ولو كان هما واحداً لاتقيته …. ولكنه هم وثانٍ وثالث .
………
وحق السماء ، سنعيد العراق والعراقيين لمرحلة العصر الحجري .
لا أكاد أذكر من قال قولته ( المأثورة ) تلك، هل تسعفكم الذاكرة باستحضاره ؟؟
……..
كانت تتمة موضوع الأسبوع المنصرم حول حرق الكتب عبر حقب التاريخ ، قد نضدت حروفها ، وإذا بالأنباء الأشد مرارة تتوالى : للفرجة حينا، او للشماتة حينا ، او للتعذيب النفسي حينا ، او كلها مجتمعة معا. أنباء فاجعة جديدة أخرى فرضت حضورها، وتركت المواطن الأعزل في ذهول وحيرة : لماذا تستهدف التماثيل المعمرة وهي إرث العراق العريق ؟ ومنظرها وهي تتهشم و تتهاوى وتتناثر مزقا لتدوسها اقدام العابرين ، يفتت أكباد المعنيين من الآثاريين والعامة معا .
تتلاحق الأحداث الفاجعة في عراق اليوم ، كتلاحق أنفاس مصدور لاسبيل لشفائه إلا بمعجزة ! والكل يدري إن زمن المعجزات قد فات .لم تكن عملية تهشيم محتويات متحف الموصل — وسرقة ما يمكن حمله —كابوسا ، تنقشع عذاباته حال الاستيقاظ ، ولا كان حرق البشر أحياء وإضرام النار في المكتبات العامة والخاصة ، حلما بغيضا ، بل هو حقيقة راهنة تجري على مرأى ومسمع من العالم ( الحر ). اين المنظمات العالمية الثقافية والاجتماعية ،وجمعيات حقوق الإنسان ؟
اين الجامعة العربية ، بمنظماتها العديدة ؟أين .. أين ؟؟؟؟
لم يعد التنديد والشجب والاستنكار ، دون حراك فاعل وجذري ، مجديا .
………
لو غضضنا الطرف عن نظرية ( المؤامرة ) التي يراها البعض ، القاسم المشترك الأعظم فيما يجري من أحداث وتداعيات في المناطق المبتلاة ، وراقبنا بدقة عوامل تهميش النخب والكفاءات ، وتسييد الجهلة ، ومباركة الأمية ، وغض الطرف عن صولات المفسدين وتعاظم مناشئ الفساد ، هل كان لداعش ان تمر وتترعرع او تجد لها موطئ قدم ؟
لو كان النشئ العراقي الذي وجد في داعش ضالته ، مدجج بالمعرفة . متدثر بعطف أسرة متماسكة . محصن ومكفول برغد عيش ، برعاية اجتماعية صحية وتعليمية، ، بوعد بمستقبل زاه … من يلوم المظلوم ، المغبون ، اليائس من الحياة لو تجاذبته الأفانين البراقة والوعود الخلب ؟ من يلومه لا يجد قوت يومه واسرته ؟ من يلومه - يائسا - ومدارس الطين - إن وجدت - تتربص بصحة اولاده وضمور معارفهم . من يلومه مدقع الفقر وخيرات بلده تتقاذفها مصارف الغرب .
من يلوم التطرف يلوي عنق الاعتدال ويلقيه صريعا ؟. هل نلوم المسروق ونبارك ونتبارك بالسارق ،هل نكافئ القاتل بالعفو وإسقاط العقوبة ونصر على أخذ الدية من ذوي المقتول .
هل يكفي الأنين والتوجع وسفح الدمع ؟ لا يكفي ، طالما النخب المشرذمة المتشرذمة من اهل الرأي قد نفضت يديها من العراق - كوطن - لا يستبدل بجنة ، واستمرأت موقف التفرج ، مكتوفة الأيادي ، مكممة الأفواه تارة بزنجيل خوف ، وتارة بأخضر !
متى يتسنى للعراق وللعراقي ،العثور على طوق نجاة ينتشله من مستنقع الآهات ؟؟
لا مجال لتوجيه السؤال ،فحتمية إعادة العراق واهله لمتاهات العصر الحجري ، قد اكتملت حلقاتها او كادت ،، يقول المتشائمون :
لا لم تكتمل ، فما يزال في العراق والعراقيين بقية من رمق ..