أشاع وصول وفدين كردستانيين إلى بغداد والشروع في حوار مع الحكومة الاتحادية والتحالف الوطني أجواء الأمل والتفاؤل بإمكانية خروج البلاد من الأزمة السياسية التي طال كثيرا أمدها وتركت آثاراً سلبية حادة على الحياة العامة في مختلف المجالات.
وتتطلع الغالبية الساحقة من شعبنا إلى أن تثمر الجهود التي بذلها الرئيس جلال طالباني خلال الفترة الماضية حواراً وطنياً رصيناً وبنّاءً بين القوى السياسية بما يضع حلولاً للمشاكل التي تعانيها العملية السياسية ويفتح الطريق أمام تعزيز الفرص الملائمة لقيام النظام الديمقراطي المنشود.
يتطلب الاحتفاظ بديناميكية حيوية للحوار الذي بدأ في بغداد منذ يومين حرص الأطراف المنخرطة في هذا الحوار كلها على توفير الأجواء المناسبة للخروج من الحوار باتفاق على توسيع قاعدته ليشمل بالإضافة إلى القوى المشاركة في الحكومة والبرلمان سائر القوى الوطنية التي ناضلت ضد الدكتاتورية وعملت من اجل قيام نظام ديمقراطي في البلاد من شأنه أن يعوّض الشعب العراقي عمّا عاناه من محن وويلات طوال عقود متصلة من الزمن.
وممّا يستلزمه ذلك من إظهار الحرص على عدم تعكير الأجواء الايجابية المتوفرة الآن بتصريحات استفزازية من هذا الطرف أو ذاك بما يعيد العملية كلها إلى المربع الأول، وهو مربع قاتل لأنه سيعود بنا إلى نفق الأزمة الذي بدأ لوقت غير قصير أن لا ضوء في نهايته.
إن كل الأطراف السياسية المنخرطة في المباحثات الحكومية والسياسية الجارية في بغداد الآن تقف أمام اختبار وطني حقيقي. والرأي العام العراقي يراقب باهتمام بالغ مجريات هذه المباحثات وتحدوه الآمال العريضة بتحقيق نتائج من شأنها وضع الأمور في نصابها، بما يجعل الدولة بمؤسساتها المختلفة منصرفة الى تقديم الخدمات التي تمس الحاجة بشدة اليها وطال أمد انتظارها، والى تحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يعد شرطاً أساسيا لمواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها مجتمعنا ودولتنا، وفي المقدمة الإرهاب والفساد المالي والإداري والفقر والبطالة وتردي نظام الخدمات العامة.
هذه فرصة أخيرة لكل القوى التي أمضت ما يزيد عن سنتين في صراع عبثي لم يجلب لنا إلا المزيد من المعاناة والخراب.. إنها الفرصة التي ستتضح فيها صورة من يختار أن يكون في جبهة الشعب والوطن ومن يكون في الجبهة المقابلة.
كلام اليوم: فرصة أخيرة للجميع
نشر في: 22 أكتوبر, 2012: 07:28 م
يحدث الآن
الإطاحة بأربعة دواعش بينهم الوالي الشرعي لقاطع سليمان بيك في صلاح الدين
حماس: عملية الدهس رد طبيعي على جرائم الاحتلال والمقاومة مستمرة حتى زواله
طهران: لم نحسم بعد مكان الجولة الثانية من المفاوضات مع واشنطن
العراق يواجه كوريا والأردن في حزيران ضمن تصفيات المونديال
أسعار صرف الدولار تنخفض بمقدار 250 ديناراً بالأسواق العراقية
الأكثر قراءة
الرأي

التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين: تحديات القرن الواحد والعشرين
محمد علي الحيدري التنافس بين الولايات المتحدة والصين أصبح في السنوات الأخيرة أحد أبرز القضايا التي تحدد ملامح السياسة العالمية، حيث يشتد في المجالات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية بشكل يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل...