اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > ضربوا النصّاب بالأحذية ... فمات تحت أيديهم !

ضربوا النصّاب بالأحذية ... فمات تحت أيديهم !

نشر في: 1 مارس, 2015: 06:09 ص

بغداد / المدى
اخبر شاب مركز شرطة الدورة بعثوره على جثة والده في داخل بيته وهو جثة هامدة ... ارسلت الجثة الى الطب العدلي ... وكانت المفاجأة الكبيرة بانتظار ضابط التحقيق عندما ذكر طبيب التشريح بان سبب الوفاة سكتة قلبية مفاجئة نتيجة خوف المجنى عليه . م

بغداد / المدى

اخبر شاب مركز شرطة الدورة بعثوره على جثة والده في داخل بيته وهو جثة هامدة ... ارسلت الجثة الى الطب العدلي ... وكانت المفاجأة الكبيرة بانتظار ضابط التحقيق عندما ذكر طبيب التشريح بان سبب الوفاة سكتة قلبية مفاجئة نتيجة خوف المجنى عليه . من هنا بدأت الشرطة بجمع المعلومات واخذ افادة المدعي بالحق الشخصي (ابن القتيل) واصدقائه .وكانت القصة مثيرة نسردها لكم بالتفصيل : عاد (ر) من مقهى النت وهو يكاد يطير من الفرح بعد ان تلقى رسالة عن طريق النت من احدى الشركات العالمية المتخصصة بالمسابقات تخطره فيها بفوزه بالجائزة الاولى وقدرها (250) الف دولار .. وادرك انه سيودع حياة الفقر والحرمان الى غير رجعة ... وسيتغير كل شيء في حياته ... بيته المتواضع ... مهنته المرهقة .. وسيصبح من الاثرياء . جلس (ر) في المقهى مساء في انتظار صديقه (ع) ، كان يشعر بانه ملك متوج يريد ان يصرخ بأعلى صوته ليعرف الجميع ان (ر) البسيط الحال اصبح مليونيرا ... وظل يعد الدقائق والثواني حتى وصل صديقه (ع) ... وبمجرد حضوره فجر (ر) المفاجأة واخبره بحصوله على الجائزة الاولى في اليانصيب .. وشاركه صديقة فرحته وتوجها لشراء بطاقة رصيد لموبايله وبعدها قام صديقه (ع) باجراء اتصال هاتفي بالشركة في لندن للاستفسار عن اجراءات تسلم الجائزة المالية . وهنا جاءت المفاجأة من لندن حيث يقام حفل كبير لتوزيع الجوائز على المتسابقين من مختلف انحاء العالم ... وكذلك يجب ان يكون لديه حساب جارٍ في احد البنوك حتى يتم تحويل المبلغ عليه . خرج (ر) من المقهى وهو يحمل هموم الدنيا على كتفيه ، حاول صديقة (ع) ان يهدئ من روعه واصطحبه معه الى بيته . وهناك التقى (ر) لاول مرة مع والد (ع) ويدعى (أ) والعجيب انه رغم صداقته الطويلة مع (ع) الا انه لم يلتق معه على الاطلاق نظرا لانشغاله الدائم باعماله التجارية حسبما اقنعه صديقة (ع) باعتباره من رجال الاعمال ودائم السفر الى الخارج . شرح (ر) المشكلة بكل ابعادها لوالد (ع) الذي فكر قليلا ثم اكد له ان حل المشكلة سهل للغاية وفي متناول يده . تساءل (ر) عن الحل مشيرا الى انه لا يمتلك سوى راتبه فكيف يقوم بفتح حساب جارٍ ومن اين يأتي بتكاليف رحلة السفر الى لندن والحصول الى التأشيرة . اجابة (أ) : ساسافر انا بنفسي الى لندن واتسلم الجائزة نيابة عنك ثم اقوم بتحويل المبلغ الى حسابي الخاص في بغداد ، وعقب عودتي تقوم بخصم تكاليف الرحلة والتأشيرة والنسبة التي سنتفق عليها واعطيك فلوسك !. تردد (ر) قليلا ولكن الرجل حسم تردده بقوله : يجب ان تثق بي وخاصة انه ليس امامك حل اخر فهذه الرحلة وفتح الحساب يكلفان مبالغ طائلة وانت لا تملكها . حسم ( ر) موقفه ووعده باحضار الاوراق واعطائه التوكيل له والجائزة المالية وغادر المكان وفكرة الحصول على المبلغ بسرعة تراوده بشدة وبدأت احلامه تسبقه وترتيب الاوليات التي سيفعلها بعد وصول الدولارات والاشياء التي سوف يشتريها . وفي اليوم التالي احضر له (أ) كتاب الشركة العالمية وصور شخصية وتوكيل عمله من الكاتب العدل وكل الاوراق التي يحتاجها (أ) في تسلم الجائزة ! ومرت عدة اسابيع على هذا اللقاء ظل خلالها (ر) يمني نفسه باللحظة التي يتسلم فيها نقوده ويحقق احلامه ، ولكن القلق بدأ يتسرب الى نفسه وخاصة بعد ان عجز عن مشاهدة (أ) مرة ثانية .. وكلما سأل عنه ابنه (ع) يتحجج بانه مشغول في اعماله وانشطته الخاصة . وتحول القلق الى صدمة مرعبة عندما همس في اذنه احد الجيران بان (أ) ما هو الا نصاب وحيال وينصب على العالم ولن يفي بوعده وطلب من (أ) استعادة اوراقه التي بحوزته بأي ثمن قبل ان يستولي على الجائزة لنفسه ! قرر (ر) مواجهة (أ) بما سمعه واستعادة اوراقه التي تحت يده ... ولكنه لم يمتلك الجرأة الكافية لمواجهته بمفردة فاصطحب ثلاثة من اقربائه وتوجهوا الى بيته ... استقبلهم (أ) بفتور شديد وبدا واضحا ان هذه الزيارة المفاجئة لم تأت على هواه وزاد من انفعاله عندما طلب منه (ر) تسليمه اوراقه الخاصة ... واخذت المناقشة والكلام والعصبية دورها بينهم وتطورت الى اشتباك بالايدي والضرب بالاحذية فسقط ( أ) على الارض بلا حراك فاعتقد (ر) واقاربه انه اغمي عليه .. فبدأوا في تقليب محتويات حجرات الدواليب بحثا عن الاوراق حتى عثروا عليها بعد عناء كبير ... وغادروا البيت وهم لا يدركون انهم ارتكبوا جريمة قتل ، وان هذه الجريمة ستطلق رجال الشرطة خلفهم للقبض عليهم . وبعد ان جمعت شرطة الدورة معلومات كافية عن شخصية (أ) تبين انه كان يمارس اعمال الدجل والغش والاحتيال على الناس . وفي طبيعة عمله له عداوات كثيرة ومتشعبة . وتمكن ضابط التحقيق من خلال المعلومات التي جمعها ان (ر) المعلم وراء الحادث بسبب خلافات بينه وبين القتيل وقد شاهدهم الجيران يدخلون عليه مساء وفاته ! استدعت الشرطة المعلم (ر) مع اقربائه واعترفوا بقيامهم بالاعتداء بالضرب على (أ) ولكنهم لم يقصدوا قتله وكل ما كانوا يسعون اليه هو ارهابه فقط لاجباره على تسليم (ر) الاوراق الخاصة والتوكيل بالجائزة المالية التي كان يتحفظ عليها ويماطل في اعادتها اليه ...! احيل المتهمون الى قاضي التحقيق فقرر توقيفهم رهن اكمال التحقيق . وجاء تقرير الطب العدلي ليحمل مفاجأة كبيرة عندما اكد ان سبب الوفاة هو سكته قلبية مفاجئة تحت تأثير الخوف والقلق والتوتر وهذا ما ادى الى وفاته وليس الضرب الذي تلقاه . الخوف قتل ( أ ) وليس الضرب ، بعد ايام اطلق سراح ( ر) واقربائه من قبل قاضي التحقيق بناء على ما جاء في استمارة الترشيح .!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram