وخذوها مني أيضا: انكم كلّما شاهدتهم اشتداد الاعمال الهمجية عند الدواعش فاعلموا أنها صحوة موت. مشهد ذلك الداعشي المتكرّش والمتلفلف بالسواد وهو يهوي بالطخماخ على رأس تمثال في متحف الموصل، لا أفسرّه بغير انه مرعوب، أو مخبّل، او "مضيّع صول جعابه". والأصح انه مودّع كما يقولون. علامة من علامات "يا امغرّب خرّب".
لم أستغرب فعلتهم بمتحف الموصل. لا بل استغربت لأنهم أخّروها الى اليوم. فمن يستهن برقاب الناس ويذبحهم بدون حساب هل يرحم تمثالا من حجر؟
أكرر اعترافي بتفوق الإعلام الداعشي على إعلامنا الرسمي والطائفي المتخلف. وأكرر أيضا انه إعلام يسرح ويمرح ولا من إعلام مضاد قادر على تفكيك خلاياه. مع هذا انه ما كان ليكون قويا لولا ضعف وغباء الإعلام الذي يواجهه. نقطة نجاح إعلامهم الأساسية انهم يخفون خوفهم ورعبهم وحتى خلافاتهم ويكثرون من الصور التي توحي انهم أشداء وذوو بأس شديد.
كلا يا حضرات انهم ليسوا كذلك بل انهم مرعوبون. كم كنت أتمنى بدل كل تلك الأغاني الباهتة التي صرفنا عليها اموالا "بالهبل" ان نغني لذلك المعتوه الذي استأسد على تمثال: "هي .. هي .. مخبل". اعتاد اهل العمارة ان يجابهوا المخابيل بهوسة "تسودن لا تلومونه".
أريد أن اسأل: ما هو النفع الذي أراد الدواعش ان يجنوه من تحطيم التماثيل الأثرية على الصعيد العسكري؟ قطعا لا شيء غير انهم تقصدوا ان يحرقوا قلوبنا. وان يقولوا لنا جميعا اننا نكرهكم ونكره حضارتكم أيها العراقيون. فكيف يجب ان يكون الرد على من يكرهكم ويحقد عليكم يا أبناء سومر وبابل وآشور وأكد؟ لا رد ابلغ من ان تخبروهم بالفعل والقول اننا "غصبن"عن انوفهم نحب العراق بكل ما فيه. ولا يمكننا ان نبلغهم برسالة واضحة إلا اذا احببنا بعضنا فعلا. بلد تعلو به الأصوات التي تزرع البغضاء والكراهية بين أبنائه ولا راد لها، سيكون بابا مفتوحا على مصراعيه للغزاة والكارهين.
لم يكره الدواعش آثارنا لولا ان فيها شيئا من جمال العراق. والهمجي، بطبعه، يكره كل جميل. ولا حل غير ان نقابل كرههم بكره كل ما هو قبيح. وهل في الكون كله اقبح من وجه ولسان وقلم وفضائية لا تجيد غير دفع العراقي لكره أخيه العراقي من دون ذنب؟!
إنّـهـم مـرعـوبـون
[post-views]
نشر في: 1 مارس, 2015: 03:50 ص