TOP

جريدة المدى > كردستان > أكاديمي كردي: 1044 طفلاً من كلّ مئة ألف بالسليمانية يتعرّضون لحوادث حرق.. وأربعة منهم يموتون سنوياً

أكاديمي كردي: 1044 طفلاً من كلّ مئة ألف بالسليمانية يتعرّضون لحوادث حرق.. وأربعة منهم يموتون سنوياً

نشر في: 1 مارس, 2015: 08:07 ص

دعا أكاديمي كردي إلى تكثيف إجراءات التوعية والوقاية للحد من الحوادث التي يتعرض لها الأطفال لاسيما من جراء الحروق، وفي حين بين أن معدل الحروق التي يتعرض لها الاطفال في السليمانية سنويا بلغ 1044 من كل مئة ألف طفل ما دون سن المدرسة، عد أنها "عالية" مقار

دعا أكاديمي كردي إلى تكثيف إجراءات التوعية والوقاية للحد من الحوادث التي يتعرض لها الأطفال لاسيما من جراء الحروق، وفي حين بين أن معدل الحروق التي يتعرض لها الاطفال في السليمانية سنويا بلغ 1044 من كل مئة ألف طفل ما دون سن المدرسة، عد أنها "عالية" مقارنة بدول الجوار وتلك المتقدمة، برغم كونها مقاربة لمثيلاتها بالدول النامية عموماً. جاء ذلك في بحث أعده الدكتور ناصح فاتح عثمان قره داغي، عن حروق الأطفال في السليمانية، يشمل الراقدين منهم بالمستشفيات ومراجعي العيادات الخارجية، ونشر بعدد كانون الثاني 2015 من مجلة BURNS التي تصدرها الجمعية العالمية للحروق.

وقال قره داغي، وهو المساعد العلمي لرئيس جامعة السليمانية التقنية، في حديث إلى (المدى برس)، إن الأطفال ما قبل سن المدرسة "عرضة لعدة حوادث خطرة نتيجة الظروف غير المواتية في البيئة المنزلية وإغفال الأهل أو عدم تنبههم، لمصادر الخطر"، مشيراً إلى أن الاطفال الصغار هم "أكثر المجاميع العمرية عرضة للحروق حيث تشكل نسبة عالية من الحوادث بنحو عام، بعد تلك الناجمة عن السير لا في إقليم كردستان حسب، إنما في أنحاء العالم، لذلك تم تناول واقعها في السليمانية من مختلف الجوانب لقرع جرس الخطر بشأنها، وحث الأهل والجهات الرسمية والمجتمعية المعنية، على اتخاذ إجراءات وقائية للحد منها، لأهمية ذلك لإمكانية تفادي أكثرها".
وأضاف الباحث، أن عينة البحث "تضمنت دراسة حالات 1210 أطفال، قبل سن المدرسة، راجعوا مستشفى الحروق وسط مدينة السليمانية"، مبيناً أن معدل حدوث الحروق لدى أولئك الأطفال "بلغ 1044 من كل مئة ألف سنوياً أي بنسبة واحد بالمئة تقريباً، وأن معدّل وفاة المصابين منهم بلغ أربعة من كل مئة ألف أيضاً".

السوائل الحارّة المسبّب الرئيس لحروق الأطفال خصوصاً في المطابخ
أثبت الأكاديمي الكردي، أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة إلى سنتين، كانوا "الأكثر عرضة" لحوادث الحرق، وأن غالبيتها كانت من جراء السوائل الحارة.
وقال الباحث ناصح قره داغي، إن "أكثر الحروق كانت لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة إلى سنتين، وبنسبة 53 بالمئة"، مبيناً أن "التعرض للسوائل الحارة، كالماء المغلي أو الشاي، نتيجة تحريك الأواني أو الأباريق المملوءة بها، من أهم أسباب حوادث الحروق، وبنسبة 80 بالمئة من الحالات المرصودة".
وذكر الباحث، أن "ما نسبته 12 بالمئة من الإصابات كانت نتيجة لمس الأشياء الساخنة، لاسيما المدافئ، أو السقوط عليها، وستة بالمئة من جراء التعرض للهب بنحو مباشر، والباقي بسبب المواد الكاوية أو الكهرباء أو المتفجرات". وبشأن الأماكن التي تكثر فيها الإصابة بالحروق، رأى الباحث أن "غالبيتها العظمى، تقع في البيت بعامة والمطبخ بخاصة، إذ شكلت ما نسبته 97 بالمئة"، مبيناً أن "المطابخ شهدت 43 بالمئة، من حوادث الحروق، في حين وقع 42 بالمئة منها في غرف الجلوس".
وأوضح قره داغي، أن "53 بالمئة من تلك الحوادث وقعت للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة إلى سنتين، وأن 30 بالمئة من المصابين كانوا وحدهم وقت الحادث، و70 بالمئة منهم كانوا برفقة شخص آخر".
وأكد الباحث الكردي، أن "36 بالمئة من حوادث الحروق وقعت في فصل الشتاء، في حين كانت نسبتها قليلة صيفاً"، مؤكداً أن "نسبة كبيرة جداً من الحروق تبلغ 86 بالمئة، حدثت نتيجة عارض سببه الطفل نفسه، وأن 13 بالمئة منها بسبب حدث غير متعمد من شخص آخر". وذكر قره داغي، أن "مسببات حوادث الحروق توزعت بين 41 بالمئة لأدوات إعداد الشاي، و18 بالمئة لأدوات المطبخ، في حين أدت المدافئ النفطية إلى 15 بالمئة من الإصابات"، لافتاً إلى أن "أوقات تلك الحوادث كانت متطابقة مع أوقات تناول العوائل وجبات الطعام الرئيسة ،فمثلا حدث 10 بالمئة من الحروق في منتصف النهار حيث وجبة الغذاء، و كذلك وقع 39 بالمئة منها بين السابعة صباحاً والواحدة بعد الظهر، و31 بالمئة بين الواحدة والسابعة مساءً، في تأكيد علمي جديد على أهمية مراقبة الأطفال والانتباه إليهم".

الأولاد يشكّلون غالبية الأطفال الراقدين بحوادث الحروق
وأظهر البحث أن نسبة الإصابة بالحروق بنحو عام لم تكن مختلفة بين الإناث والذكور، إلا أن نسبة رقود الذكور منهم بالمستشفى كانت أعلى، بواقع 97 حالة من كل 100 ألف طفل سنوياً، مقابل 67 للإناث، ما يدل على أن إصابات الذكور "أكثر شدة".
وأظهر البحث، والكلام دائماً لمعدّه، أن "أكثر الإصابات بالحروق عولجت في العيادة الخارجية، من دون الحاجة لرقودها بالمستشفى"، مؤكداً أن "حالة 21 بالمئة فقط منهم، تطلبت رقودهم في المستشفى، في حين عولج الباقون بالعيادة الخارجية"، مستدركاً أن "ما نسبته 37 بالمئة من الإصابات عولجت بالمنزل قبل الوصول إلى المستشفى بسكب الماء البارد على منطقة الحرق، كما عولج 18 بالمئة منها بطرق تقليدية، منها معجون الأسنان، أو معجون الطماطة، أو اللبن، كما عولجت 15 بالمئة من تلك الحالات بمستحضرات طبية مختلفة، ما يدل على عدم معرفة معظم الأهالي بالإسعافات الأولية للحروق".
وذكر المساعد العلمي لرئيس جامعة السليمانية التقنية، أن "55 بالمئة من إصابة الأطفال بالحروق شملت أطرافهم السفلية، وأن معدل نسبة الحروق من إجمالي سطح جسمهم كان 11 بالمئة"، كاشفاً عن "وفاة ثمانية بالمئة من الأطفال الذين يرقدون في المستشفى بسبب الحروق".
الوقاية خير من العلاج
وخلص الباحث ناصح فاتح عثمان قره داغي، إلى أن من الضروري "الاهتمام بحروق الأطفال الصغار ،لأن عواقبها تكون طويلة الأمد ومكلفة مادياً، في حين أن معظمها قابلة للوقاية أصلاً بإجراءات غير مكلفة"، عاداً أن بالإمكان "وقاية الأطفال ما قبل سن المدرسة، من حوادث الحروق بتدخلات عائلية وحكومية ومجتمعية، لأن أكثرها ناجمة عن عوامل منزلية، يمكن تجنبها، مثل عدم توخّي الأهل الحذر، أو إغفال مراقبة الأطفال وتركهم وحدهم في بيئة غير آمنة قريباً من مواد يمكن أن تشكل خطراً عليهم، فضلاً عن عدم اعتماد وسائل أمان كافية".
وطالب د.قره داغي، بضرورة "تكثيف حملات التوعية المجتمعية بشأن سبل العناية المثلى بالأطفال ورعايتهم، والإسعافات الأولية الضرورية قبل الوصول إلى المستشفى، والمواد العلاجية التي يمكن استعمالها، وإصدار قوانين وتعليمات تساعد في تجنيب الأطفال التعرض لمسببات الحروق من الأجهزة غير الآمنة والظروف غير المواتية في المنزل أو خارجه، فضلاً عن الاستمرار بتأهيل الملاكات العاملة في العيادات الخارجية والمستشفيات والارتقاء بقدراتهم على التعامل مع الحوادث الطارئة بعامة والحروق بخاصة، للحد من المخاطر التي تهدد أحباب الله وأمل المستقبل".
يذكر أن الباحث ناصح فاتح عثمان قره داغي، حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة نوتنكهام البريطانية، وله العديد من الإسهامات البحثية المنشورة في الدوريات المحلية والعالمية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ذلك الموسوم (ختان الإناث في كردستان العراق.. الوصف والعوامل ذات الصلة)، الذي نشر في مجلة (WOMEN & MEN) الأميركية مؤخراً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة
كردستان

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة

خاص / المدى تمكنت القوات الامنية ،اليوم الثلاثاء، من احباط عملية تهريب قطع ومخطوطات اثرية شمال محافظة ديالى.وذكر مصدر امني لـ(المدى) ان "قوة امنية مشتركة وبمشاركة جهاز المخابرات ووفق لمعلومات دقيقة تمكنت خلالها من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram