ولدت في عائلة محبة للموسيقى وتستمع إلى مختلف أنواع الموسيقى التي تتميز بقيمتها الفنية. امتد الاهتمام من الأغاني العراقية الجميلة التي ظهرت في الثلاثينات والأربعينات، وأغاني محمد عبد الوهاب التجديدية وأقرانه، حتى تسجيلات بيتهوفن وبرامز ومندلسون. ولهذه
ولدت في عائلة محبة للموسيقى وتستمع إلى مختلف أنواع الموسيقى التي تتميز بقيمتها الفنية. امتد الاهتمام من الأغاني العراقية الجميلة التي ظهرت في الثلاثينات والأربعينات، وأغاني محمد عبد الوهاب التجديدية وأقرانه، حتى تسجيلات بيتهوفن وبرامز ومندلسون. ولهذه التسجيلات قصتها، فقد سافر عمي إلى الولايات المتحدة للدراسة، وعاد بعد تخرجه سنة 1956 ليقضي سنتين قبل أن يعود ليكمل دراسة الدكتوراه ثم يستقر هناك حتى يومنا. جلب عمي معه عدداً كبيراً من تسجيلات الغرامافون من سرعة 78 و33 بينها أهم الأعمال الموسيقية مثل أعمال هايدن وموتسارت وبيتهوفن الكلاسيكية ومندلسون وتشايكوفسكي وبرامز وريمسكي – كورساكوف الرومانتيكية وبعض الأعمال المعاصرة من القرن العشرين مثل متتابعة غوستاف هولست "الكواكب" ورابسوديا غرشوين وكونشرتو رخمانينوف، بالاضافة إلى عدد كبير من الأغاني الفنية التي اشتهرت في الأربعينات والخمسينات مثل أعمال فرانك سيناترا وأقرانه. لربما كانت أجمل كونشرتات الكمان في التاريخ، تلك التي كتبها مندلسون وبيتهوفن وبرامز هي أول ما سمعت وأنا طفل صغير، بتسجيلات أفضل الفرق مثل فرق بوسطن الفلهارمونية وفيلادلفيا وكليفلاند والأن بي سي وغيرها، مع عازفين مثل اويستراخ وفرانشسكاتي وقادة اوركسترا مثل اورماندي وتوسكانيني. أذكر أنني بدأت نشاطي في التعريف بجمال الموسيقى "الكلاسيكية" في سن مبكرة، حتى قبل دخولي المدرسة، عندما بدأت أتحدث بحماس لرفيقي في اللعب في شارع بيتنا في الكريمات عن بيتهوفن، وكيف كان يؤلف الموسيقى وهو أصمّ، بينما انسكبت دموعي حزناً على حال الموسيقار الذي فقد سمعه!
ثم بدأت المكتبة الموسيقية بالنمو بعد أن أخذ أصدقاء كرماء بجلب أجمل الهدايا في الكون بعد سفراتهم إلى الخارج: كونشرتات براندبورغ لباخ من لندن، وكونسرتات الهاربسيكورد لرامو وماغنيفيكات باخ من موسكو، وكذلك بفضل قسم الموسيقى في اورزدي باك الذي اقتنيت منه أجمل الأعمال مثل دراما "تريستان وإيزولده" لفاغنر (فيينا الفيلهارمونية مع شولتي) وتسجيل سفياتوسلاف ريختر وهو يؤدي "صور في معرض" لمودست موسورسكي. وكنت كذلك أستعير تسجيلات رائعة من مكتبة المركز الثقافي الفرنسي فتعرفت على الباروك الفرنسي، وأعمال شاربانتييه ودولالاند وغيرهم.
جميع التعليقات 2
Fatin Saleh
الطفل الذي التقط هوايات كل المحيطين به في البيت، وأضاف لها هواية جديدة كل سنتين. يتعمق في هواياته ويدرسها ويطبقها مختبريا.
Fatin Saleh
الطفل الذي التقط هوايات كل المحيطين به في البيت، وأضاف لها هواية جديدة كل سنتين. يتعمق في هواياته ويدرسها ويطبقها مختبريا.