بالامس دار جدل كثير حول منصب امين بغداد لصاحبه "المسيو" نعيم عبعوب، خلاصة الجدل، هو: هل السنيور عذرا المسيو عبعوب باق ويتمدد، ام أن قرار رئيس مجلس الوزراء بتعيين الدكتورة ذكرى علوش هو من سينتصر في النهاية، في لفتة لاتخلو من عنصر الكوميديا والتشويق أصدرت امانة بغداد أمس بيانا الى عموم أهالي العاصمة تطمئنهم الى ان "موضوع انهاء تكليف امين بغداد نعيم عبعوب الكعبي تم التريث به في الوقت الحاضر لوجود بعض الامور التداولية مع الجهات الطامحة بهذا المنصب كونه يخضع للمحاصصة بين الاحزاب والكتل السياسية".. وزف لنا أصحاب البيان البشرى، من ان السيناتور عفوا السنيور " لا يزال يمارس مهام عمله بشكل طبيعي".
إذا سألت رأيي، فأنا أيضا مثل ملايين المواطنين لا نعرف لماذا؟ وأيضا لاندري سر هذه المحاصصة التي ننام ونصحو عليها، والتي تكشف كل يوم زيف بعض القوى السياسية التي رفعت لواء الكفاءات، وصدّعت رؤوسنا بحديث عن المهنية لكنها أمام تقاسم السلطة آثرت أن تنضمّ إلى عالم المحسوبية السياسية.
أتساءل: لماذا يصرّ البعض من ساستنا ومسؤولينا أن يتحول إلى خطيب "مفوه" عندما تسأله عن الخراب الذي يمر به العراق، فيصرخ بوجهك: لا حل إلاّ بان يتولى الحزب الفلاني مسؤولية هذه المحافظة، فيما اخر يطالب بان يتسلم الحزب العلاني مسؤولية هذه الوزارة، لان هولاء وحدهم القادرون على السير بهذه البلاد الى بر الأمان.. الساسة "المتحاصصون" يتصورون ان العيش في ظل حكاية كنز علي بابا، افضل من بناء دولة مؤسسات، ما هو هذا المنجز الكبير الذي نباهي به شعوب العالم؟، وماذا يعني إيهام المواطن البسيط بأن النجاحات التي حققها امين بغداد، هي اكبر مشكلة لخصومه كما جاء على لسان منظمي تظاهرة شعارها:" اياكم والاقتراب من شخصية مهنية "، ماذا يعني أن على العراقيين ان يتحملوا فشل المسؤول، وهل هناك نظام سياسي حقيقي يعتبر الخراب والازمات والاف الضحايا دليلا على النجاح، وكيف يريدون من العراقيين ان يؤمنوا بأن الفشل في ملف الخدمات، انما هو إنجاز يعادل بل ويتفوق على غياب الامن وسرقة ثروات البلاد؟.
أن نصرّ على اعلاء شأن المحاصصة حتى مع الفاشلين، فهذه سمة الخراب لا فتح اشرعة المستقبل. نحن ياسادة في مأساة اسمها "فاشلو المحاصصة" الشعوب تعطي لي كوان ومهاتير محمد، ولولا دا سليفا ونختار رجال المحاصصات.. نطارد الكفاءات في اروقة المحاكم، ونتظاهر من اجل ان يبقى الفاشلون.
هل هي مصادفة ان عدد الهة البابليين القدماء اقترب من الرقم 300 كما تخبرنا كتب المثيولوجيا، للشمس إله، وللقمر إله وللحرب إله ـ وللحبوب اله، والغريب للصخور الارضية كان هناك إله اسمه "ننخر ساج "، حتى للفضائيين كان هناك اله اسمه "بازوزو".
أسوأ أنواع الكوميديا هي الضحك على المتفرجين، لا على الأحداث، في هذه الأيام أثقلت صفحات "كوميديا امانة بغداد " النقاش الذي يعلو كل يوم مجالس سياسيينا حول" كنز علاء الدين المدفون في بناية امانة بغداد "، وأسوأ أنواع العاملين في السياسة، هم الذين فقدوا الاحساس بروح المواطنة، لأنهم سوف يفعلون ما يشاؤون أو ما تشاء لهم المحاصصة.
لست مطالب ان اكتب بحثا عن سنوات الخراب، أنا لا املك سوى هذه الشرفة المتواضعة التي اريد ان اقول من خلالها، أن مثل هذه الالاعيب هي المسؤولة عن ما فقدنا من نفوس وثروات وعن الزمن الذي اضعناه في صراع طائفي وصل الى كرسي الفراش، وعن الدعوة الى نبذ العلم ومطاردة الكفاءات، والخروج من سباق التنمية ومنافسة بلدان العالم المتحضر.
والله العظيم يا جماعة هذه ليست حكاية من حكايات الف ليلة وليلة انها "مسخرة ".
"الكرسي" محجوز رجاءً!!
[post-views]
نشر في: 22 فبراير, 2015: 06:12 ص
جميع التعليقات 4
داخل السومري
عبعوب ينتمي لعشيرة بني كعب. وبما ان العشائرية اصبحت اليوم هي الحاكم الناهي تضاهر هؤلاء السذج من دافع عشائري لا غير. وهذا يعني ان العراق بخير وقد سبق العالم المتحضر بتقدمه بقرن من الزمان اي ان العراق و بضل الكعبيين اصبح يعيش في القرن الثاني والعشرين. تعيش
بغداد
الله يسعدك ويخليك يا علي حسين على هذا المقال اللي رسم الابتسامة على وجوه كل من قرأ مقالك لهذا اليوم عندما قلت ( هل هي مصادفة ان عدد آلهة البابليين القدماء ٣٠٠) والأفضع عندما ذكرت ان هناك آلهة للصخور الأرضية اسمه ننخر ساج ههههههههههههههههههه ضحكت كثيرا و
داخل السومري
عبعوب ينتمي لعشيرة بني كعب. وبما ان العشائرية اصبحت اليوم هي الحاكم الناهي تضاهر هؤلاء السذج من دافع عشائري لا غير. وهذا يعني ان العراق بخير وقد سبق العالم المتحضر بتقدمه بقرن من الزمان اي ان العراق و بضل الكعبيين اصبح يعيش في القرن الثاني والعشرين. تعيش
بغداد
الله يسعدك ويخليك يا علي حسين على هذا المقال اللي رسم الابتسامة على وجوه كل من قرأ مقالك لهذا اليوم عندما قلت ( هل هي مصادفة ان عدد آلهة البابليين القدماء ٣٠٠) والأفضع عندما ذكرت ان هناك آلهة للصخور الأرضية اسمه ننخر ساج ههههههههههههههههههه ضحكت كثيرا و