TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عراقيات الموصل تحت حكم "داعش"

عراقيات الموصل تحت حكم "داعش"

نشر في: 2 مارس, 2015: 04:30 ص

من الصعب على الإعلاميين الاطلاع عن قرب على حياة الناس اليومية في ظل حكم ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" في الموصل، أو في الرقة، أو المناطق الأخرى التي تسيطر عليها. إذ أجهز الدواعش على المدينة وناسها، حيث تزداد الممنوعات، هناك، ويتعرض المواطن للاعتقال والجلد وربما الموت إذا عثر الإرهابيون على شريحة هاتف نقال في جيبه، إضافة إلى لائحة طويلة من المحظورات لا تبدأ بالتدخين ولا تنتهي حتى بالزي الداعشي وفق تعليمات وأوامر صارمة المفروض على الرجال والنساء.
جاء التقرير الذي كتبته فرح سالم (المدى – 3300) تحت عنوان "ممرضة موصلية: نعالج المجرمين قسراً تحت التهديد بالقصاص" مثل كوة صغيرة نفذ من خلالها بعض الضوء على حياة البؤس والعوز والخوف التي يعيشها الموصليون تحت سطوة "داعش" حيث النساء يعشن، هناك، مأساة مضاعفة، تفوق مأساة الرجال بكثير، إحدى صور القسوة هي ما تعيشه المرأة التي ليس لها محرم، كما يصفونه، أي رجل يمكن أن يرافقها في التسوق أو الخروج أو السفر من المحرمين عليها "شرعاً" وهذا يعني أن مثل هذه المرأة كتب عليها الجلوس في البيت، مهما كانت الظروف والأحوال!
.. ويتوجب على المرأة التي تضطر للخروج، حتى بصحبة محرم، لبس العباءة والنقاب والقفازات.. وجاء في تقرير "المدى" على لسان ليلى حقي (اسم مستعار): "يتكون الزي من جلباب طويل مرفق بخمار قصير وخمار آخر لتغطية الرأس فضلاً عن خمار ثالث لتغطية العينين نزولاً إلى الركبة"!
أوردت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير مفصل لها عن مواطن سوري (من مدينة الرقة) أضاع زوجته في سوق شعبي مزدحم فلم يتمكن من العثور عليها إلا بصعوبة وبعد أن صرخ باسمها، حيث تتشابه الأزياء النسوية بشكل موحد في المكان!.
وأشارت الصحيفة إلى بيان أصدره "داعش" يتضمن تعليمات وقيوداً تحدد للنساء ما ينبغي ارتداؤه وكيفية التصرف والتنقل، وكثيراً ما يتعرض رجل برفقة زوجته أو ابنته أو أخته إلى العقاب إذا بدر من إحداهن ما يتعارض مع لوائح دولة البغدادي.
وفي الموصل لا يجوز لراكبة في حافلة، بمفردها، أي بوجود السائق فقط، وعليها النزول وترك السيارة حتى لو لم تبلغ بعد مكانها المقصود!
من الطبيعي أن تواجه أوامر "داعش" المتخلفة بالمقاومة، من قبل الكثير من النساء والرجال معاً، لكن الدواعش يردون بأقسى العقوبات بدءاً بالضرب بالعصي على أي جزء من الجسم من الرأس حتى القدمين وليس انتهاء بالجلد والرجم حتى الموت، وتنقل "الغارديان" عن طبيبة أطفال من مدينة الموصل قولها: "أجبر إرهابيو البغدادي النساء، من مختلف الإعمار، على ارتداء الحجاب رغم أن أغلبية نساء المدينة يضعن الحجاب أصلاً. وتضيف "رفضنا، أنا وزميلاتي في المشفى وضع الحجاب في بداية احتلال الموصل، وأضربنا عن العمل وبقينا في بيوتنا لكن من يسمون أنفسهم بـ "رجال الحسبة" – ممن ينهون عن المعروف ويأمرون بالمنكر! – جلبونا من البيوت في سيارات الأسعاف، بالإكراه طبعاً، وأحضرونا إلى المشفى".
.. وفي "عاصمة الدولة الإسلامية" (الرقة) السورية أمر إرهابيو هذه "الدولة" النساء بارتداء العباءة لتغطية الجسم كله، ثم أمروهن بوضع النقاب، وثالثة بغطاء فوق العباءة، إضافة إلى وجوب أن يكون كل ذلك باللون الأسود، حتى الحذاء والقفازات، كما هو الأمر في المملكة السعودية.
وفق لوائح داعش الإسلامية يمكن تزويج الفتاة وهي في التاسعة من عمرها.
تلكم بعض صور العيش في دولة الخلافة الإرهابية وقد تكلل كل شيء بالسواد تحت راياتهم السود، وأفكارهم السود، وقوانينهم السود.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram