يُكثر أصحاب "الكذب المتواتر" كما وصفهم العبادي، من الحديث عن المؤامرات والدسائس وعن مساندة امريكا ودول التحالف لداعش. مواقع وفضائيات ومجندون محترفون يشتغلون ليلا ونهارا على تأليف روايات وحكايات ما انزل بها العقل من سلطان. أحترت بين ان أضحك او أشفق على موقع لهم رسم طائرة وحولها مناطيد تنزل منها، مدعيا انها بريطانية ترمي الأسلحة والمساعدات للدعايشة. أدق الأقمار الصناعية تكنولوجيا لا يستطيع التقاط صورة بربع كفاءة تلك الصورة الواضحة جدا. فمن أين يا ترى اتى بها موقع الجمع "المتواتر"؟
حتى الطفل الذي في بطن أمه يعرف ان الغزاة ما كانوا ليجدوا لهم مكانا على الأرض لولا الحواضن. ومن سوء حظ هذا العراق، وحسن حظ الدواعش، ان عقول هؤلاء الكذابين صارت حواضنَ. مخطئ من يظن ان الحواضن تعني فقط تلك البيوت او العوائل او حتى العشائر التي تحتضن الدواعش وتخفيهم. فالشائعات الكاذبة والمضللة، خاصة ممن يدعون انهم ضحايا، ليست حواضن داعشية، وحسب، بل انها مضخات اوكسجين تمد المتطرفين بالحياة وتزيد اشتعال نارهم فينا.
ويقولون ان اعلام الدواعش قوي وينسون ان قوته أتت من الاعلام الغبي المضاد له. ماذا يريد العدو اكثر من ان يأتيه المعتدى عليه ليقول له ان كل اهل الأرض والسماء معك وانا لا أحد لي ليبكي الناس على حاله ويزيدهم رعبا فوق رعبهم؟
كلا وألف كلا. فالعراق في مواجهة داعش اليوم تسانده دول كبرى وجيران طيبون. وعنده جيش قوي وطيران يعرف كيف يقتنص رؤوس المجرمين في جحورهم بعد ان وجد أخيرا أصحاب عقول وضمائر تقوده. ولديه حشد شعبي شجاع وبيشمركة باسلة ومرجعية واعية لا يعبر عليها "قرش قلب".
ولا يحتاج العراق غير ردم بؤر الكراهية التي تصنّع التهم والشتائم ضد أبنائه المخلصين. على البرلمان ان يصدر قانونا يجرّم "الكذب المتواتر" على الناس مثلما نجح في قطع الطريق على "تعدد الولايات". قانون لا يعرف الرحمة ينزل اشد العقوبات في كل من يتهم الذين يقاتلون داعش بالخيانة دون دليل.
انها حرب ضروس حقا وعلى شكل نهايتها يتوقف مصير العراق كله. ومجاملة الحواضن مهما كان مذهبهم او عرقهم ستكون غلطة سوداء قد ندفع ثمنها، لا سمح الله، دم أكثر من مليون عراقي وعراقية. أخرسوهم انهم كذابون.
حواضن "الكذب المتواتر"
[post-views]
نشر في: 27 فبراير, 2015: 04:08 ص