أدعوكم لقراءة الخبر المنشور امس في معظم وسائل الاعلام المحلية ، وتأملوا في السبق السياسي الذي انفرد به عدد من نواب التحالف الوطني حيث طالبوا "المجتمع الدولي باتخاذ مواقف مناسبة من حكومة البحرين الظالمة لشعبها، وحملوا مجلس الأمن مسؤولية ما يحصل وإعطاء الضوء الأخضر للحكومة، فيما هدد البعض من نوابنا " الاعزاء" النظام البحريني بـ"مواقف أخرى" في حال الاستمرار بأفعاله.
لا اعتراض عندي مطلقا على تضامن نواب التحالف الوطني مع الشعب البحريني، ولا انا اسعى للوقوف بوجه ثوار هذه البلاد ، وهم يخوضون معارك المصير نيابة عن المنامة وصنعاء، ولكني يا سادة اسأل ماذا عن سبايا الموصل، وهل عاد المليوني نازح الى ديارهم مكرمين معززين..
هل تريدون المزيد من فقرات الفكاهة السياسية في العراق؟ هاكم.. الامير علي حاتم السليمان يعلن: "لن نقبل بوجود قوات الحشد الشعبي في مناطقنا للتصدي لتنظيم داعش "، مهددا "باستهدافهم من قبل أبناء العشائر في حالة تواجدهم هناك".
تتذكرون طبعا الامير " السعيد " حيت خرج علينا ذات يوم وهو يصرخ بهستريا " قادمون يا بغداد".. الرجل اكتشف ان المعركة مع داعش تدار من خلال المؤتمرات الصحفية.
وانا اتابع صولة البحرين واناشيد السليمان، قال لي احد الاصدقاء وهو يتابع حروب الفيسبوك حول ما جرى مؤخرا في الموصل، الصديق الذي علّق على ما كتبه البعض في مدوناتهم على موقع التواصل الاجتماعي، وهم يسخرون من اهالي نينوى لانهم صمتوا على ظلم داعش واستهتاره قال الصديق: لا أعتقد أن من حق احد ان يكون ناطقاً باسم الناس المحاصرين تحت سكين الارهاب..ثم اضاف الصديق: منذ اشهر وأنا أعيش مناخاً يعلو الطائفية والقبلية.. والبعض يريد مني أن أصبح بوقا طائفياً.. قلت للصديق ان الطائفي لا يخوض حرباً من أجل أبناء طائفته، لكنه يخوض حرباً بالناس لصالح موقعه في السلطة".
لقد امتلأت صفحات الفيسبوك بالسخرية من اناس بسطاء ذنبهم الوحيد انهم لم يستطيعوا الفرار.. إلا أن الغريب ان المنتقدين والساخرين كانوا مصابين من قبل بـ"البكم والصم" إزاء تصرفات بعض القوى السياسية التي هيمنت على محافظاتهم وسلبت ثرواتها وخربت تراثها واشاعت الفوضى والفساد.
ياسادة ارجوكم: ما معنى أن يدفعنا دعاة الطائفية، في كل يوم نحو وطن لا يحده سوى اليأس والخراب؟ ما معنى أن يصرّ ساستنا ومسؤولونا على التمييز بين سكان هذا الوطن على أساس طوائفهم ومعتقداتهم؟.. ما معنى ان يقول سياسي اننا لن نسمح لعراقيين بالتصدي لداعش في الانبار؟، وكأن مقاتلي الحشد الشعبي ليسوا بعراقيين.
الكراهية لها دولتها الآن بما فيها من سياسيين، ومطبلين، وماكينات تتزاحم فيها خطابات الطائفية والقبلية لتبدو معها خطابات المواطنة مجرد شعارات مضحكة.
للأسف ينسى البعض أن التصدي للسياسة يعني أن تكون قادراً على صنع موقف والدفاع عنه، يعني أن تؤمن بأنه قد تأتيك ثقة الناس في لحظة لكي تقوم بدور حقيقي. لو لم تكن كذلك، فإنك تمارس الضحك على عقول الناس، مثلما حاول السادة نواب التحالف الوطني ان يحولوا الموقف المتأزم الى مشهد كوميدي حين اخبرونا ان طريق تحرير الموصل يمر عبر البحرين.
لست أدري إن كان السادة النواب اصحاب البيان الثوري ومعهم الامير " السعيد " يعرفون فعلًا ان هناك اناساً يحرقون احياء في شوارع الموصل، أم انهم كانوا يتابعون اخبار حركة الوفاق البحرينية، وتطورات الوضع في بلاد اليمن.. ومعركة تكريت من فضائية السلطان اردوغان .. ف
في أيام اليونان كان سقراط يسأل رأي الجمهور في ختام خطب السياسيين: هل فهمتم شيئا ام لا؟. تضحك الناس في الشوارع: دعهم ينفسون عن فشلهم!
المنامة وخطبة الامير "السعيد"
[post-views]
نشر في: 28 فبراير, 2015: 06:45 ص
جميع التعليقات 6
طارق الجبوري
الهم واحد وانت من القلائل الذين يخففون عنا ويمنحوننا بعض امل خاصة في ضوء ابواق الطائفية لم اكن قد قرات عمودك الجريء عندما كتبت موضوعاً لصفحة رأي في نفس الاتجاه .. لااملك الا التعبير عن احترامي وتقديري لمواقفكم
ابو اثير
النواب المدافعون عن الشعب البحريني الشقيق ياريت يذهبون للبحرين ويشاهدوا على الواقع الراهن كيف يعيش شعب البحرين في رفاهية وبحبوبة عيش مثالية وليس كأمثال مواطنيهم في العراق وكان ألأجدر بهم مراعاة أمور وأحتياجات مواطنيهم العراقيين قبل الدفاع عن شعب لا يريد م
حيدر عزيز
بلا شك نحن نتعاطف مع الشعب البحريني وهو يخوض تجربته مناضلا فيما يراه مناسبا للوصول الى مبتغاه بسلمية وتحقيق اهدافه واماله بلا دموية وهذا مايحترم عليه دون الدخول الى تفاصيل ابعد فيما اختاره وفيما يريد وبلا فلسفة من قبل حضراتنا لاننا لانريد ان نقراالوضع من
طارق الجبوري
الهم واحد وانت من القلائل الذين يخففون عنا ويمنحوننا بعض امل خاصة في ضوء ابواق الطائفية لم اكن قد قرات عمودك الجريء عندما كتبت موضوعاً لصفحة رأي في نفس الاتجاه .. لااملك الا التعبير عن احترامي وتقديري لمواقفكم
ابو اثير
النواب المدافعون عن الشعب البحريني الشقيق ياريت يذهبون للبحرين ويشاهدوا على الواقع الراهن كيف يعيش شعب البحرين في رفاهية وبحبوبة عيش مثالية وليس كأمثال مواطنيهم في العراق وكان ألأجدر بهم مراعاة أمور وأحتياجات مواطنيهم العراقيين قبل الدفاع عن شعب لا يريد م
حيدر عزيز
بلا شك نحن نتعاطف مع الشعب البحريني وهو يخوض تجربته مناضلا فيما يراه مناسبا للوصول الى مبتغاه بسلمية وتحقيق اهدافه واماله بلا دموية وهذا مايحترم عليه دون الدخول الى تفاصيل ابعد فيما اختاره وفيما يريد وبلا فلسفة من قبل حضراتنا لاننا لانريد ان نقراالوضع من