نظّم أنصار المعارضة في روسيا مسيرة في العاصمة موسكو يوم أمس الأحد، تنديداً بمقتل المعارض بوريس نيمتسوف في جريمة أثارت مخاوف متزايدة بين معارضي الرئيس فلاديمير بوتين حول مستقبل البلاد.
ووضع الآلاف الزهور وأضاءوا الشموع على جسر قرب "الكرملين" في المكا
نظّم أنصار المعارضة في روسيا مسيرة في العاصمة موسكو يوم أمس الأحد، تنديداً بمقتل المعارض بوريس نيمتسوف في جريمة أثارت مخاوف متزايدة بين معارضي الرئيس فلاديمير بوتين حول مستقبل البلاد.
ووضع الآلاف الزهور وأضاءوا الشموع على جسر قرب "الكرملين" في المكان الذي قُتل فيه نيمتسوف، السياسي المعارض والنائب السابق لرئيس الوزراء بالرصاص في وقت متأخر من يوم الجمعة.
وقال محققون إنهم يتتبّعون خيوطا عدة لمعرفة مرتكبي الجريمة ومنها احتمال أن يكون "متطرفون" قتلوا نيمتسوف ،وهو يهودي، أو أن تكون المعارضة قتلته لتشويه صورة بوتين.
وأفاد الزعيم المعارض سيرغي ميتروخين في إشارة لقتل نيمتسوف بـ"انها ضربة لروسيا. إذا كانت الآراء السياسية تعاقب في هذا الشكل، فهذا يعني ببساطة أن لا مستقبل للبلاد".
ويعد نيمتسوف (55 عاماً) أحد أبرز شخصيات المعارضة التي تسعى إلى إحياء دورها بعد ثلاثة أعوام من فشل احتجاجات حاشدة على بوتين في منعه من العودة إلى الرئاسة، بعدما تسلم منصب رئيس الوزراء لأربع سنوات.
وقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إن نيمتسوف أطلعه قبل أسبوعين على نيّته نشر أدلّة على ضلوع روسيا في الصراع الانفصالي في أوكرانيا، مضيفاً في تصريحات نقلها التلفزيون في أوكرانيا "أحدهم كان خائفاً كثيراً في هذا الخصوص.. وقتله."
وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اول من أمس بأن يبذل كل الجهود لمعاقبة قتلة نيمتسوف الذي سبب قتله صدمة لدى القادة الغربيين والمعارضة الروسية بينما رأى فيه حلفاء الكرملين «عملا استفزازيا» يهدف إلى «زعزعة استقرار» البلاد.
وتعهد بوتين في رسالة وجهها إلى والدة نيمتسوف ببذل كل الجهود اللازمة «لينال مخططو ومنفذو هذه الجريمة البشعة العقاب الذي يستحقونه». وأكد أن مقتل المعارض الشهير خسارة لا تعوض، مشيرا إلى أنه «ترك بصماته على تاريخ روسيا، في الحياة السياسية والعامة».
وأضاف أن نيمتسوف الذي عمل نائبا لرئيس الوزراء خلال رئاسة بوريس يلتسين في التسعينات «تولى مناصب مهمة خلال فترة انتقالية صعبة لبلادنا». ولفت إلى أنه «عبر دائما عن مواقفه بكل صراحة ونزاهة، ودافع عن وجهة نظره».
وقبل ساعات من اغتياله، دعا نيمتسوف الروس عبر إذاعة «صدى موسكو» إلى التظاهر ضد ما وصفه «بعدوان فلاديمير بوتين» في أوكرانيا. وهذه المظاهرة ألغيت لتنظيم مسيرة تكريما لذكرى المعارض.
وقال مسؤول في بلدية مدينة موسكو الكسي مايوروف لوكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي «وافقنا على هذا الحدث». وقد سمحت السلطات بمسيرة يمكن أن يشارك فيها خمسون ألف شخص.
وعلى صعيد متصل، يتوجه الاستونيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمانهم في أجواء من القلق على أمن البلاد من موسكو فيما يتوقع أن يحقق حزب الوسط الموالي لروسيا نتيجة جيدة لكنه لن يتمكن مع ذلك من تشكيل حكومة.
فضم شبه جزيرة القرم والتحركات الروسية في أوكرانيا تتابع عن كثب في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تعد 1.3 مليون نسمة ربعهم من الناطقين بالروسية والتي انفصلت عن الاتحاد السوفياتي في 1991.
وجاءت التدريبات العسكرية الروسية على الحدود الاستونية قبل بضعة أيام من الاقتراع لتعزز المخاوف لدى أولئك الذين يعتقدون أن الكرملين يبيت النية في زعزعة الاستقرار في جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا.
وأعطى استطلاع للرأي أجرته «تي أن إس ايموري» ونشر السبت، نحو 22 في المائة من نوايا التصويت لحزب الوسط ليأتي مباشرة خلف حزب الإصلاح (26 في المائة) والاشتراكيين الديمقراطيين (19 في المائة)، علما بأن هذين الحزبين الأخيرين يشاركان في الحكم حاليا.
ويفسر النجاح المتوقع للوسط بالدعم الذي يحظى به الحزب من الأقلية الناطقة بالروسية في هذا البلد المزدهر نسبيا والعضو في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو.
وكانت استطلاعات رأي سابقة وضعت حزب الوسط في الطليعة في السباق الانتخابي، لكن المحللين يعتبرون أن هذا الحزب يفتقر لحلفاء لتشكيل غالبية في البرلمان المؤلف من 101 مقعد، وبالتالي يتوقع أن يبقى الائتلاف الحالي في الحكم مدعوما من المحافظين في حزب الاتحاد من أجل الوطن والجمهورية (أي أر إل).
إلا أن شعبية زعيم الوسط ادغار سافيسار سجلت تراجعا العام الماضي بعد زيارته المثيرة للجدل إلى موسكو حيث قال: إنه يؤيد ضم روسيا للقرم. ويتولى سافيسار الذي كان أول رئيس حكومة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، منذ العام 2007 منصب رئيس بلدية تالين.
وقال رئيس الوزراء من حزب الإصلاح تافي رويفاس محذرا من «أن الوضع الأمني الحالي سيستمر فترة طويلة»، وذلك في إشارة إلى التوترات الإقليمية. واعتبر «أنه ليس وقتا سيئا بل هو تغيير في الأجواء».
وضم أصغر رئيس حكومة في الاتحاد الأوروبي (يبلغ الخامسة والثلاثين عاما) صوته إلى صوتي نظيريه اللاتفي والليتواني للمطالبة بحضور متزايد للحلف الأطلسي خصوصا في الجو للرد على وجود الجيش الروسي قرب حدودهم.
وفي هذا الإطار، أعلن الحلف الأطلسي «الناتو» إنشاء قوة «رأس حربة» قوامها خمسة آلاف رجل وستة مراكز قيادة في المنطقة أحدها في استونيا.