TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إنّـهـم مـرعـوبـون

إنّـهـم مـرعـوبـون

نشر في: 1 مارس, 2015: 03:50 ص

وخذوها مني أيضا: انكم كلّما شاهدتهم اشتداد الاعمال الهمجية عند الدواعش فاعلموا أنها صحوة موت. مشهد ذلك الداعشي المتكرّش والمتلفلف بالسواد وهو يهوي بالطخماخ على رأس تمثال في متحف الموصل، لا أفسرّه بغير انه مرعوب، أو مخبّل، او "مضيّع صول جعابه". والأصح انه مودّع كما يقولون. علامة من علامات "يا امغرّب خرّب".
لم أستغرب فعلتهم بمتحف الموصل. لا بل استغربت لأنهم أخّروها الى اليوم. فمن يستهن برقاب الناس ويذبحهم بدون حساب هل يرحم تمثالا من حجر؟
أكرر اعترافي بتفوق الإعلام الداعشي على إعلامنا الرسمي والطائفي المتخلف. وأكرر أيضا انه إعلام يسرح ويمرح ولا من إعلام مضاد قادر على تفكيك خلاياه. مع هذا انه ما كان ليكون قويا لولا ضعف وغباء الإعلام الذي يواجهه. نقطة نجاح إعلامهم الأساسية انهم يخفون خوفهم ورعبهم وحتى خلافاتهم ويكثرون من الصور التي توحي انهم أشداء وذوو بأس شديد.
كلا يا حضرات انهم ليسوا كذلك بل انهم مرعوبون. كم كنت أتمنى بدل كل تلك الأغاني الباهتة التي صرفنا عليها اموالا "بالهبل" ان نغني لذلك المعتوه الذي استأسد على تمثال: "هي .. هي .. مخبل". اعتاد اهل العمارة ان يجابهوا المخابيل بهوسة "تسودن لا تلومونه".
أريد أن اسأل: ما هو النفع الذي أراد الدواعش ان يجنوه من تحطيم التماثيل الأثرية على الصعيد العسكري؟ قطعا لا شيء غير انهم تقصدوا ان يحرقوا قلوبنا. وان يقولوا لنا جميعا اننا نكرهكم ونكره حضارتكم أيها العراقيون. فكيف يجب ان يكون الرد على من يكرهكم ويحقد عليكم يا أبناء سومر وبابل وآشور وأكد؟ لا رد ابلغ من ان تخبروهم بالفعل والقول اننا "غصبن"عن انوفهم نحب العراق بكل ما فيه. ولا يمكننا ان نبلغهم برسالة واضحة إلا اذا احببنا بعضنا فعلا. بلد تعلو به الأصوات التي تزرع البغضاء والكراهية بين أبنائه ولا راد لها، سيكون بابا مفتوحا على مصراعيه للغزاة والكارهين.
لم يكره الدواعش آثارنا لولا ان فيها شيئا من جمال العراق. والهمجي، بطبعه، يكره كل جميل. ولا حل غير ان نقابل كرههم بكره كل ما هو قبيح. وهل في الكون كله اقبح من وجه ولسان وقلم وفضائية لا تجيد غير دفع العراقي لكره أخيه العراقي من دون ذنب؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram