TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا ، لم تعد تكفي

لا ، لم تعد تكفي

نشر في: 1 مارس, 2015: 05:28 ص

ولو كان هما واحداً لاتقيته …. ولكنه هم وثانٍ وثالث .
………
وحق السماء ، سنعيد العراق والعراقيين لمرحلة العصر الحجري .

لا أكاد أذكر من قال قولته ( المأثورة ) تلك، هل تسعفكم الذاكرة باستحضاره ؟؟
……..
كانت تتمة موضوع الأسبوع المنصرم حول حرق الكتب عبر حقب التاريخ ، قد نضدت حروفها ، وإذا بالأنباء الأشد مرارة تتوالى : للفرجة حينا، او للشماتة حينا ، او للتعذيب النفسي حينا ، او كلها مجتمعة معا. أنباء فاجعة جديدة أخرى فرضت حضورها، وتركت المواطن الأعزل في ذهول وحيرة : لماذا تستهدف التماثيل المعمرة وهي إرث العراق العريق ؟ ومنظرها وهي تتهشم و تتهاوى وتتناثر مزقا لتدوسها اقدام العابرين ، يفتت أكباد المعنيين من الآثاريين والعامة معا .
تتلاحق الأحداث الفاجعة في عراق اليوم ، كتلاحق أنفاس مصدور لاسبيل لشفائه إلا بمعجزة ! والكل يدري إن زمن المعجزات قد فات .لم تكن عملية تهشيم محتويات متحف الموصل — وسرقة ما يمكن حمله —كابوسا ، تنقشع عذاباته حال الاستيقاظ ، ولا كان حرق البشر أحياء وإضرام النار في المكتبات العامة والخاصة ، حلما بغيضا ، بل هو حقيقة راهنة تجري على مرأى ومسمع من العالم ( الحر ). اين المنظمات العالمية الثقافية والاجتماعية ،وجمعيات حقوق الإنسان ؟
اين الجامعة العربية ، بمنظماتها العديدة ؟أين .. أين ؟؟؟؟
لم يعد التنديد والشجب والاستنكار ، دون حراك فاعل وجذري ، مجديا .
………
لو غضضنا الطرف عن نظرية ( المؤامرة ) التي يراها البعض ، القاسم المشترك الأعظم فيما يجري من أحداث وتداعيات في المناطق المبتلاة ، وراقبنا بدقة عوامل تهميش النخب والكفاءات ، وتسييد الجهلة ، ومباركة الأمية ، وغض الطرف عن صولات المفسدين وتعاظم مناشئ الفساد ، هل كان لداعش ان تمر وتترعرع او تجد لها موطئ قدم ؟
لو كان النشئ العراقي الذي وجد في داعش ضالته ، مدجج بالمعرفة . متدثر بعطف أسرة متماسكة . محصن ومكفول برغد عيش ، برعاية اجتماعية صحية وتعليمية، ، بوعد بمستقبل زاه … من يلوم المظلوم ، المغبون ، اليائس من الحياة لو تجاذبته الأفانين البراقة والوعود الخلب ؟ من يلومه لا يجد قوت يومه واسرته ؟ من يلومه - يائسا - ومدارس الطين - إن وجدت - تتربص بصحة اولاده وضمور معارفهم . من يلومه مدقع الفقر وخيرات بلده تتقاذفها مصارف الغرب .
من يلوم التطرف يلوي عنق الاعتدال ويلقيه صريعا ؟. هل نلوم المسروق ونبارك ونتبارك بالسارق ،هل نكافئ القاتل بالعفو وإسقاط العقوبة ونصر على أخذ الدية من ذوي المقتول .
هل يكفي الأنين والتوجع وسفح الدمع ؟ لا يكفي ، طالما النخب المشرذمة المتشرذمة من اهل الرأي قد نفضت يديها من العراق - كوطن - لا يستبدل بجنة ، واستمرأت موقف التفرج ، مكتوفة الأيادي ، مكممة الأفواه تارة بزنجيل خوف ، وتارة بأخضر !
متى يتسنى للعراق وللعراقي ،العثور على طوق نجاة ينتشله من مستنقع الآهات ؟؟
لا مجال لتوجيه السؤال ،فحتمية إعادة العراق واهله لمتاهات العصر الحجري ، قد اكتملت حلقاتها او كادت ،، يقول المتشائمون :
لا لم تكتمل ، فما يزال في العراق والعراقيين بقية من رمق ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram