بعد مرور عامين ونصف العام على صدور رواية ( موعظة حول سقوط مدينة روما ) الحائزة على جائزة غونكور للأدب ، أعلن الكاتب جيروم فيراري عن عودة كبيرة مع روايته السادسة التي تحمل عنوان ( المبدأ ) الصادرة عن منشورات آكت سود الفرنسية والتي ستطرح في المكتبات في
بعد مرور عامين ونصف العام على صدور رواية ( موعظة حول سقوط مدينة روما ) الحائزة على جائزة غونكور للأدب ، أعلن الكاتب جيروم فيراري عن عودة كبيرة مع روايته السادسة التي تحمل عنوان ( المبدأ ) الصادرة عن منشورات آكت سود الفرنسية والتي ستطرح في المكتبات في آذار المقبل ...يروي فيراري في هذه الرواية قصة شاب يدرس الفلسفة يصاب بالإحباط ويسعى جاهدا في مطلع القرن العشرين للتفكير بتمعن في استخدام الشر في العالم المعاصر – حسب مؤلفها -.تم استلهام عنوان الرواية من العالم الالماني فيرنر هايزنبرغ (1901-1976) الحائزعلى جائزة نوبل للفيزياء في عام 1932 والذي اخترع مبدأ (عدم اليقين ) الشهير ...
في عام 2012، فاز فيراري بجائزة غونكور من بين ثلاثة مرشحين وصلوا الى النهائيات هم باتريك دوفيل وليندا لي وجويل ديكر...مع ذلك ،لم تكن بدايات الكاتب سهلة ابدا ، فلم ينتبه لروايته الاولى ( في السر ) الا بضعة نقاد في عام 2007 ، اما روايته الثانية (بالكو اتلانتو ) فقد صدرت في عام 2008وسط لامبالاة مطلقة تقريبا ...ثم اكتشف النقاد براعة فيراري بعد صدور روايتيه ( إله فظ ) عام 2009 و(اين تركت روحي ) عام 2010 ....وبقي الآن ان ننتظر فيما اذا سيواصل صعود نجمه الادبي مع روايته السادسة ...ولد جيروم فيراري في باريس عام 1968 ودرس المرحلة الثانوية في ايفري سورسين ثم اكمل صفوفه التحضيرية في باريس وحصل على منحة فيها ..توزعت طفولته مابين باريس وكورسيكا حيث كان يلتقي دائما بعائلته كما عمل في التدريس في جزيرة الجمال كورسيكا لحين قبوله وظيفة في الثانوية الفرنسية في ابو ظبي ..حازعلى جائزة غونكور عن روايته (موعظة عن سقوط روما ) التي عكست رؤياه حول تراجع العالم الغربي اذ يصنع توليفا بين الماضي والحاضر حين يذكرنا بسقوط روما القديمة والذي علق عليه القديس اوغسطين في رسالته الشهيرة قائلا :" العالم مثل الانسان ...يولد ...يكبر ..ثم يموت " ..من هنا اذن جاء عنوان الرواية المتماسكة التي تحفل بالكثير من الشخصيات الطموحة والخالية من عنصر الملل لأنها حظيت باسلوب رائع ومتقن في الكتابة ...قوبلت تلك الرواية باستقبال حافل من قبل الصحافة واعتبرها النقاد واحدة من افضل الكتب باسلوبها الجميل ذي الجمل الطويلة التي تتخللها تعليقات جانبية من الكاتب فيراري ، فضلا عن ميزته الاخرى وهي القدرة على التحكم في الانتقال من الجدية الى السخرية وكأنه يتنقل على سلم موسيقي متغير النغمات ...لهذا السبب نصحت المحررة الادبية استريد دي لارمنيا من صحيفة الفيغارو القراء بمطالعة هذه الرواية لأنها رواية عالمية بقدر ماهي كورسيكية في وصفها للمأساة اليونانية وكان ذلك قبل فوزها بجائزة غونكور للأدب ..
في روايته الجديدة (المبدأ ) يبحث فيراري عن اجوبة لأسئلته الميتافيزيقية مستخدما لغة تنوء تحت عذابات التساؤل الذي يصل احيانا الى حد الاستجواب وفي ظل مشاهد طبيعية وعرة واخرى فردوسية الجمال ..ربما تستحق الرواية السادسة لفيراري وقفة لاستيعاب معانيها لكنها بشكل عام ستسهم حتما في تسلقه سلم التألق الأدبي ..