قتل السياسي الروسي المعروف ونائب رئيس الوزراء السابق  "بوريس نيمتسوف"، بأربع رصاصات في الظهر على يد مجهولين، قبيل منتصف ليل الجمعة، أمام الكرملين في وسط العاصمة موسكو، حسبما أفادت الشرطة. وافادت مصادر مطلعة ان الشرطة الروسية، اغلقت الجسر حيث اغتيل "نيمتسوف" قرب الاسوار الحمراء للكرملين والميدان الاحمر، لمدة ساعتين، فيما ادان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملية الاغتيال، داعيا الى وضع التحقيق تحت إشراف الرئاسة. 

 

وفي وقت ندد ميخائيل كاسيانوف وهو زعيم معارضة بارز ورئيس وزراء سابق في عهد بوتين، مقتل نيمستوف، "بجانب أسوار الكرملين ". حذر الرئيس السوفيتي الاسبق، ميخائيل غورباتشوف، من القفز على الاستنتاجات؛ واكد ان "بعض القوى ستحاول استغلال الجريمة لمصلحتها". في حين اكد ساسة معارضون وبعض المسؤولين الاجانب، أن الجريمة تظهر المشاكل التي تواجه الاصوات المعارضة في روسيا. 

من جهته دعا الرئيس الاميركي باراك أوباما إلى فتح تحقيق سريع ومحايد وشفاف، لضمان تقديم المسؤولين "عن هذا القتل الوحشي" إلى العدالة. وأضاف اوباما في بيان ان "نيمتسوف كان محاربا لا يكل من أجل بلاده ويسعى لأن يحصل مواطنوه على الحقوق التي يستحقها كل الناس".

من هو نيمتسوف؟

كان نائب رئيس الوزراء الروسي السابق بوريس نيمتسوف الذي اغتيل (ليل الجمعة - السبت) في موسكو، يمثل جيل الإصلاحيين الشباب في التسعينات، قبل أن يصبح من أشد منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين، إذ كان ينوي تحديه مجددا في تظاهرة اليوم الأحد. ونيمتسوف (55 عاما) الذي قتل بالرصاص بالقرب من الكرملين، كان أحد قادة موجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدتها حملة بوتين الإنتخابية في 2011-2012 عندما كان مرشحا لولاية رئاسية ثالثة، واعتقلته قوات النظام مرات عدة خلال تظاهرات، كما تعرّض لعمليات دهم وتنصت، لكنه لم يكف عن إدانة فساد ما يسميه "النظام الأوليغارشي" في الكرملين.

درس نيمتسوف الفيزياء وبدأ حياته المهنية قبيل انهيار الاتحاد السوفيتي عند انتخابه في عام 1990 عضوا في "مجلس السوفيت الأعلى" أو البرلمان السوفيتي.

وبعدما أصبح حاكم لمنطقة نيغني نوفغورود (400 كلم شرق موسكو)، بدأ صعود نيمتسوف السريع في عهد بوريس يلتسين الذي جسّد في عهده جيل الوزراء الإصلاحيين الشباب في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي.

وتولّى نيمتسوف من آذار 1997 وحتى آب 1998، حقيبة نائب رئيس الوزراء لقطاع الطاقة والاحتكارات، حيث واجه انتقادات من "الكرملين"، الذي اعتبره سياسيا مرتبطا بالأثرياء الذين استفادوا من اجراءات الخصخصة في تسعينات القرن الماضي.

وكان نيمتسوف مقرّبا جدا من يلتسين، الذي فكّر أوّلا في اختياره خلفا له، قبل أن يفضّل عليه رئيس الاستخبارات فلاديمير بوتين، حيث ازدادت معارضته للسلطة حدة بعد الانتخابات التشريعية في عام 2007 التي رأى انها "الأقل نزاهة في تاريخ روسيا".

وفي عام 2008، وبعد إخفاقه في التقدم الى الانتخابات الرئاسية مرشّحا وحيدا للمعارضة، قرر نيمتسوف، تأسيس حركة "سوليدارنوست" (تضامن) برعاية المعارض وبطل الشطرنج السابق غاري غاسباروف، لكنه برز كأحد قادة التظاهرات التي شهدتها موسكو في عامي 2011 و2012، الى جانب المعارض ألكسي نافالني، لبوتين.

وبعد إعادة انتخاب بوتين رئيسا في أيار 2012، واصل نيمتسوف إدانة النفقات التي اعتبرها مفرطة للرئيس، والفساد خصوصا في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي، جنوب البلاد.

وقبل ثلاث ساعات من اغتياله، دعا نيمستوف عبر إذاعة في موسكو، الى التظاهر في خطاب حماسي حول أوكرانيا وبوتين، وعرض لمدة 45 دقيقة مقترحات لـ "تغيير روسيا"، قائلاً إن "المسيرة تطلب الوقف الفوري للحرب في أوكرانيا وتطالب بوتين بوقف عدوانه"، عازيا "سبب الأزمة في روسيا إلى العدوان العبثي على أوكرانيا وما تلاه من عقوبات أدت الى هروب رؤوس الأموال"، مؤكداً ان موسكو أرسلت قواتٍ لدعم الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، ما ينفيه "الكرملين" باستمرار.