اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمتان من معصوم والصدر

كلمتان من معصوم والصدر

نشر في: 24 فبراير, 2015: 07:57 ص

لم اعلق على بيان اخير للسيد مقتدى الصدر، دعا فيه كتلة الاحرار الى اطلاق مباحثات مع الشركاء لغرض دفع الاصلاح السياسي والتعامل مع الازمات الاخيرة التي تخص جدلا قانونيا بشان البعث والحرس الوطني والاغتيالات، وحتى اتفاق النفط مع اربيل. وانا سعيد بان التيار الصدري يعود الى العمل السياسي بعد غياب طال شهورا، لم نلمح فيه مبادرات كالتي تعودناها خلال السنوات الماضية، ولا شك ان لمساتهم مميزة داخل الازمات الكبيرة، في الغالب، بمجرد ان يعثروا على فرصة للتفاهم.

لكن كتلة الاحرار تحدثت بوضوح اكبر الاثنين عن اتصالات موسعة تجريها مع جميع الاطراف، ومعنى هذا ان الصدريين ادركوا وجود نقص في الحوار الوطني خلال هذا المفصل الحساس من التاريخ، ولازلت اصر كما قلت طوال الاسبوعين الماضيين، ان نوع الخلافات يقتضي لقاء بين زعماء الطوائف، وبدونه لن يستوي شيء مهم، اذ اننا بلغنا لحظة القرارات المحرجة للجميع. ورغم ذلك فان حراكا يبادر اليه الصدريون يمكن ان يمهد للقاء كبير، والمطلوب الان اعادة صوغ الخلافات الاساسية، على جدول تنازلات متبادلة، ويمكن للحراك هذا ان يصمم اكثر من شكل للتفاهم ويرفع القرارات المحرجة الى زعماء الطوائف المتقاتلة اليوم، فهم الوحيدون القادرون على ضبط ايقاع اتباعهم الغاضبين، وتهدئة خواطر المحبطين، وضخ بعض جرعات البراغماتية السياسية في كل هذا الجو المنفعل.

ان كلمة الصدر يمكن ان تجعلنا نحلم باستعادة قواعد العمل العابر للطائفية بعد لقاءات صيف ٢٠١٢ التي انتجت نشاطا نيابيا وسياسيا مميزا في تلك الفترة، وصرنا نخشى ان الاستقطاب الطائفي الاقليمي بعد صيف ٢٠١٢ قد سلبنا تلك القواعد الممكنة.

الكلمات الاخرى التي تستحق التعليق هي لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم، الذي اصبح يوم أمس الاثنين، اول رئيس عراقي يزور البصرة بعد سنوات طوال، ربما منذ مطلع الثمانينات. فقد اختصر الامر بعبارة: ان الجميع مدينون للبصرة! والامر ليس اخلاقيا هنا ابدا، بل ان النظام السياسي بحاجة لان يعيد تعريف دور البصرة ومستقبلها، لاعتبارات كثيرة. اولها انه لا يمكن ظهور عراق مزدهر، دون ان تزدهر الموانئ وطرق الترانزيت التجاري وصناعة النفط والصناعات التحويلية، والتنمية البشرية في جنوب البلاد ذي الكثافة السكانية العالية والذي يشعر باضطهاد سياسي مرير ومعقد، ويتعامل مع المحيط الداخلي والاقليمي بشكوك مبالغ فيها احيانا. وازدهار مثل هذا لن يتم الا حين تزدهر البصرة، اما استمرار الخطط الفاشلة فستجعل البصريين يتطرفون ويعجزون عن ضبط انفعالاتهم.

الساسة الكبار بدأوا يولون اهتماما اكبر بالبصرة، لا خلال الاسابيع الاخيرة مع موجة المطالبة باقليم بصراوي، بل منذ اقتراع مجالس المحافظات ٢٠١٣، حيث سجل مراقبون ان مفاوضات تشكيل الحكومة تشهد دورا بارزا غير مسبوق، للساسة المحليين، الذين بدأوا يطالبون بسهم متميز خلال عملهم مع النخب السياسية التقليدية المتمركزة في العاصمة وفي المدن الدينية. فالقمع السياسي حرم البصرة لعقود، من العمل السياسي، ومن المؤسف ان افضل الكفاءات والخبرات هناك هم اشخاص عازفون عن العمل السياسي ومحتقرون له بوصفه شراً، لكن الامر بدأ يختلف مع الانفتاح السياسي النسبي، وعلى المراكز التقليدية لصناعة القرار ان تستعد لسماع كلام جديد مختلف، من البصرة وغير البصرة، وان تتكيف مع تعددية سياسية بقواعد عمل جديدة، ولذلك سيكثر"الحج"الى البصرة مع مرور الوقت، لا بوصفها بقرة حلوباً، بالنفط والبحر والتمر، بل باعتبارها"المفاوض الجديد"الذي يدخل حلبة التسويات ويقتنع بان"شرور السياسة"امر لا مفر من خوضه، وربما ستشعر مدن كثيرة حينها، بانها"مديونة"للبصريين، الذين في وسعهم ان يفتحوا مسارات جديدة للتعدد السياسي محمود العواقب، وسط انسداد اجتماعي وطائفي يكاد يكتمل.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram