اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بدأهــا ألهــر غوبلــز

بدأهــا ألهــر غوبلــز

نشر في: 25 فبراير, 2015: 06:14 ص

لم أستطع أن أتخلص من داء مزمن، وهو متابعة اليوميات السياسية للتجربة الديمقراطية في بلاد الرافدين ، حاولت أن أشفى من هذا الداء العضال، كما فعل الكثير من الأصدقاء، لكن بلا فائدة، والسبب أن تلك التجربة السياسية التي توقّع العالم أن تصبح نموذجا يحتذى به، أخذت تدخل بفضل العديد من الساسة والمسؤولين إلى مراحل من السطحية ، وأكاد أجزم من المهازل .
بعد عام 2003 توقعت الناس التي عاشت عقودا من الدكتاتورية بأنها ستفتح الأبواب والنوافذ للمستقبل، حتى أطلّ السياسيون برؤوسهم، فانفصمت عرى البلاد وتفرق الناس شيعا وأشياعا بفضل حكمة وحنكة العديد من المسؤولين الذين لم يتوقفوا عن تقديم كل ما هو فاشل ومزيف وعشوائي، وإشاعة كل ما يمت إلى الكذب والخديعة والعنف.
منذ شهور ونحن نعيش في ظل سفسطة سياسية وإعلامية لايريد لها اصحابها ان تنتهي، فمرة يخبرنا رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي بأن"هناك وثائق وصوراً ومعلومات تؤكد أن طائرات التحالف تخرق السيادة العراقية والأعراف الدولية، لإطالة أمد الحرب مع داعش من خلال إلقاء المساعدات لعناصر التنظيم عن طريق الجو أو هبوطها في المطارات والمناطق التي تقع تحت سيطرتهم"، لماذا لا يكشف السيد النائب هذه الوثائق"المهمة"؟ يأتيك الجواب من النائبة حنان الفتلاوي وهي تخبرنا بأن السفير الامريكي اعترف"بعظمة لسانه" ان هناك طائرات امريكية ترمي مساعدات لداعش! وبعد ياسيدتي ، تقول لك ان"البنتاغون نفسه فتح تحقيقاً بهذا الموضوع"ومثل طالب مجتهد أبحث عبر غوغل والياهو عن تصريح للسفير الاميركي او عن خبر يحمل لي البشرى بأن وزارة الدفاع الاميركية تجري تحقيقا عن هذه الافعال"الدنيئة"فأجد رئيس الحكومة العراقية وهو ايضا القائد العام للقوات المسلحة يعتبر الامر مجرد شائعات، ومثله ايضا وزير الدفاع العراقي ومعه عدد من القادة العسكريين، إذن من شاهد هذه الطائرات ياسادة؟ يخرج علينا مذيع أنيق ليقول بصوت متهدّج"في هذا المكان هبطت طائرتان امريكيتان وهما تحملان مؤناً وأسلحة سلمتها لداعش في محافظة بابل"المذيع الأنيق يجري لقاء مع مواطن يشرح بكل دقة انه شاهد طائرة هبطت وسلمت السلاح الى داعش، طبعا المواطن كان يقف"متخنصرا"وهو يرى بأم عينيه خيانة المستر اوباما .. المذيع يخرج منتصرا ليعلن:"ان محاولات كهذه قد تُنبئ بستراتيجيات جديدة، قد تفرض نفسها على الواقع"هذه الجملة الاخيرة للمذيع الانيق وليست لخادمكم، فانا عاجز عن اصطياد مثل هذه العبارات"الفخمة".
تطور الإعلام كسلاح تطورا جذريا عندما تحوَّل من الخديعة إلى الحقيقة، وصار التلفزيون في كل بيت ومعه صور كل شيء واي شيء.. لكننا في العراق لا نزال نصرُّ على أن نعيش في عصر تلفزيون الابيض والاسود، وافلام المرحوم شامي كابور.. لا يريد البعض للأسف أن يدرك أن الإعلام قد دخل عصر الحقائق، وأن غوبلز أصبح من الماضي.
سأصدّق أن الحكومة العرقية قد غُرّر بها ،، في موضوع التحالف الدولي ضد داعش كما تريد ان تقنعنا السيدة الفتلاوي ، وسأسلّم بأن السيد رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية مثله مثل أي مواطن مغلوب على أمره قد سمعت بالخيانة الاميركية من الفضائيات .
والأمر ذاته سأفعله مع النائب محمد الصيهود ، وأفترض معه ان اميركا ومعها بريطانيا تريدان إعاقة النمو الديمقراطي للبرلمان العراقي.
لكني لن أمنع نفسي من السؤال: إذا كانت أميركا تريد نصرة داعش، لماذا صدّعت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية لصاحبها الزاملي ، رؤوسنا بمطالباتها المتكررة للتحالف الدولي بزيادة عدد طلعاته الجوية في سماء العراق؟! ارجوكم راجعوا تصريحات السادة اعضاء اللجنة ربما انا من "يسفسط".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. بغداد

    تستاهل وحيد القرن امريكا هذه الاتهامات على انها تلقي الاسلحة وامدادات الغذاء والدواء الى امبراطورية الدواعش الأسطورية لأن متهميها هم مرتزقتها وزرائبها المكاميع حواسم المنطقة الغبراء الذين جمعتهم الاستخبارات الامريكية ودربتهم على احدث وسائل الساختات المتطو

  2. رمزي الحيدر

    لا تتعب نفسك في الكتابة عن الفساد والطائفية والقتل والخراب والمستنقع الذي نغوص به الى الأعماق يوماً بعد يوم ،أكتب إليك هذه ( الجملة المفيدة ) ،لا مستقبل ولا خلاص للعراق بوجود الاسلام السياسي في السلطة.

  3. بغداد

    تستاهل وحيد القرن امريكا هذه الاتهامات على انها تلقي الاسلحة وامدادات الغذاء والدواء الى امبراطورية الدواعش الأسطورية لأن متهميها هم مرتزقتها وزرائبها المكاميع حواسم المنطقة الغبراء الذين جمعتهم الاستخبارات الامريكية ودربتهم على احدث وسائل الساختات المتطو

  4. رمزي الحيدر

    لا تتعب نفسك في الكتابة عن الفساد والطائفية والقتل والخراب والمستنقع الذي نغوص به الى الأعماق يوماً بعد يوم ،أكتب إليك هذه ( الجملة المفيدة ) ،لا مستقبل ولا خلاص للعراق بوجود الاسلام السياسي في السلطة.

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram