خبرتها وعدم كفاءتها مثلاً وإنما من منطلق نظام المحاصصة، فالمنصب كما قال من حصة مكوّن سياسي معين!
كل السوء في حياتنا متأتٍ من المكوّنات السياسية الحاكمة التي تتمسك بتقاسم وظائف الدولة العليا والدنيا في ما بينها، مع ان تجربة السنين الاثنتي عشرة الماضية تصرخ بأعلى صوت بان أسوأ المسؤولين وأفشلهم وأفسدهم هم الذين اختارتهم المكوّنات السياسية الى مناصبهم... هذه المكوّنات السياسية غالباً ما كانت تختار الأسوأ من عناصرها أو العناصر المتملقة لها وماسحة أكتاف زعمائها، فيما أبقيت العناصر الخبيرة والكفئة حتى من داخل هذه المكونات بعيدة عن ممارسة اختصاصاتها وتطبيق خبراتها.
دفاع عناصر المكونات السياسية عن حصصهم في المناصب والوظائف هو في الواقع دفاع عن الفساد السياسي والمالي والإداري لهذه المكونات.
نؤيد اختيار د. علوش .. سندافع عن حقها في هذا المنصب وعن حقنا في أن يكون لعاصمتنا عمدة صاحبة ذوق إنساني وحضاري رفيع وتستند الى كفاءتها العلمية وخبرتها المهنية في احتلال المنصب وليس الى هوية سياسية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. عدنان فارس

    منذ الايام الاولى لتحرير بغداد نيسان 2003 شكّلت سلطات (الاحتلال) هيئة برئاسة إمرأة لا أتذكر إسمها، لكنها ليست دكتورة في الهندسة، تدفع 3 دولار يومياً، وقتها كان أجراً دسماً، لمن يساهم في تنظيف شوارع بغداد وقد بادر الكثيرون لذلك.. ولكن بغداد بقت تئن تحت وطأ

  2. عدنان فارس

    منذ الايام الاولى لتحرير بغداد نيسان 2003 شكّلت سلطات (الاحتلال) هيئة برئاسة إمرأة لا أتذكر إسمها، لكنها ليست دكتورة في الهندسة، تدفع 3 دولار يومياً، وقتها كان أجراً دسماً، لمن يساهم في تنظيف شوارع بغداد وقد بادر الكثيرون لذلك.. ولكن بغداد بقت تئن تحت وطأ

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram