TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "دوبيش" الوزارة الخدمية

"دوبيش" الوزارة الخدمية

نشر في: 27 فبراير, 2015: 05:22 ص

الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية اعتمدت قاعدة النقاط في رصيد الكتل النيابية للحصول على الحقائب الوزارية . وبعد تقاسم السيادية لمن حمل الدوشيش ، تكون حصة الاخرين وزارات خدمية طبقا لقواعد لعبة الدومنة ، فصاحب" الدوبيش" ربما تكون حصته وزارة النقل ، او البلديات والاتصالات والاشغال والاسكان ، وحين تصل القسمة الى حاملي "الدوبارة والهبيك والهبياض" فليس امام هؤلاء الا مسح ايديهم بالحيطان ، ومن كان منهم سعيد الحظ ويتمتع بمقبولية ، وصفحته بيضاء ، ولم يرد اسمه في سجلات اجتثاث حزب البعث المحظور دستوريا ، قد يتولى شغل منصب مستشار او وكيل وزير ، وتعيس الحظ يبقى عضوا في مجلس النواب ليتفرغ لنشاط اقامة المؤتمرات الصحفية ، والظهور شبه اليومي قبل عرض فيلم السهرة عبر الفضائيات ليتحدث عن الفساد المستشري في العراق ، وتعطيل مشاريع القوانين المهمة ، وتدهور الاوضاع الامنية . وهذا النموذج ينطبيق على العشرات من السياسيين الذين لم يحصلوا على "الدور جهار" في لعبة الدومنة فصبوا غضبهم على المحاصصة واتهموا الولايات المتحدة الاميركية بتعليم النخب السياسية العراقية هذا الدرس المستورد من تجارب خارجية.
في المفاوضات الماراثونية التي تسبق تشكيل الحكومة، تعلن احدى الجهات رفضها حمل حقائب الوزرات السيادية ، وتؤكد رغبتها في الحصول على الخدمية ، لتثبت للراي العام المحلي وقواعدها الشعبية ، بانها حريصة على توفير الخدمات والقضاء على ازمات الكهرباء والسكن وشبكة مياه الصرف الصحي ومشكلة الفقر ، فضلا عن تبينها مشروع قانون يمنح العراقيين رواتب شهرية من واردات النفط ، بعد تسوية الخلافات بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان حول القضية النفطية ، بتشريع قانون النفط اوالغاز الراقد في نوم عميق منذ العام 2007 . وفي مراجعة سريعة لانجازات الوزارات الخدمية ، على مدى اكثر من عشرة اعوام ، يضطر العراقي الى ان يمسح يديه بالحيطان ، فما قبضه من التصريحات والوعود مجرد "هبياض" وعليه ان يتحمل ثمن دفع "جايات لاعبي الدومنة " الذين حملوا حقائب وزارية في الحكومات المتعاقبة من زمن بريمر وحتى الوقت الحاضر ، وبعضهم غادر البلاد ، واستقر في عواصم اوروبية ، بعد ان ضمن مستقبل ابنائه واحفاده برصيد مالي ضخم.
الحالمون بمستقبل افضل من العراقيين ، ونتيجة سقوط العديد من مدنهم بيد الجماعات الارهابية ، توجهت انظارهم هذه الايام الى تحقيق النصر الناجز بالقضاء على داعش ، والاهتمام بتوفير الخدمات ومعالجة الازمات ما عاد يحتل الدرجة الاولى في سلم اهتماماتهم ، فلاضير من انتشار مكبات النفايات في العاصمة ، وطفح مياه المجاري ، واغراق الاسواق المحلية بمواد لا تصلح للاستهلاك البشري ، وارتفاع معدلات الاصابة بالامراض السرطانية ، وتأجيل تنفيذ الخطط التنموية لحين ارتفاع اسعار النفط بالاسواق العالمية ، في ظل هذه المحنة والمصيبة السوداء ، مازال شعار " العراقي ينتصر" مرفوعا في ساحات وشوارع العاصمة بجوار صورة صاحب الدوبيش .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram